رئيس التحرير
عصام كامل

«أمية المتعلمين» كارثة تصنعها المنظومة التعليمية في مصر.. كمال مغيث: الدولة تقدم «مجانية بلا تعليم».. «معلمون بلا نقابة»: المنظومة تنتج «طالب أمي».. وارتفاع نسب

طلاب المدارس - ارشيفية
طلاب المدارس - ارشيفية
18 حجم الخط

عندما تصادف طلابا لا يعرفون القراءة والكتابة، ومع كل الأسف في مراحل تعليمية مختلفة تصل للطلبة الجامعيين، فالموضوع يستحق النظر، بل الإمعان لمعرفة المتسبب في تلك الكارثة، التي تهدد مستقبل التعليم المصري، فبدلا من تعليم الأميين، أصبح من الواجب مواجهة "أمية المتعلمين".


"مجانية بلا تعليم"
قال كمال مغيث، الخبير التربوي، الباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية، إن الحديث عن قضية أمية المتعلمين لا بد أن نتطرق فيه إلى الإطار العام للمعضلة والتي تندرج تحت بندين، الأول هو أن الدولة لم تعد معنية بتعليم المواطنين، وأنشأت مدارس وهى تعلم أن بداخل هذه المبانى لا يتلقى الطلاب علم ولن يخرج منها طالب ذات مهارة.

وأضاف، البند الثانى هو أنه "بات لدينا نوعان من التعليم، نوع ذات كفائه وهو التعليم الخاص والدولى، ونوع آخر يضم 90% من الطلاب، يعرف بتعليم الطبقة المتوسطة والفقيرة، والذي تقول عنه الدولة إن التعليم مسئولية كل متعلم".

وأوضح "مغيث" أنه لم يعد هناك أحد مهتم بالتعليم في مصر، أو أن يهتم معلم بطالب أمامه بأنه يعرفه القراءة والكتابة، موضحًا أن الدولة لم تعد مهتمة بالإنفاق على التعليم.

وأكد الخبير التربوي أن التعليم يعتبر "استثمار مضمون في الطلاب"، ولكن شريطة أن تضمن الدولة للخريجين وظائف في مشروعات تنموية كبرى، ولكن الدولة تضمن للطالب مجانية بدون تعليم، بحسب قوله.

ويرى "مغيث" أن من العوامل التي تساعد في للقضاء على أمية الطلاب المتعلمين، هي توافر إرادة سياسية عند القيادة في مصر، مع العلم أن تعليم الشعب هو أحد أولويات الدولة، بالإضافة إلى الارتقاء بمستوى المعلم، وتطوير المنظومة التعليمية، وإعداد مناهج جذابة، وتشديد الرقابة على المدارس والمعلم.

"إنتاج طالب أمى!"
من جانبه، قال محمد عطية، سكرتير عام حركة "معلمون بلا نقابة"، إن أسباب ارتفاع أمية الطلاب المتعلمين، تعود إلى أن المنظومة التعليمة لابد وأن تعمل في حلقة واحدة كاملة المعطيات حتى تخرج طالب متعلم بشكل لائق.

وأوضح "عطية" أن ضعف مستوى المعلم في المرحلة الابتدائية، وزيادة الكثافة العددية للطلاب داخل الفصول، هو أحد العوامل التي تنتج "طالب أمى"، مضيفا: "إذا كان يجلس في الفصل أمام المعلم قرابة الـ100 طالب في حصة فترتها الزمنية لا تتعدى الـ45 دقيقة، فكيف للمعلم أن يهتم بهذا العدد وخاصة إذا كان بين الطلاب البعض من محدودى الذكاء".

وأشار سكرتير حركة معلمون بلا نقابة، إلى أن هناك عوامل أخرى تساعد على "إخراج طالب أمى"، وتجعل قابلية الطلاب في الحضور إلى المدرسة ضعيفة جدًا، وهى انعدام حصص المجالات والأنشطة من جداول الحصص في المدارس الحكومية، مشيرًا إلى ارتفاع نسبة التسرب من المدارس نتيجة لعدم قابلية الطلاب الحضور إلى المدرسة.

وشدد "عطية" على أنه لا بد أن تكون المدرسة عنصر جذب للطلاب، وليس عنصر طرد، لمعالجة ارتفاع نسبة التسرب للطلاب من المدارس، والتصدى لأمية المتعلمين.
الجريدة الرسمية