رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا مش الصندوق يا مرسى


عندما بدأ مرسى يتكلم عن الاحتكام للصندوق، كنت أضحك، ثم تحول الضحك إلى اشمئزاز، لأن مرسى يكذب كعادته التى اكتسبها فى جماعته التى ينتمى إليها!


فمرسى لا يحتكم للصندوق لكن لباراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الذى أتى به للسلطة، بتزوير الانتخابات الرئاسية المصرية بالأمر المُباشر، كما قال مصريون ذوو حيثية، وليس مُجرد منتقمين. فالإخوان أفضل من يُطيع أمريكا فى تنفيذ إرادتها بالمنطقة.

فهم لا يؤمنون بالديمقراطية وذاك مدون فى أدبياتهم. وللسخرية، فإنهم لا يؤمنون بالشورى أيضا. وفى تلك، فلتسألوا عبدالمنعم أبوالفتوح الذى لا يزال إخوانى القلب، وقد خرج عنهم لأنهم لم يعملوا بالشورى فى اختيارات مكتب الإرشاد وقتما كان يُفترض تصعيده. ومثله فى ذلك: محمد حبيب. وهما لم يترُكا الجماعة، بسبب ما بها من فساد، لكن بسبب ولعهم بالسلطة فقط، ولذا لا يزالان يؤمنان بكل ما فى الإخوان من فكر خارج على أصول الدين!!

إن الإخوان ومندوبهم فى الرئاسة هم آخر من يؤمنون بقواعد الصندوق. وها هى حماس، فرعهم فى غزة، المؤمنة بمبادئهم، والتى جاءت عن طريق الصندوق إلى السلطة فى 25 يناير 2006. فمنذ ذاك الوقت تمنع حماس أى انتخابات وتقبع على أنفاس الغزاوية الذين عليهم النفاق للسلطة أو التعرض لأسوأ مُعاملة ومن ثم القتل.

إن إخوان مصر يطمحون فى السيطرة على الدولة المصرية، والتعرض لكل من يرفضهم بالجلد والتعذيب والقتل، وسيغلقون السجون، كما قال الإخوانجى صبحى صالح، لأنهم مع العقوبة الفورية!! فهم ليسوا أهل مناقشة ومنطق ورأى ورأى آخر وعدل. ومن ثم فالعقوبات وفقا لهم ستكون تجاه كل من لا يُسايرهم فى الحُكم على الأشياء ولو ضد الحق!!

كما أن من يؤمن بالصندوق أو الشورى، لا يُغير من طبيعة البلاد لصالحه، لكن لصالح المواطن. إن الإخوان يعملون وفقا لأسس الاستحواذ على الدولة، وتلك غير نابعة عن العدل. فهم يعملون من أجل امتلاك الدولة لصالح فصيلهم فقط. والمظاهر تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مرسى وجماعته يعملون فقط من أجل "أخونة الدولة"، والسيطرة عليها لصالحهم ولصالح الآخرين وعلى رأسهم أمريكا!!

وأكبر دليل على عدم معرفة مرسى بالصندوق الانتخابى أنه لا يدرك أن العملية الديمقراطية تستوجب أن تكون هناك مُعارضة وطنية للحاكم. ويروج مسلوبو الإرادة من المُصفقين للإخوان بأن مُعارضتهم لنظام مبارك "الوطنى" كانت من مُنطلق أنهم من امتلك "الحق المُطلق"، وليس وفقا لعملية ديمقراطية مدنية. وبالتالى، فإن جنونهم يصور لهم أنه لا يصح أن يكون هناك معارضة لهم من الأصل، ولديهم "حق إلهى" فى المعارضة فيما سبق، ولا يحق لأحد أن يُعارضهم، رغم أن امرأة وقفت تُعارض عمر بن الخطاب! فمن يكونون هم بينما يتعرضون للدين بأسوأ ما يكون، مُسيئين له ومن ثم لعباد الله؟!

إن الصندوق الحقيقى هو ذاك الذى يقبع به الإخوان، ويحكمون من داخله، دون رؤية ما بخارجه. إنه الصندوق الذى سيدمره الشعب المصرى فى وقت قريب للغاية وسيُدرك الإخوان وقتها أن الأمريكيين يُمكن أن يجيئوا بهم للسلطة، لكن ليس ليدمروا كل شىء فى الشرق الأوسط بتدمير مصر!! سيدركون كل شىء لكن مُتأخرا، وقد أصبح الوقت مُتأخرا بالفعل.

فليبدءوا فى الفهم الآن، لأنهم تاركو الحكم قريبا، وفقا للشرعية، التى لم يعوا قواعدها فيما قبل وتحدثوا عنها من وحى محفوظاتهم البالية فقط!!

والله أكبر والعزة لمصر،
وتبقى مصر أولا دولة مدنية




الجريدة الرسمية