رئيس التحرير
عصام كامل

حمدين صباحي.. اغتيال معارض حر

حمدين صباحي
حمدين صباحي

«لا أعتقد أن هناك شعبًا يمكن أن يمنح حاكمه سلطة مطلقة».. لم يكن الفيلسوف الإنجليزي جون لوك يتخيل أثناء كتابته هذه العبارة وهو يضع الأسس الفلسفية للدولة الحديثة، أن يصبح الشعب والنخبة والإعلام معًا في خدمة الرئيس، يتركونه يفعل ما يشاء، بل يتحولون إلى آلة حادة تذبح كل من يقترب له.


آخر ضحايا «المتلونين وأصحاب المصالح» كان حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، أحد أبرز الساسة الذين دعوا لثورة 30 يونيو ضد الرئيس الإخواني محمد مرسي، والذي وقف بجانب الدولة في حربها ضد الإرهاب، وظل بجانب رئيسها عبد الفتاح السيسي، يدعم قراراته.

«صباحي» تراجع مؤخرًا خطوة للوراء، عقب شعوره بانحراف السلطة عن أهدافها، وتحديدًا عقب الحكم ببراءة الرئيس الأسبق حسني مبارك في قضية قتل المتظاهرين، وقال إنه على السيسي تحديد موقف حاسم، وتوضيح هل الدولة تسير في طريق أهداف الثورة، أم سيعود نظام مبارك الذي ما زالت سياساته قائمة؟.. التقط الإعلام هذه العبارة، وراح يشوه صورة «الثائر الناصري»، واتهمه بالتحالف مع «الإخوان» لإسقاط الدولة، وتناست أبواق النظام أن «حمدين» ضرب نموذجًا في الوطنية، حينما رفض الانسحاب من الانتخابات الرئاسية بسبب تجاوزات الدولة، وأضاع الفرصة على الجماعة الإرهابية في الترويج لما حدث في 30 يونيو على أنه «انقلاب عسكري».

«صباحي» حريص أيضًا على معارضة «السيسي» وليس إسقاطه، وهو ما أكده بتأييده ودعمه لمشروع قناة السويس الجديدة، لكن التحول المفاجئ للمرشح الرئاسي السابق كان بسبب وجود مؤشرات على عودة دولة «مبارك»، التي كان من أشد معارضيها، وكذلك قمع حرية الرأي والتعبير، وحبس شباب الثورة، ما يستدعي من وجهة نظره «تقويم الرئيس قبل أن يدخل مرحلة الخطر».

«صباحي» نموذج حداثي من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ويؤمن بأن «الشعب هو القائد والمعلم»، وموقفه من رؤساء مصر السابقين واضح، فهو وُلد معارضًا للسلطة، وقف أمام الراحل أنور السادات، والرئيس الأسبق «مبارك»، ودعم الرئيس الإخواني محمد مرسي في بدايات حكمه، لكنه دعا لإسقاطه بعد انحرافه عن مسار الثورة، وهو ما يتجاهله الذين يتصارعون على «قلب السيسي»، ويحاولون إلصاق تهمة «الأخونة» به.
الجريدة الرسمية