رئيس التحرير
عصام كامل

مبارك لسطوطة الفنجري: أنا الذي أرسلت للسيسي خطة القضاء على الإخوان

فيتو

نشرت لكم في العدد الماضى كيف كان لقائى بـ”جمال مبارك” في بهو الجناح الخاص بالرئيس الأسبق “مبارك” داخل مستشفى المعادى العسكري وكيف استقبلنى بلطف ودار بيننا حوار لطيف انتظارًا لاستيقاظ مبارك الأب من سنة النوم التي ألمت به فجأة قبل وصولى للمستشفى.

وذكرت لكم كيف كان جمال مبتهجا بخطاب والده الأخير داخل قاعة المحكمة وتصريحه لى بأن “بابا ناوى يرجعنا للحكم تانى”.. ووصول علاء مبارك للجناح، حيث رحل جمال إلى محبسه تاركا أخاه الذي قال لى “مش عايز اسمع صوتك حتى يستيقظ والدى” الأمر الذي جعلنى أجلس “منكمشة” في أحد أركان بهو الجناح حتى استيقظ مبارك من نومه وضغط على “الزر” الخاص بالممرضة التي هرولت إليه وتبعها علاء إلى الداخل وأنا مازلت في مكانى لا أقوى على الدخول خوفًا من رد فعل علاء.
بعد وقت ليس بالكثير خرج علاء ليقول لى “اتفضلى حضرتك بابا مستنيكى” فقلت له يزيد فضلك ياغالى ياابن الغالى!
دخلت إلى مبارك وبابتسامة رقيقة استقبلنى فقبلت جبينه وقلت له: إزيك ياسيد الناس.. والله واحشنى خالص.. واحب اقولك أن مصر كلها فرحانة بالخطاب الجميل الذي ستتباهى به قاعة المحكمة طوال تاريخها القادم !
قال: انا كنت أخاطب الشعب أكثر من كونى أخاطب القضاة.. فما يهمنى هو تاريخى ياسطوطة الذي أراد البعض النيل منه دون إدراك منهم بأننى زعيم مصر الروحى وهذا ما سيتم الإعلان عنه قريبًا.. فأنتم مازلتم لا تفهمون الكثير مما دار في كواليس السنوات الثلاث الماضية !
قلت: وهل هناك ما لا نعلمه ياسيد الناس غير ما تم فضحه خلال الفترة الماضية ؟!
قال: قريبا سوف تفاجئين ياسطوطة !
قلت: دا انا حبيبتك ياريس وكاتمة أسرارك.. أو أنك نسيت أننى سأعرف كل شيء عندما أقرأ لك الكف الجميل هذا !
قال: وماذا ترى في كفى أيتها الـ”بكاشة” !
نظرت في كف الرئيس ووجدتنى أدقق النظر في خطوطها التي أصبحت متداخلة بفعل الزمن لدرجة يصعب معها حتى التكهن بأى شيء فقلت له: فعلا ياسيد الناس هناك أشياء لا يعلمها إلا أنت وأشخاص لا يتعدون عدد أصابع اليد وحتى كفك لا يبدو منها شيء فيجب أن تحكي لى وإلا لن يكتمل ما ترنو له أنت وكاتمو أسرارك !
ضاحكا قال: وأنا سوف أقص لك ما لن تتخيليه ولا يصدقه عقل أي مصرى إلا عندما نقدم لهم الدليل والبرهان !
قلت: احكيلى ياسيد الناس !
قال: “شوفى ياستى ولا سيدك إلا أنا”.. كل البلاوى اللى كانت تحدث في البلد أثناء حكمى سببها الأساسى هو “الإخوان المسلمون” وصراعهم على حكم مصر والذي من أجله قتلوا المرحوم الشهيد “محمد أنور السادات”
بعدها جئت أنا للحكم وكانوا يريدوننى دمية في أيديهم بعد أن أبلغوا على مخابئ قاتلى السادات من أتباعهم مقابل أن تكون الكلمة الأولى في مصر لمرشد الجماعة.
