رئيس التحرير
عصام كامل

الفاسدون حول (السيسي)!


تحوًّل المُشير (السيسي) من مُرشح رئاسى، إلى رئيس جمهورية باختيار الشعب، بعيدًا عن المُقاطعة والممانعة والتمنُّع والكلام الساذج بتاع الفصائل والجماعات إياها، فالرجُل أصبح رئيسًا للبلاد وبأغلبية كاسحة، وانتهى الأمر!

الآن صار على الرئيس أن يُحدد موقفه من ثلاث فئات من الناس أحاطوا به خلال الفترة من تحوُّله من قائد جيش إلى مُرشح رئاسى إلى رئيس، والفئات أو الأنواع الثلاثة هُم: ناس غلابة مساكين وطنيين بحق، أملوا في الرجُل خير مُنقذ لهم ولبلادهم، وناس فاسدين من أرباب نظام (مبارك)، راغبين في العودة (عبر أي طريق أو بوابة) للسُلطة والنفوذ، وعب الأموال عبًا من جديد بعيدًا عن قوة قانون أو خوف من حساب، والنوع الثالث هو الصنف الجديد من الاستغلاليين، الراغبين في البحث عن أي دور سياسي أو اقتصادى أو أي منصب، سواء مع (السيسي) حُبًا فيه ويستفيدون في السكة بالمرَّة، أو مع أي حَد تانى، ونستفيد في السكة بالمرَّة برضو، ولم يجدوا غير (السيسي) طوعًا أو جبرًا، فكانوا معه!

أعتقد أن النوع الأول من الناس، هو النوع الذي ترشَّح (السيسي) من أجله، ومن أجل خدمته، وسعيًا لتوفير حياة كريمة، أو حتى نصف كريمة لفقراء مساكين، نساهم الجميع خلال الصراع على السُلطة، ولم يذكرهم أحد إلا الإخوان أحيانًا بالزيت والسُكر أيام الانتخابات، أو (حمدين صباحى) ساعات برضو أثناء تقديم وعود ميقدرشى ينفذّها، وتاجر بهم بلطجية الثورة (وهُم غير الثوار الشرفاء العاقلين الراضين بالديمقراطية)، وعندما فقدوا الأمل في انحيازهم لهم، وصفوهم بأنهم أجيال عواجيز غبية وفاشلة وبنت ستين في تمانين، وعاوزين الحرق.. لذا فهذا النوع هو الذي يستحق ـ بسرعة وأولوية ـ كُل رعاية من رئيس الجمهورية، بدون فصال أو مزايدات!

الصنف الثانى قادر على القضاء على المُرشح والكُرسى والبلد كُلّها في غضون عدة أشهر، ولا أعتقد رئيس الجمهورية بهذه السذاجة، ليسمح لهم بالعودة لسطح المُجتمع والأحداث ـ على كاهله ـ ليعوضوا تعب السنين الماضية، التي حُرموا خلالها ـ إلى حدٍ ما ـ من البيئة الخصبة الصالحة لمُمارسة فسادهم السياسي والاجتماعى، تاركين الساحة للمُستفيدين الجُدد والتيارات الإسلامية وعلى رأسها الإخوان طبعًا!

التعامُل مع هذه النوعية لا يُمكن أن يكون سهلًا، إلا عن طريق رئيس ليس على رأسه بطحة، فلا هو أو أولاده شركاء لهم ولأتباعهم وشبكات مصالحهم (مثل عصر مُبارك)، ولا هو مُجرد تابع ودلدول لهم عليه تنفيذ كُل أوامرهم بما فيها ترشحه للرئاسة كاستبن لواحد تانى (مثل أيام مُرسى)، وقد قال (السيسي) وأرغب فعلًا في تصديقه، وتحويل هذه الكلمة إلى واقع ونهج تعامل، أنه لا يحمل أية فواتير انتخابية لأحد، وبالتالى فإن الحملات الدعائية التي تبرَّع بها بعضهم، عليها أن تذهب فورًا أدراج الرياح، خاصةً وأن الرجُل لم يطلبها، وعليه هو أن يتعامل معهم بالقانون، الفاسد مكانه السجن، والشريف أو اللى ناوى يمشى بشرف يكون زيه زى أي مصرى، يمشى كويس كان بها، يغلط القانون موجود، وبدون وسائط ولا محسوبيات ولا أحزاب ولا إعلام يحميهم!

