رئيس التحرير
عصام كامل

لا فائدة


يوم الثالث من يوليو سبقته تهديدات كثيرة وكبيرة من جماعة الإخوان الضالين ومن معهم من أحزاب أخرى تطلق على نفسها أسماء وتحالفات لا معنى لها ولا قيمة لها؛ لأنها لا تريد أن تعترف بدرس التاريخ، مشكلة هذه الجماعات كما قلت دائما أثناء حكم محمد مرسي وقبله وبعده أنها لا ترى أحدا خارجها ولا تعترف بأحد إلا على سبيل التقية المؤقتة حتى يأتي يوم معلوم هو يوم التمكين، يظهرون فيه كل قبيح، لقد فعلوا ذلك حين وصلوا إلى الحكم ولم يروا ما فعلوه من أخطاء وخطايا ولم يروا حتى أعدائهم التاريخيين وهي الدولة العميقة، فاستعانوا بها على الثورة وشبابها.

وحدث ما حدث من ثورة وتمرد وانضمام الدولة العميقة التي اعتمدوا عليها إلى الناس، لم يروا حتى ذلك ولم يروا ما بعده، وهو أن الوقت انتهى، ولا يمكن اعتمادا على حقوق الإنسان التي لا يختلف عليها أحد أن يعود الإخوان إلى الحكم لأنه في فض ميدان رابعة العدوية مات منهم كثيرون، أو لأن قانون التظاهر يتيح القبض على كثيرين منهم، قانون التظاهر أكبر ضحاياه هم الشباب من غير الإخوان ومن شباب يناير الذين اعتبروا دائما الإخوان فصيلا وطنيا، لا أدري لماذا؟ واعتبرهم الإخوان كما اعتبرهم نظام مبارك ودولته العميقة خونة مأجورين، ما يفعله الإخوان الآن ومن لف لفهم من الجماعات الإرهابية لن يعيد الإخوان إلى الحكم، لقد جرت مياه كثيرة في النهر ولا يمكن العودة إلى الوراء، وإذا كان ما يحدث من إرهاب يراد به فتح حوار مع الإخوان ومصالحة معهم تقوم على تفاوض ومطالبات، إذا كان ذلك هو المطلوب فلن يأتي بفائدة، لقد خرج الإخوان من حياة المصريين العاديين.

وحتى الاعتداء عليهم في الشوارع في المظاهرات لم يعد يجذب أحدا لهم من الناس العاديين صناع 30 يونيو، ما يفعله الإخوان يؤخر كالعادة مطالب الناس من نظام يونيو أو يوليو أو كما تختار! والإرهاب يؤخر أكثر، نفس التاريخ القديم يراد له الإعادة لكن هذه المرة سيكون الثمن أكبر، فبعد قتل السادات خرج الإخوان من المعادلة وصار الأمر بين الإرهاب والنظام.

الآن تماهى الإرهاب مع الإخوان، ولم يعد ممكنا النظر للإخوان إلا كجماعة إرهابية في عيون الناس العاديين، الإخوان لا يرون ذلك كالعادة في العمي التاريخي الذي أصيبوا به، وإن كنت هذه المرة لا أصدق وأرى أنهم يقومون بدورهم القديم فهم أصلا خانوا ثورة يناير، ويعطون نظام يونيو الفرصة انتظارا ليوم يتصالحون فيه معا، ماذا فعل الإخوان والإرهاب يوم الخميس الثالث من يوليو ويوم الجمعة، قنابل لا قيمة لها هنا وهناك، وكم قبض على أعضائهم؟ كثير جدا، هل لا يرون ذلك أيضا؟ ليس مهما، الهدف هو العودة بوجه آخر للنظام القديم ما دامت العودة إلى الحكم مستحيلة.
الجريدة الرسمية