ساعتها استمعت لهم فقط كى نستدل على أماكن قاتلى السادات الذين لاذوا بالهرب ولم نتمكن سوى من القبض على قلة منهم
وبالفعل قبضنا عليهم جميعا وأقسمت أنا يمين الولاء للوطن أمام مجلس الشعب.
وعندما بدأ مرشد الجماعة في ذلك الوقت يستعد للقائى وإذا بى ألقنه درسا في فنون السياسة وكان أول قرار لى هو إلقاء القبض على كل من له علاقة بقاتلى السادات من قريب أو بعيد بما فيهم قيادات الجماعة الذين حاولوا بعد ذلك قلب نظام الحكم من جديد لكن دون جدوى !
قلت: هذا يعنى انك فعلت بهم ما فعله الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا !
قال: السيسي استعمل معهم نفس الخطة التي وضعتها أنا عام 1981 وأنا الذي أرسلتها له عندما بدأ الشعب يتظاهر ضد حكم الإخوان !
قلت: وماذا إذا لم يتظاهر الشعب ضد الإخوان.. هل كان سيستمر حكم مرسي حتى الآن ؟!
قال: لا تتعجلى فأنا سأكمل لك.. لقد بدأ الإخوان بعد ذلك يتيقنون ألا فائدة من وصولهم للحكم وأن الأمور قد استقرت لى فبدءوا في تقديم فروض الطاعة مقابل أن أسمح لهم بخوض الانتخابات البرلمانية والسماح لهم بالتمكن من رئاسة النقابات المهنية مثل المهندسين والمحامين والأطباء فكان لهم ما أرادوا لكن بشرط أن تكون لهم النقابات وثلاثة مقاعد في البرلمان !
قلت: معنى ذلك أنهم كانوا شركاء في الحكم !
قال: ليس كذلك ولكنهم كانوا شوكة في حلق النظام الذي كنت أرأسه لعدة سنوات ورويدا رويدا تم تحجيمهم تماما واتفقنا ضمنيا على لعبة “الظالم والمظلوم” وهى اللعبة التي كانوا من خلالها يستدرون عطف البعض، مما يبرر وصول القليل منهم للبرلمان وتمكنهم من النقابات التي كانوا يحققون من خلالها بعض المكاسب المادية التي ترضى طموح قادتهم.
قلت: لكن الحال لم يستمر كذلك ياسيد الناس !
قال: استمر الحال كذلك لمدة 20 عاما حتى تولى “مهدى عاكف” منصب مرشد الجماعة في 2004 وكان أول طلب له أن آمر أنا باعتبارى رئيسًا للجمهورية عدم حبس المرشد لأى سبب الأمر الذي لبيته لهم بالفعل وتعايشنا معا حتى بدءوا يتعاملون مع ابنى جمال من ورائى واتفقوا معه على أنهم لن يعارضوا وصوله للحكم وسيؤيدون التوريث مقابل ثلث مقاعد برلمان 2005 !
قلت: يعنى انت كده دورك كان قد انتهى !
قال: اسمعينى وبلاش استعباط !
فلت: أكمل ياسيد الناس !
قال: كانت شوكة الإخوان قد قويت في هذا الوقت وكانوا قد استغلوا انشغالنا عنهم في فتح جبهات خارجية وعلاقات مع أمريكا وإيران وحصلوا على تمويلات كبيرة لقلب نظام الحكم.. فقلت أنا لجمال وافق على الثفقة من ورائى وكأننى لا أعلم شيئًا !
قلت: وبالفعل أصبح لهم 80 مقعدًا في البرلمان !
قال: نعم.. لكنى منعتهم من تحقيق أي مصالح لناخبيهم وأظهرهم إعلامنا على انهم ضحكوا على عقول الغلابة بالزيت والسكر فبدأ الناس يتقهقرون عن تأييدهم حتى انتهت دورة برلمان 2005 وجاءت انتخابات 2010 وظنوا أنهم سيحققون نفس المكاسب إلا أننا تركناهم فريسة لصناديق الانتخابات وكنا نعلم أن الشارع سيحجم عن التصويت لمرشحيهم !
قلت: وبالفعل لم يحصلوا على شيء في برلمان 2010.. إذا فلماذا انقلب السحر على الساحر ؟!
