رئيس التحرير
عصام كامل

لا تكونى أمًّا ثانية لزوجك


عندما يعامل الرجل زوجته كما كان يعامل أمَّه، فإنَّ هذه المعاملة قد لا تضر الزوجة إلا فى القليل من الأشياء التى تخص اعتماده عليها كليَّة واحتياجه الدائم إلى رعايتها له. أما إذا حدث العكس، بمعنى أن تعامل الزوجة زوجها كما تعامل طفلها، فإنَّ الزوج فى هذه الحالة سوف يحاول البحث عن طريق للخروج من تحت سيطرة أمه الثانية، وهو الأمر الذى لا تريده أى زوجة ولا تقبل به.

الزوجة والأم تسيران فى طريقَين متوازيين، وقد تلتقيان فى بعض النقاط، لكن فى معظم الأحيان تسيران فى اتجاهات مختلفة، وإن كانت كلها تؤدى إلى الزوج أو الرجل الابن.. وفى كثير من الأحيان يرى الزوج أنَّ زوجته تشبه أُمَّه التى كانت توجّه له الأوامر التى إذا لم ينفِّذها أظهرت غضبها عليه، ولذلك يشعر الزوج برغبة جامحة بأن لا يطيع زوجته فى ما تطلبه منه من أداء مهام منزليَّة أو من مسئوليات تشعره أنَّه لا يزال فى نطاق سيطرة أمه، وعلى الرغم من أنَّ الرجل يعتبر زوجته المرأة الأولى فى حياته، التى لا يمكن أن تحتل مكانها أى امرأة فى حياته، إلا أنَّه لا يرغب بالبقاء تحت سيطرتها طويلًا، ولذلك فإنَّ الرجل يشعر بالاستياء إذا طلبت منه زوجته أداء بعض المهام المنزليَّة، لأنَّه يتذكَّر على الفور أُمَّه التى كانت تمطره بطلباتها الواحد بعد الآخر. والزوجة الذكيَّة لا تظهر غضبها من زوجها إذا لم يساعدها فى مهام المنزل، ولا تشيح بوجهها بعيدًا ولا تقطب جبينها، لأنَّ ردَّ الفعل الطبيعى للخروج هو الابتعاد عن المكان الذى يضمّه مع صاحبة الجبين المعقود، وعلى العكس من ذلك فإنَّ الزوجة الذكيَّة عندما تغضب تلوذ بالصمت، وتبتعد عن المكان الذى يوجد فيه زوجها، لأنَّها تدرك جيدًا أنَّ بصمتها هذا سوف تجعله يقترب منها متسولًا إليها، لكى تكسر حاجز الصمت، وقد يعرض عليها من تلقاء نفسه مساعدتها فى أى أمر من أمور المنزل.
والزوجة الذكيَّة تدرك أن ليس بمقدورها تغيير زوجها، وأنَّ الشخص الوحيد الذى يمكنها تغييره كما تحب وترغب هو نفسها، كما تدرك أيضًا أنَّ زوجها سوف يكون فى حالة مزاجيَّة رائعة إذا هى حافظت على هدوئها وتفهّمها له، وبذلت جهدًا فى التواصل معه بالأسلوب الذى تعلّمته من خلال فهمها مفاتيح شخصيته. فى كثير من الأحيان يريد الزوج من زوجته أن تكمل معه مشوار حياته كرفيقة، وأن تسانده كأم، وذلك بأن يكون عطاؤها له من دون انتظار مقابل. لكن الزوجة قد يغضبها أن تظل تبذل العطاء لزوجها من دون مقابل، لذلك على الزوج الذكى أن يفطن إلى المقابل الذى عليه أن يقدمه لزوجته، وهو المزيد من الاهتمام بها والاعتراف بدورها فى حياته، ذلك الاعتراف الذى لم تطلبه منه أمه من قبل.

نقلًا عن مجلة "سيدتى".

الجريدة الرسمية