رئيس التحرير
عصام كامل

إلى مرسى: نعم أنا الذى طالبت بإهانتك


نعم أنا الذى طالبت جموع الصحفيين بإهانة الرئيس، وذلك احتجاجاً على القوانين المطاطة التى تتيح للرئيس مرسى حبس الصحفيين والإعلاميين، وحبس أى صاحب رأى ضده من المصريين.

كان ذلك فى أعقاب رفع الميليشيات القانونية للتنظيم السرى للإخوان عديدا من الدعاوى القضائية ضد العديد من الصحفيين والإعلاميين بتهمة إهانة الرئيس.
ووقتها أصدر مركز صحفيون متحدون، الذى أتشرف بأننى مديره بياناً طالب الصحفيين بإهانة مرسى، وأوضح ايضاً أن مرسى يذبح حرية الرأى والتعبير باستخدام قوانين مبارك الاستبدادية، بل ويستخدم قوانين لم يحدث أن استخدمها رئيس دولة من قبل وهى التى تجرم إهانة الرئيس.
إذا كان الرئيس لم يقل اسمى، فها أنا أقول لكل الناس: نعم أنا الذى طالبت بإهانة الرئيس واعتبرتها واجبا وطنيا، لم يكن هذا من باب الانفلات كما قال الرئيس لزميلنا عمرو الليثى فى حواره الليلى، ولم يكن من باب أن الصحافة والإعلام "ياعينى ظالمة"، الرئيس وجماعته السرية كان ذلك ومازال من باب ترسيخ الحق فى انتقاد الشخصيات العامة، والشخصيات التى تتولى مواقع قيادية فى الدولة، بل وإهانتها بصفتها الوظيفية وليست الشخصية، فمن حقى القول إن مرسى فاشل ويقول كلاماً تافهاً فى خطابه الأخير ويحرض على القتل ويهدم الدولة، ومن حقى القول إنه يتآمر على البلد بعضويته فى تنظيم سرى دولى.. الخ.
ففى الدول الديمقراطية يا مرسى لا حصانة من أى نوع للشخصيات العامة، وذلك حتى تتيح لمواطنيها فتح باب الانتقاد حتى لو كان بألفاظ مهينة، بل ولو كان باتهامات شخصية، فطالما ارتضيت أن تتولى موقعاً قيادياً، وطالما ارتضيت أن تصبح شخصية عامة، فنقدك والتفتيش فى حياتك الشخصية مباح.
المجتمعات الديمقراطية المحترمة تفعل ذلك، لأنها أدركت أن أضرار هذه الإباحة لا تقارن بعيوبها، ومن ثم إتاحتها حتى توسع من حرية الرأى والتعبير لمواطنيها، فأخطاء الحرية مهما كبرت لا تقارن أضراراها بجرائم الاستبداد، فى حين أن ذات المجتمعات حصنت بشكل مرعب المواطن العادى، فمن حقك أن تلعن الرئيس ولكن إذا فعلت ذلك مع مواطن عادى تدفع تعويضات ضخمة.
فى هذه المجتمعات يا مرسى لا يتباهى الرئيس بأنه ألغى الحبس الاحتياطى كما قلت فى حوارك، فى حين أنك متمسك أنت وتنظيمك السرى بالقوانين التى تجيز الحبس فى قضايا النشر، أى تحبس عموم المصريين وليس الصحفيين فقط.
ثم إنك يا مرسى ومعك قيادات التنظيم السرى لجماعتك وعشيرتك كنتم توجهون إهانات أكثر قسوة مما يتم توجيهه لك، فكنتم تقولون على سبيل المثال إن نظام مبارك فاسد وعميل للصهيونية وللشيطان الأكبر أمريكا.. الخ. فهل تبيح لنفسك الحرية وتحرمها على غيرك؟!!

الجريدة الرسمية