رئيس التحرير
عصام كامل

سكرتير الرئيس للمعلومات.. سامي شرف السكرتير "الأمين" وكاتم أسرار "عمليات الاغتيال".. فوزي عبد الحافظ من "المؤتمر الإسلامي" لـ"رئاسة الجمهورية".. أحمد عبد العاطي جاسوس الإخوان على "الرئيس الإخواني"

سامى شرف، مدير مكتب
سامى شرف، مدير مكتب الرئيس عبد الناصر لشئون المعلومات

على مدى تاريخ رؤساء مصر ظهر حول كل رئيس فريق صنع القرار ولمعت أسماء كثيرة في دائرة الحكم وكان على رأسهم سكرتير الرئيس للمعلومات "الصندوق الأسود" لمؤسسة الرئاسة وكاتم الأسرار وعقل وقلب الرئيس منذ عهد جمال عبد الناصر وصولا للرئيس عبد الفتاح السيسي.


سكرتير الرئيس للمعلومات صاحب أجندة لقاءات ومواعيد وتقارير وجولات الرئيس الداخلية والخارجية، المسئول الأول والأخير عن كافة المعلومات في كافة المجالات السياسية والأمنية والاجتماعية والدينية وظهر على السطح مؤخرا تولى العميد أحمد محمد على منصب سكرتير الرئيس عبد الفتاح السيسي للمعلومات ذلك المنصب الذي شغله هامات كبرى على مدى التاريخ المصرى أمثال سامى شرف وفوزى عبد الحافظ وأشرف مروان ومصطفى الفقى.

سامى شرف.. صندوق عبد الناصر الأسود
منذ بداية عمله كضابط مخابرات بعد الثورة وهو يعمل مع الرئيس جمال عبد الناصر الذي كان يكلفه بمهام خاصة حتى أواخر شهر مارس 1955 وتحوم حوله الشبهات في مقتل ملك مصر السابق فاروق الأول وهو ينكرها بشدة.

عندما كان عبد الناصر مسافرا للمشاركة في مؤتمر باندونج استدعاه وكلفه بإنشاء سكرتارية الرئيس للمعلومات وعينه سكرتيرًا للرئيس للمعلومات.
"شرف" استمر في هذا العمل وحصل على درجة مدير عام ثم وكيل ثم نائب وزير فوزير وقبل وفاة جمال عبد الناصر تم تعيينه وزيرا للدولة ثم وزيرًا لشئون رئاسة الجمهورية وذلك في شهر أبريل عام 1970.

طلب سامى شرف من الرئيس أنور السادات بعد رحيل عبد الناصر أن يتقاعد ثلاث مرات لكنه رفض وظل حتى أحداث 13 مايو 1971 التي تم فيها اعتقاله وسجنه وبقى في السجن حتى يونيو 1980 ثم تم نقله إلى سجن قصر العيني حتى 15 مايو 1981 حيث أفرج عنه هو وزملاؤه بدون أوامر كما قال "وجدنا باب السجن مفتوحًا وقد اختفى الضباط والجنود فرحنا نتشاور فيما بيننا وأخيرا قررنا الخروج ووضعنا احتمالين إما أن نتعرض للاغتيال أو نذهب إلى بيوتنا وكان الاحتمال الثانى هو الصحيح فذهبنا إلى بيوتنا".

فوزى عبد الحافظ " كاتم أسرار السادات"
فوزى عبد الحافظ عمل سكرتيرا خاصا للرئيس الراحل أنور السادات منذ الستينيات عندما كان يتولى السادات رئاسة منظمة المؤتمر الإسلامى، ثم رئيسا لمجلس الأمة ثم نائبا لرئيس الجمهورية، وأصيب عبد الحافظ في حادث المنصة في 6 أكتوبر عام 1981 عندما اغتيل الرئيس السادات وعولج في الخارج ثم عاد إلى مصر وقضى معظم أوقاته بمدينة الإسكندرية.
توفى عبد الحافظ عن عمر يناهز 89 عاما بعد صراع مع المرض وتمت الصلاة على جثمانه في مسجد عمر بن عبد العزيز المواجه لمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة "الاتحادية".

صداقة حميمة جمعت بين الرئيس الراحل أنور السادات و"حافظ" حيث تفرغ للعمل معه حتى اغتيال الرئيس السادات الذي اختاره عندما تولى رئاسة الجمهورية للعمل مديرا لمكتبه.

معلومات مؤكدة تشير إلى أن "حافظ" واحد من القلائل الذين يعرفون أسرار موت قائد الحرس الجمهوري الليثي ناصف، ويعرف هل مات المشير عبد الحكيم عامر منتحرا أم منحورا، ويعرف إذا كان أشرف مروان جاسوسا أم لا، ويعرف هل مات عبد الناصر موتا طبيعيا أم مسموما ويعرف تفاصيل الاتصالات السرية بين أمريكا والسادات التي انتهت بكامب ديفيد فقد كان هو الرجل الذي سبق السادات إلى القدس لترتيب زيارته الشهيرة للقدس وشريكا في خطة تصفية مراكز القوى وكل قرارات السادات.

