رئيس التحرير
عصام كامل

استمرارا لمسلسل التخبط داخل صفوف أنصار المعزول.. تحالف دعم الشرعية يثنى على مبادرة الإستقلال ويرفضها.. والقوى الثورية تسخر: "مبادرة الهذيان" وأصحابها مغيبون عن الواقع

الرئيس المعزول محمد
الرئيس المعزول محمد مرسى
18 حجم الخط

في مبادرة جديدة من مبادرات الإخوان وأنصارهم للوصول إلى حل سياسي مع دولة، طرح حزب الإستقلال مبادرة جديدة من 12 بند لاتمام المصالحة الوطنية.


وتتضمن المبادرة الجديدة خروج المعزول محمد مرسي من محبسه وإلغاء محاكمته على أن يترأس بعد ذلك مجلس رئاسى مدنى مكون من شخصية عسكرية وأخرى ليبرالية لمدة 3 أشهر يتم بعدها عقد الانتخابات البرلمانية بنظام القوائم النسبية، ويستكمل بعدهم مرسي فترة حكمه المتبقية،على أن يعود الجيش المصرى إلى ثكناته وتلغى الانتخابات الرئاسية ودستور 2014 وكل خارطة الطريق التي أعلنها الجيش بعد عزل مرسي وما ترتب عليها،وذلك بالإضافة إلى إيقاف عمل المحكمة الدستورية العليا حتى الانتهاء من إعادة بناء مؤسسات الدولة.

وأوضح حزب الاستقلال أنه سوف يعلق مطالبه بحقوق الشهداء في حال الاستجابة إلى تلك المبادرة التي أكد الحزب على إنها مبدأية فقط ومن الممكن أن يتم تعديلات فيها بعد الجلوس على مائدة الحوار مع النظام الحالى.

وعن تلك المبادرة، قال الشيخ محمد أبو سمرة، أمين عام الحزب الإسلامى الذراع السياسي للسلفية الجهادية والقيادى البارز بتحالف دعم الشرعية، في تصريحات خاصة لـ "فيتو": المبادرة جيدة لأنها أقرت بعودة الرئيس الشرعى محمد مرسي إلى سدة الحكم مرة أخرى، ونحن كتحالف متمسكين بالشرعية تحت أي بند من البنود، ولكن نحن نرفض تأجيل المطالبة بحقوق شهداء الوطن،ونرفض المصلحة مع نظام سياسي رئيسه السيسي الذي قاد الانقلاب العسكري على رئيس مصر الشرعى محمد مرسي، فلقد أصبح السيسي اليوم جزءا من المشكلة ولن يكون أبدا جزءا من الحل،ولذا أطالبه بالرحيل وتجنب مسلسل السقوط السريع له خلال 6 شهور فقط من اليوم، نظرا لعدم وجود برنامج له بالإضافة إلى عدم وجود ظهير شعبى له بدليل مقاطعة الشعب للانتخابات الرئاسية التي فاز بها.

ومن العاصمة التركية إسطنبول، علق الدكتور مجدى سالم، القيادى البارز بتحالف دعم الشرعية، على مبادرة حزب الإستقلال في تصريحات خاصة لـ "فيتو"، قائلا: المبادرة جيدة من حيث البنود، ولكن ليس هناك مصالحة مأمولة فالموقف المبدئي للطرفين مختلف، فنحن لن نقبل بالمصالحة مع من قتلوا وسفكوا دماء شعب مصر وأرادوا أن يجتثونا من جذورنا ولم يكتفوا بإقصاءنا سياسية فقط.

وأضاف سالم: متمسكون بالشرعية حتى آخر لحظة، ولن نتصالح إلا بعد نهاية الانقلاب العسكري رسميا وعودة السلطة إلى التيار المدنى لا العسكري الذي يتسبب في دمار الدول لا استقرارها، كما أنه يكرث لجمهوريات الخوف والكذب والاستعباد.

وعلى الجانب الأخر، وصف الدكتور ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل الديموقراطى، المبادرة الإخوانية الأخيرة بالمبادرة الهزلية التي تؤكد عيش الإخوان وأنصارهم في غيبوبة سياسية ليس لها أي علاقة بالواقع الجديد الذي أتى بالمشير عبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر وبإرادة الشعب.

