رئيس التحرير
عصام كامل

"الأزهر" و"الراقصة" و"كيسنجر"


(١)
لا أعلم عدد البيانات التي صدرت عن المؤسسات الدينية "الأزهر الشريف" ودار الإفتاء وغيرها، تندد بممارسات "داعش" الإرهابية في العراق وسوريا وغيرها، ولا أعلم إن كان لصمت الأزهر العجيب رسالة، بأنه يوافق على ما يجرى من جز رءوس العباد. الأزهر لم يرسل للعالم الغربى والإسلامى ما يفيد أن ما يجرى من قبل جماعات إرهابية ليس من صميم الإسلام، وأن الدين الذي يدعو للتسامح ومكارم الأخلاق، لم يكن يوما يدعو للإرهاب. لكن رجال الدين هبوا لنجدة العقيدة الإسلامية من خطر برنامج "الراقصة"؛ لأنه مفسدة للأخلاق. بالتأكيد "نهود" الراقصة أخطر على الإسلام من داعش.


(٢)
سألت الراقصة نجوى فؤاد عن حقيقة علاقتها بوزير الخارجية الأمريكى هنري كيسنجر؟
فقال: "ما حدث عام 1974 هو أن وزارة الخارجية المصرية تقدمت بطلب إلى إدارة الفندق الذي كنت أقدم فيه فقرة يومية لتخصيص القاعة التي كنت أرقص بها لتكون لوزير الخارجية هنري كيسنجر وطاقم حراسته فقط، كنوع من الاحتفال به والترفيه عنه خلال زياراته لمصر في فترة فض الاشتباك، بعد نصر أكتوبر".
وكم عدد المرات التي أحييت فيها حفلة حضرها «كيسنجر»؟
- 4 مرات، منها مرتان في الفندق ومرتان خارجه، وكانت حفلات يحضرها طاقم الحراسات، وزوجته «نانسي» أيضًا كانت ترافقه باستمرار، هو فقط كان يعجبه الرقص الشرقي.

(٣)
يقول الشيخ المراغى شيخ الأزهر المستنير، حين سأل عن عيوب الناس فرد قائلا "إنها كثيرة ولكن لماذا تسألني عن عيوب الناس ؟ سلني عن عيوبي أنا فإنني وأنا في هذه السن المتقدمة وفيما أنا عليه من ضعف الصحة أقبل عملًا من الأعمال العامة، وكان يجب أن أتركه لشاب يستطيع تحمل أعبائه أكثر مما أستطيع أنا، وهذا عيب والكثيرون لا يتركون أماكنهم لمن هم أصلح منهم، ولو أن كل واحد منا ترك مكانه لمن هو أجدر به لأصبحنا في خير بل من خير عظيم.

وقبل وفاة الشيخ المراغى وقع الطلاق بين الملك فاروق والملكة فريدة، وذهب فاروق للمراغى لزيارته، وطلب منه أن يفتى بتحريم زواجها من أحد غيره !! فغضب الشيخ ورفض قاطعًا وضاق الملك ذرعًا بهذا الرفض واحتدم النقاش بينهما.
فقال المراغى للملك (أما الطلاق فلا أرضاه وأما التحريم فلا أملكه) ثم صاح بأعلى صوته (إن المراغى لا يستطيع أن يحرم ما أحل الله).

(٤)
وقف بعض العلماء منهم الشيخ خالد الجندى ومظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم لبرنامج الراقصة، مدافعين عن قيم وأخلاق وسماحة الإسلام، حتى خرجوا ببيان شديد اللهجة، زجوا باسم رئيس الجمهورية راعى الأخلاق يقولون فيه نصًا: "هَل يَتَّفِق هَذَا البرنَامَج العَارِي مَعَ مَا يَدعُو إليه المولى سبحانه وتعالى من العفة والحياء وما أقره الدستور المصري وما يوجه إليه السَّيّدُ ( رَئيسُ الجَمهُوريَّةِ ) مِن الاهتمَامِ بالقيَم الأَخلَاقيّة، وإِعلَاءِ قِيَمِ الشَّرفِ والعَملِ والفَضَائِل ؟".

لماذا يُصرُّ البعضُ عَلَى إحرَاجِ الدَّولةِ إزاء التَّحَدّي الرَّاهِن، الذي يُزايد فيِهِ المُتَطَرّفُونَ عَلَى دِيننا وأَخلَاقِنَا، بدعوَى أنّهم كانُوُا ( في عَهدِهِم البَائِد ) حُمَاةَ الدينِ والأَخلَاقِ، وذهَبَا بذهَابهم ؟

واذا كان هؤلاء العلماء " متاريس" الأمة الإسلامية قد اتخذوا موقفًا واضحًا إزاء الرقص، فلماذا لم يفرضوا على كبار رجال الدولة الحاليين والسابقين منع أي راقصة من إحياء أي حفلات لكبار رجال الدولة والمسئولين، وأرشيف راقصة مثل دينا يحفل بصور لوزراء في حكومات كثيرة، فهل يمنعون هؤلاء أم أن هؤلاء العلماء يريدون إرث الإخوان في التشدد والمغالاة والحصول على هذه المساحة.
الجريدة الرسمية