رئيس التحرير
عصام كامل

تأهب على الحدود الجزائرية بسبب اضطراب الأوضاع في مالي

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

حذرت أجهزة الأمن الجزائرية كبار المسئولين في الدولة من تدهور خطير للأوضاع في شمال مالي، بعد أن تم تخفيض قيادة العملية العسكرية الفرنسية «سرفال» منذ أشهر، كما حذرت في الوقت نفسه من حرب وشيكة في ليبيا يطول أمدها وتمتد إلى تونس المجاورة وقد تنتهي بسيطرة السلفيين الجهاديين على ليبيا.


وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن عدة عواصم كبرى في العالم تلقت التحذير نفسه حول الوضع المضطرب في ليبيا والذي يهدد استقرار شمال أفريقيا بالكامل.

ونقلت صحيفة «الخبر» اليوم السبت، عن مصدر مطلع قوله إن الهدوء الحالى الذي تشهده الحدود الشرقية مع تونس ومع ليبيا والحدود الجنوبية مع ليبيا قد ينتهى في أي لحظة مع التوتر المستمر الذي تشهده الساحة الليبية خاصة بعد مقتل رئيس جهاز المخابرات الليبى العقيد إبراهيم السنوسى في بنغازى شرقي ليبيا.

وأضاف المصدر نفسه أن اغتيال العقيد السنوسى لم يأتِ من فراغ بل جاء على خلفية تداول الجماعات السلفية الجهادية في ليبيا معلومات تفيد بأن الأمريكيين يحضرون لتوجيه ضربات حاسمة لمعسكرات الجماعات السلفية الجهادية بالتنسيق مع بعض الأطراف في ليبيا، كما رصدت أجهزة الأمن الجزائرية مؤشرات خطيرة لتدهور الأوضاع في بعض المناطق الداخلية في ليبيا التي تقترب بشكل مضطرد من الدخول في دوامة حرب أهلية جديدة.

ولا تثير هذه الأوضاع في ليبيا رغم خطورتها مخاوف كبيرة لدى أجهزة الأمن في الجزائر وأجهزة الأمن في دول غربية معنية باستقرار المنطقة، لكن ما يخيف كما قال خبراء في شئون الأمن والدفاع هو امتداد الفوضى في ليبيا إلى تونس بعد تسرب معلومات بشأن عودة مئات الجهاديين التونسيين من سوريا وهو ما قد يهدد بفوضى عارمة في المنطقة تمتد إلى الساحل، وستضطر قيادة الجيش الوطنى الشعبي في حالة وقوع فوضى في تونس إلى زيادة عدد قواتها إلى مستوى قياسى غير مسبوق لضبط الأمن في الحدود المضطربة، كما ستعمد لرفع ميزانية الدفاع والأمن إلى مستوى قياسى جديد.

وأشار مصدر «الخبر» إلى أن بعض الدول مازالت ترى أن تدخل الجيش الجزائرى لضبط الأوضاع في ليبيا أكثر من ضرورى إلا أن قيادة الجيش والقيادة السياسية ترفض أن يمارس الجيش أي عمليات خارج الحدود الجزائرية.

في الوقت نفسه علمت «الخبر» من مصدر أمني مطلع أن قوات الجيش الوطنى الشعبى بولاية خنشلة، نشرت قواتها عبر حدود الولاية مع ولايات الوادي، تبسة وبسكرة، لمنع تسلل الإرهابيين إلى جبال بودخان الذي يأوى عددًا كبيرًا من الإرهابيين المنتمين إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامى.

وأضاف المصدر نفسه أن كل الإمكانيات المادية والبشرية واللوجستيكية تم وضعها على حدود الولاية مع الولايات الجنوبية، بما فيها القوات الجوية لمراقبة الوضع العام على الحدود، وتقوم القوات الجوية في سياق المراقبة باستطلاع يومى على الحدود بين دولتى تونس وليبيا والجزائر، فيما تركت مهمة الاستطلاع على باقى الحدود مع دولتى النيجر ومالي لقوات الجيش العاملة في ولايات إليزى وتمنراست وحتى أدرار.
الجريدة الرسمية