رئيس التحرير
عصام كامل

ياسمين زهر الدين


فى أوقات وظروف معينة، قد تكون الفوضى نوعا من أنواع النضال والقتال ضد هيمنة واستبداد السلطة الحاكمة؛ خاصة عند ممارستها الإرهاب الفكرى والسياسى والميليشيات المسلحة التى تعمل تحت أجنحة الظلام لوأد أى صوت ينادى بإعلاء قيم الحرية والكرامة وممارسة الديمقراطية الحقيقية.

فالهجمات الإرهابية التى يقوم بها "محمد مرسى" وجماعته منذ اعتلائهم عرش مصر ومحاولتهم المستمرة لكسر العزة والكبرياء والنضال؛ تؤكد أن الحق الذى لا تحميه قوة هجومية منظمة قد يكون باطلا ومرفوضا فى عرف السياسة.
فالعصيان المدنى الذى قامت به مدينة بورسعيد، أكد للجميع أنه لا هزيمة ما دام هناك نضال حقيقى؛ يسانده تأييدات واسعة النطاق لكل الاحتجاجات؛ والتحريض المستمر على الغليان؛ وخلق تنظيمات ثورية تكون مستعدة للمعركة الحاسمة الفاصلة بين جموع الشعب الكادح وطغيان السلطة.
أيها الرفاق؛ الحل الوحيد لتحرير الوطن والتخلص من قيود السلطة وطغيان من يرأسها هو التحريض المستمر على الفوضى الخلاقة للحرية والكرامة؛ والعمل على تفكيك مؤسسات الدولة المتعفنة القائمة على الفساد والاستبداد والقهر والتعذيب ودق أوتاد الرأسمالية بكبد الفقراء والمقهورين والكادحين.
عليكم أن تعلموا أنه لا سبيل لنجاح ثورتكم فى ظل مؤسسات تصف النضال التحررى بالإرهاب؛ وتعمل على قتل إخواننا بميادين الحرية وبمعتقلات الميليشيات المستترة وراء عباءة الدين.
أيها الرفاق؛ عليكم بخلق تنظيمات وطوابير مسلحة بالثورية؛ لتظل لغما تحت أقدام الطاغية وجماعته؛ وضعوا أمام أعينكم صور إخوانكم الذين قاتلوا وماتوا دون أن يحققوا الانتصار؛ وأفردوا أجسادكم تحت أقدام المقهورين والكادحين لتنقلهم إلى عالم الكرامة والحرية والحق فى الحياة؛ واعلموا أن العراة والفقراء هم من باستطاعتهم تحرير الوطن وتحقيق النصر.
وأخيرا أقول إلى الصديقة والرفيقة المناضلة الفلسطينية "ياسمين زهر الدين"، موعدنا الحتمى سيكون عند مفارق الطرق بشوارع فلسطين المحتلة؛ فإما التحرر وإما النيران؛ فلا هزيمة دون حرب؛ ولا أسرى دون مقاومة ونضال وضحايا يدفعون الثمن؛ فلا تحنوا جبهاكم إلا لله ولتقبيل الشهداء؛ فمهما التقينا بمصر عليكى أن تعلمى أن لقاءنا الحقيقى لابد أن يكون بين ثلاثة؛ إما السجن وإما القبر وإما دولة يرفرف على قدسها علم العروبة والقومية والتحرر.

الجريدة الرسمية