رئيس التحرير
عصام كامل

نقابة بلا نقابيين


للأسف هذا صحيح، والمقصود نقابة الصحفيين، وهى فى الحقيقة لا تختلف كثيراً عن باقى نقابات مصر. فالنخبة النقابية فى معظمها على امتداد سنوات وسنوات تفعل كل شىء إلا العمل النقابي. قطاع منها دخل النقابة وحصل على الأصوات بسبب كونه سياسياً محسوباً على تيار يدعمه. ومسنوداً بأصوات ما زالت تخلط بين العمل النقابى والسياسى ولا يمكنها وضع خطوط فاصلة بينهما. وكانت النتيجة قبل وبعد الثورة هى تحول النقابة إلى ساحة إطلاق نيران بالحق وبالباطل بين القوى المتصارعة.


النوع الثانى من النقابين هم الذين يحصلون على الأصوات بالرشاوى، أى من خلال خدمات يحصلون عليها من سلطة حاكمة أو من رجال أعمال فى موسم الانتخابات، ينفذها إذا نجح. وفى الأغلب الأعم هؤلاء يقفزون إلى مجلس النقابة بدون برنامج حقيقي، وكل ما يفعلوه هو تدمير النقابة. فبدلاً من أن يكون دورها هو الدفاع عن أجر محترم الصحفي، وبدلاً من أن يكون دور النقابة هو تمكين الصحفى من تطوير مهاراته ومساعدته فى المنافسة فى سوق العمل، أى النضال من أجل أجر أعلى يمكننى ويمكن أى صحفى من الحصول على احتياجاته بكرامة، يحولوننا إلى "شحاتين" من السلطة الحاكمة أو من رجال أعمال.

النوع الثالث الذى ينجح بالتصويت المؤسسى والقبلى أحياناً، وهو بدون أى مهارات صحفية حتى فى مكان عمله. وهذا أيضاً يدمر ويخرب ويعطل مثل سابقيه.

النوع الرابع وهو الذى وصل إلى المجلس أو موقع النقيب بالطرق السابقة أو بأى طريقة أخرى، ولكنه مخلص لمصلحته فقط لا غير، فلا يقوم بدوره النقابى إلا إذا حضرت الفضائيات ووسائل الإعلام. أى إذا كنت صحفياً غير مشهور فلن تراه فى أى أزمة.

بالطبع ما قلته له استثناءات، ولكنها للأسف قليلة ولم تنجح بدرجة معقولة فى أن تحول النقابة من نادى خدمات، إلى نقابة مثل النقابات فى البلدان المحترمة دورها الوحيد الدفاع عن أجر وحرية الصحفي.
 
وأتمنى من الله جل علاه أن يكون التصويت فى هذا الاتجاه، فقد "دقت على الرؤوس طبول" ولم تعد تحتمل.

الجريدة الرسمية