وأكد الشهابى على رفضه المبادرة، مناشدا النظام المصرى بضرور حظر تحالف دعم الشرعية كما حظروا الإخوان ووضعوهم على لائحة الإرهاب، حتى نبعد عن مصر المحرضين على العنف والدم من أنصار المعزول.

وفى السياق ذاته، أبدى الشيخ محمد عبدالخالق الشبراوى، رئيس جبهة الإصلاح الصوفى، سخريته الشديدة من مبادرة حزب الإستقلال الذي أكد على سقوط الإخوان وأنصارهم في بئر لا نهاية له بعد اختيار الشعب المصرى لرئيسه الجديد.

وطالب الشبراوى أنصار الإخوان من تحالف دعم الشرعية بالعودة إلى جحورهم مرة أخرى، وترك مصر للمصريين كى يبنوها من جديد ويعيدون أمجادها وتاريخها الكبير.

وعن حالة التخبط التي ضربت مؤخرا تحالف دعم المعزول محمد مرسي، قال الشيخ هشام النجار، الباحث في شئون الجماعات والحركات الإسلامية، في تصريحات خاصة لـ "فيتو": التحول داخل تحالف دعم الشرعية بدأ قبل أشهر وليس الآن فقط، عندما أصبح صورة وخلفية فقط دون قيادة حقيقية في الشارع، بعدما تم اسناد المهمة للشباب وقالوا لهم أبدعوا في مواجهة الأجهزة الأمنية، وذلك على اثر التذمر الواسع والخلافات والمشاكل الداخلية في الأحزاب والجماعات المكونة للتحالف وتضارب الآراء سواء بين القيادات وقواعدهم أو بين قيادات التحالف بعضهم بعضًا لعدم إحراز تقدم مع استمرار النزيف والخسائر والاختلاف حول قضية عودة الدكتور مرسي والمطالبة بها من عدمه وجدوى الحلول والمبادرات، لذلك حدثت خلافات كبيرة وتم تعليق عضوية جهاديين وصار موقف الجماعة الإسلامية غامضًا خاصة بعد ذهاب الإخوان منفردين لتوقيع وثيقة بروكسل وبعدها بيان القاهرة، ووضح من بيانات الجماعة الإسلامية بعدها حجم الخلاف بين الجماعة والإخوان التي تسعى للخروج بأقل الخسائر من التحالف الذي أثقل كأهلها وحملها بفواتير ومواقف وقضايا ضخمة فكرية وسياسية.

وتابع النجار: الآن اصبح تحالف دعم الشرعية اسمًا بلا مسمى، فهو فقط ليس الا دعوة للتظاهر يتم تغيير عنوانها أسبوعيًا وشخص واحد من اعلاميى الإخوان قادر على فعل ذلك، أما الفعاليات على الأرض فيقودها ويوجهها ويتحكم في مساراتها والقرارات بشأنها الطلاب والشباب، وعلى الفضاء السياسي يتحرك الجميع بصورة منفردة ومنفصلة عن الآخر الآن، حتى الإخوان أنفسهم يتحركون ويتصرفون ويتحالفون بصورة منفردة عن باقى مكونات التحالف، فليس مستغربًا أن يتحرك حزب الاستقلال بهذه الصورة، والادعاء ببقاء تحالف الشرعية كما هو وانه ليس هناك خلافات أو تفكك ادعاء يكذبه الواقع والشواهد على الأرض.

واختتم هشام النجار تصريحاته، قائلا: بقاء الفعاليات واستمرارها على خلفية التحالف الذي صار مفككا اليوم وهناك تطورات في مشهده الداخلى تصرف غير مسئول، ففى حال وقوع تجاوزات على الأرض أو صدامات ووقوع قتلى وضحايا، فمن الذي سيتحملها ويتحمل مسئوليتها ؟ اظن أن الازدواجية غير مجدية فاذا كان الإخوان وحلفاءهم يسعون لعمل سياسي وتحالفات تعيدهم للمشهد فعليهم إنهاء الفعاليات على الأرض وعدم ترك الشباب المتحمس يقوم بأعمال تضره في المقام الأول وليس لها مردود سياسي، بينما الإخوان والاسلاميون يسعون للاندماج في المشهد السياسي.
الجريدة الرسمية