"حافظ" فضّل الصمت إلى الأبد طوال 27 عاما منذ لحظة اغتيال رئيسه أمام عينيه في المنصة عام 1981 وإصابته إصابات بالغة بعد أن ألقى بجسده عليه لحمايته وحتى رحيله في سبتمبر 2008 وحتى منذ لحظة معرفته بالرئيس السادات لأول مرة عام 1954 حينما شكلت محكمة الثورة برئاسة عبد اللطيف البغدادى وتعيين فوزى عبد الحافظ لحراسة القائم مقام أنور السادات عضو المحكمة وبعد عامين من رحيله قررت أسرته فتح غرفة مكتبه لأول مرة منذ رحيله وكذلك خزانة ملابسه للعثور على أسرار تلك المرحلة لكن لم يجدوا شيئا.


"الفقى" عدو زكريا عزمى
مصطفى الفقى مواليد محافظة البحيرة عام 1944 تخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، عمل سكرتير الرئيس محمد حسنى مبارك للمعلومات وكان عضوا سياسيا بالحزب الوطنى وأمين معهد الدراسات الدبلوماسية ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب.

"الفقي" كان عضوا لامعا في منظمة الشباب.. مثقفا وذكيا ولماحا وخفيف الظل وكان رئيسا لاتحاد الطلبة في الكلية لقدراته السريعة في تقديم الخدمات لمن حوله وهو ما جعل عبد الناصر يعينه بقرار جمهورى قنصلا لمصر في لندن وخلال وجوده هناك حصل على درجة الدكتوراة وكانت رسالته عن مكرم عبيد ودوره في قضية الوحدة الوطنية.

وعندما عاد من لندن تحمس له وبشدة الدكتور أسامة الباز ورشحه ليشغل منصب سكرتير الرئيس للمعلومات.. كان الفقى مدنيا من بين المدنيين القلائل في مؤسسة الرئاسة وكان لذكائه وخبرته وجاذبيته في وسط المجتمع كان مثار اهتمام وغيرة من الآخرين وبالذات زكريا عزمى الذي لم يكن يحب مصطفى الفقى على الإطلاق.

استمر "الفقي" في منصبه 8 سنوات كانت لديه قدرة مذهلة على الاتصال مع الناس، إذا حدثت مشكلة يقوم بسرعة بالتوفيق بين أطراف المشكلة.. كان مصطفى يوفق بين الرئيس وبين المجتمع كله.. وبعد أن ترك الفقى هذا المنصب تحول إلى منصب عادى جدا يأتى السفير ويظل فيه أربع سنوات كأنه في مهمة خارجية.

وقيلت أسباب كثيرة لخروجه من الرئاسة، قيل مثلا إنه يتحدث كثيرا، وقالوا إن لوسى آرتين كانت وراء خروجه وقيل إن مشكلة وقعت بينه وبين الجامعة الأمريكية كانت السبب.
كلها كانت أسبابًا ظاهرية، فالسبب الحقيقى كان الصراع داخل قصر الرئاسة، وكذلك إصرار زكريا عزمى على الاستحواذ على كل شيء حول الرئيس، وأن يسيطر على الأفراد والسلطات داخل الرئاسة.

"عبد العاطى".. سكرتير الإخوان للمعلومات
في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي لم تكن شخصيات عديدة مكانها مؤسسة الرئاسة لخدمة البلاد لكنها كانت حلقة الوصل مع أجهزة مخابرات وتنظيمات لها علاقات وأهداف مع الجماعة الإرهابية لينقل لها ملفات الرئاسة في أول عملية اختراق لمنظومة الأمن المصرى.
كثيرون شغلوا منصب سكرتير المعزول للمعلومات لكن كل شيء كان يصب في النهاية لدى أحمد عبد العاطى مدير مكتب مرسي وصاحب الكلمة العليا في توصيل ومنع أي معلومات عن المعزول.
عاد عبد العاطى إلى مصر بعد انتهاء حكم مبارك في فبراير2011 وكان أول ظهور له في فندق فيرمونت خلال انطلاق الحملة الانتخابية للمهندس خيرت الشاطر في سباق الرئاسة حيث برز كأحد منسقى الحملة وكان بصحبة جهاد الحداد وياسر على ومراد على الوجوه الجديدة لجماعة الإخوان.
وكان الظهور الثانى له في فندق فيرمونت أيضا خلال عقد أول مؤتمر صحفى للدكتور محمد مرسي للإعلان عن ترشحه لانتخابات الرئاسة 2012 وظهر عبد العاطى بصحبة الدكتور ياسر على المتحدث الإعلامي باسم حزب الحرية والعدالة في ذلك الوقت والذي تم اختياره فيما بعد متحدثا رسميا باسم مؤسسة الرئاسة.
عبد العاطى من مواليد 13 أكتوبر 1970 بمدينة الزقازيق، تخرج من كلية الصيدلة ثم حصل على دبلوم إدارة المنظمات غير الحكومية من جامعة القاهرة عام 2005.
كان عبد العاطى حلقة الوصل بين القصر ومكتب الإرشاد حيث أشرف على كافة الملفات المعلوماتية الخاصة بمؤسسات الدولة وكان ينقلها بنفسه لصديقه وشريكه المهندس خيرت الشاطر أقوى رجال مكتب الإرشاد.
اختفى عبد العاطى داخل القصر وترك الأضواء للدكتور ياسر وكان خبر إعلان إقالة النائب العام المستشار عبد المجيد محمود هو أول ظهور رسمى له ولكن مجرد أن انتهى من تلاوة البيان الرئاسى قامت الدنيا ولم تقعد على الرئيس ليتراجع عن القرار في ثانى تراجع له بعد قرار عودة البرلمان.
هرب من السجن في عهد مبارك ضمن 26 قيادة إخوانية فيما عرف بقضية ميلشيات الأزهر عام 2006 ليعود إلى المنصب الثانى في ترتيب موظفى الرئاسة.