قال: وهنا كان “مربط الفرس” وكان الخطأ القاتل ياسطوطة يابنتى.. الولد جمال الله يجازيه أخطأ خطئا فادحا عندما ظن أن البلد قد خلت له من الإخوان عندما نجحت خطتى في إعادتهم إلى الجحور فراح يدعم مرشحى الحزب الوطنى على حساب مرشحى المعارضة والمستقلين الذين هم في الأصل كانوا مستأنسين ولا ضرر من وجودهم في البرلمان.. ودعمه في ذلك رفيق الخيبة الذي كان مثل ظله المدعو “أحمد عز” الأمر الذي ألب ضدنا مرشحى القبائل والعائلات الكبيرة !
قلت: فثاروا بالطبع على النظام !
قال: لا لم يثوروا ابدا ولم يكن ليثور مصرى على الرئيس مبارك !
قلت: إذن من هؤلاء الذين كانوا يملأون الميادين ياسيد الناس؟!
قال: الثورة ياسطوطة جاءت من الخارج وبدعم قوى يفوق احتمالاتنا في التصدى لها وبأموال ضخمة وعدد من المرتزقة مثل الإخوان و6 أبريل وبعض الشباب المغرر بهم من خلال فيس بوك !
قلت ولماذا لم تتصد لهم بقوة طالما أنك تعلم أنهم خونة !
قال: لا يا ابنتى فأنا كنت أعلم أن الفقراء والسزج سيتبعونهم وسيخرجون للهتاف معهم.. إلا أن حبيب العادلى والولد جمال كان لهم رأى آخر وتعاملوا مع المتظاهرين وهنا اختلط الحابل بالنابل فأفسدوا خطتى للمرة الثانية وأدركت أنه لا محالة من التنحى عن الحكم !
قلت: هكذا ببساطة وانت البطل الأكتوبرى صاحب الضربة الجوية الأولى؟!
قال: بالطبع لا.. أخذت أماطل في فترة ما قبل التنحى حتى وضعت خطة محكمة أنال بها من الإخوان وهى أن أتركهم مرة أخرى نهبا للشارع !
قلت: المرة الأولى من خلال وصولهم للبرلمان والمرة الثانية من خلال وصولهم للرئاسة !
قال: تمام كده.. “لقد بدأت تستوعبين يابت ياسطوطة”.. طلبت اجتماعا مغلقا بقيادات المجلس العسكري ووضعنا خطة لا تقل دقة عن خطة عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف.. وحدث السيناريو الذي شاهدتموه خلال الثلاث سنوات الماضية بوصولهم للرئاسة وكراهية الشعب لهم بعد إظهارهم على حقيقتهم حتى أن الخطة كانت تشمل أن يقوم مرسي التافه بعزل قامات عسكرية وتاريخية مثل طنطاوى وعنان.. لكنه نسى أن الجيش المصرى كله طنطاوى وعنان اللذان هيئا تلميذهما النجيب “السيسي” الذي قاد العبور لإعادة مصر لأهلها بعد لفظ الشعب للإخوان وداعميهم سواء كانت أمريكا أو تركيا أو إيران أو حتى قطر !
قلت: لكنك مازلت في السجن ياسيد الناس !
قال: سجن مين ياعبيطة.. هو فين السجن.. انا هنا ومعى أبنائى وزوجتى وكل من يحبنى ويرغب في زيارتى سيجد جناحى الفندقى مفتوحا له وكان خطابى الأخير هو آخر مراحل إجراءات الإفراج وإظهار الحق من الباطل !
وهنا تذكرت قول جمال مبارك بأن والده “يهزى” أحيانا كثيرة فربت على يد الرئيس وقلت له “ألف سلامة عليك ياسيد الناس.. سوف أزورك قريبا إن شاء الله !
قال: لكنى لم أكمل معك “الخطة” !
قلت: نكملها في المرة القادمة !
قال: ما قلته لك هو أسرار دولة ياسطوطة !
وهنا دمعت عينى وخرجت إلى مكتبى في “درب الفشارين” ووجدتنى أكتب لكم ما دار بينى وبين الرئيس المريض شفاه الله وعافاه !
الجريدة الرسمية