وعلينا ألا ننسى أن الغلابة والعامّة والسواد الأعظم من الشعب، سيكون هو الظهير الحقيقى للرئيس ولأى رئيس، وهذا الظهير هو مَن انتفض ضد (مُبارك) يوم الجمعة 28 يناير، صارخًا ضد الظلم والفقر والفساد، ثم ترك الساحة لعابثين ومتآمرين وإخوان ليحولوا الثورة الكريمة إلى ثورة كريهة، وهو نفس الظهير الذي رفع الحماية مُبكرًا عن (مُرسى) وجماعته، وتركهم عرايا مساكين مساجين، إذن فالرهان على بسطاء الناس، هو الرهان الأصوب، وخدمتهم والعمل على رفع مستوى معيشتهم اقتصاديًا وصحيًا وتعليميًا، بدون منح أي فئة أفضلية عن فئة أخرى (لا فضل لإخوانى على مصرى زى السنة الكريهة بتاعة مرسي) و(لا أفضلية لحزبوطنجى على مصرى زى كام سنة عفنة أيام مبارك)، هو الضمان الحقيقى لاستمرار الرئيس حتى نهاية مُدته ونجاحه فيها، ونجاح البلد معاه إن شاء الله!

أما الفئة الثالثة، فهى فئة الطحالب التي نمت وترعرعت وتعرعرت كمان مع ثورة يناير للأسف، وسعت لجنى أي أرباح من الثورة، وتحمست أكثر مع ثورة يونيو، منهم مَن قام بتنظيم الحملة المش عارف إيه، ومنهم مَن جمع توكيلات أو طبع بوسترات أو لَم تبرعات.. كُلَّهم راغبين في أية مكاسب، مَن فعلها لوجه الله، فقد عاد لبيته مُعززًا مُكرمًا في انتظار إن ربنا يكرم البلد (لو كان يؤمن بالرجل وبقدراته فعليًا)، ومَن استمر في انتظار المكسب والمكافأة بمنصب أو بمال أو بنفوذ، فالتخلُّص منه واجب وطنى على الرئيس، لو كان راغبًا ـ أكرر ـ في النجاح، وربنا يوفقه في التخلُّص من الفاسدين علشان خاطر الغلابة تعيش!

خارج السياق.. لكن في الصميم:
في ختام المرحلة الابتدائية، يحتاج الطفل للتشجيع والتكريم، خاصةً عندما يُحقق إنجازًا علميًا وتفوقًا.. وهو ما حققته منة سامى نعمة الله بعد حصولها على مجموع 300 درجة في الشهادة الابتدائية (بنسبة نجاح 100%) في مدرسة حكومية بشبين الكوم، ولأن العدالة الاجتماعية مطلوبة، فإن النداء واجب للسيد وزير التربية والتعليم بتكريم التلميذة المجتهدة مع زملائها وزميلاتها الحاصلين على نفس المجموع، لا تجاهلها كأنها لم تُحقق شيئًا، لمُجرد أنها تعلّمت في مدرسة حكومية، بينما تم تفضيل أقرانها الحاصلين على نفس الدرجات في المدارس الخاصة بحجة أن أعمارهم أقل، فهل ذنب الطفلة أن المدارس الحكومية تلتزم بسن السادسة عند الالتحاق بها، بينما أوكازيون الأعمار في المدارس الخاصة يسمح بخمس سنوات، أو أكثر بشهرين ثلاثة؟ أم أن هذه دعوة صريحة لها كى تتوقف عن تحقيق النجاح الباهر؟ ليس المطلوب (كما يؤكد ولى أمرها وهذا حقه وحق ابنته) مبلغ مالى أو حفل تكريم، لكن المطلوب وضع اسمها ـ فحسب ـ مع زملائها الحاصلين على نفس الدرجات، يعنى المطلوب تكريم معنوى فقط، لربما اكتسب مُجتمعنا بذلك طبيبة أو مهندسة أو مُعلمة جيدة، ونحن نحتاج لمثل هذه النماذج بحق، ونحتاج أيضًا لإحساس حقيقى بأن بلدنا فيها عدل وتقدير.. فهل من مُستجيب؟!
الجريدة الرسمية