بدوى "نجل المشير" في القصر
عقب اندلاع ثورة 30 يونيو وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي تولى المستشار عدلي منصور إدارة الحكم، وظهر حوله فريق صنع القرار ولمعت أسماء كثيرة في دائرة الحكم وكان على رأسهم اللواء عبد المنعم فودة رئيس ديوان رئيس الجمهورية صاحب أجندة لقاءات ومواعيد وجولات الرئيس منصور الداخلية والخارجية.

وحظى بالظهور الأكبر أحمد المسلمانى المستشار الإعلامي أما على عوض فهو الشخصية الأكثر نفوذا داخل القصر حامل أختام كل قرارات الرئيس ومصطفى حجازى المستشار السياسي للرئاسة ومنسق اللقاءات السياسية للرئيس واللواء محمد رأفت شحاتة مستشار الشئون الأمنية والدكتور كمال الجنزورى المستشار الاقتصادى والدكتور عصام حجى المستشار العلمى والسفير إيهاب بدوى المتحدث باسم الرئاسة واللواء أسامة الجندى مدير أمن الرئاسة وأحمد الأنصارى أمين عام المراسم ويتبقى سيدة القصر الوحيدة الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد.

ويعد السفير إيهاب بدوى سكرتير منصور للمعلومات حيث استعانت مؤسسة الرئاسة بنجل المشير "أحمد بدوى" كمتحدث باسم الرئاسة والذي سحب البساط في الفترة الأخيرة من تحت أقدام "المسلمانى" وكان أول ظهور له في المؤتمر الصحفى العالمى الذي عقدته مؤسسة الرئاسة للرد على افتراءات الإعلام الغربى بشأن معتصمى رابعة والنهضة.

تردد "بدوى" في قبول المنصب في البداية لكنه قبله من واقع المصلحة الوطنية واستطاع في الفترة الأخيرة تحويل المكتب الإعلامي إلى شعلة نشاط من خلال إعادة تشكيله بالإضافة إلى الاستعانة بعناصر خارجية بعد أن تحول محررو الرئاسة إلى "بوسطجية".
يؤمن "بدوى" بفكرة تغليب مصلحة مصر عن الانفرادات الإعلامية وعدم الإدلاء بأى شىء إلا إذا كان موثقا وموقعا من الرئيس شخصيا ومعتمدا من رئيس ديوان رئاسة الجمهورية ويعد بدوى مصدر ثقة المؤقت حيث كان دائم الحضور لجميع لقاءات منصور مع جميع الضيوف والمستشارين.
يقوم بدوى بنقل كافة البيانات والتقارير الإعلامية بالملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية وما يدور بالشارع المصرى وردود الأفعال الدولية في شكل تقارير يومية للرئيس السابق.

أحمد محمد على "ظل الرئيس"
أنهى العقيد أركان حرب أحمد محمد على مهام عمله كمتحدث عسكري للقوات المسلحة للانتقال للعمل ضمن الفريق الرئاسى للرئيس عبدالفتاح السيسي سكرتيرا للمعلومات برئاسة الجمهورية.
تولى العقيد أحمد على مهمة المتحدث العسكري في الثامن من سبتمبر 2012 وأثبت المتحدث جدارته ومكانته عبر وعيه الكبير بمفاهيم الأمن القومى والاستراتيجية القومية.
تعود على منذ التحاقه بالكلية الحربية على التفوق وأن يكون دائما في صفوف القادة وكان ترتيبه الأول على دفعته 85 حربية سلاح المشاة التي تخرجت في يوليو 1991.
حصل على على العديد من التأهيلات والدورات المختلفة منها بكالوريوس العلوم العسكرية من الأكاديمية العسكرية الملكية البريطانية ساند هيرست الفرق التعليمية الحتمية بسلاح المشاة، ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان.

تدرج المتحدث السابق في العديد من المناصب أهمها جميع الوظائف الحتمية بسلاح المشاة حتى قائد كتيبة، أركان حرب عمليات فرقة مشاة ميكانيكية، عضو هيئة تدريس بالكلية الحربية عضو هيئة تدريس بكلية القادة والأركان، مدرس زائر بكلية الحرب العليا ثم أخيرا المتحدث العسكري.
عمل العقيد مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في العديد من المناصب داخل القوات المسلحة منها المنطقة المركزية العسكرية ثم إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع.
الجريدة الرسمية