فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

عودة الديون للزيادة

بعد اتجاه الديون الخارجية للانخفاض لفترة من الوقت عادت مجددا للزيادة مرة أخرى.. والسبب هو الاقتراض أكثر مما نسدد من هذه الديون، هذا أمر يجب أن نتوقف أمامه ونحاول علاجه، والعلاج الوحيد هو التوقف عن الاقتراض من الخارج أو على الأقل اقتراض أقل مما نسدده من الديون المستحقة علينا.

 
وحتى يحدث ذلك يتعين أولا أن تضبط الحكومة اقتراضها من الخارج، فلا نقترض إلا لتمويل ما هو مهم وضروري ويمثل أولوية لا غنى عنها لنا، ثانيا إلزام أية جهة حكومية تريد الاقتراض من الخارج بسداد أعباء ديونها من أقساط وفوائد.

وقد سبق أن التزمنا بذلكَ في التسعينات بعد إسقاط ديون علينا بعد حرب الخليج الأولى، ولذلك تم السيطرة على ديوننا الخارجية ولم تكن أعباءها كبيرة.

 
نعم إننا لم نتوقف في أي وقت عن سداد التزاماتنا الخارجية من أقساط وفوائد، ولكن كان إرتفاع قيمة هذه الأعباء علينا كبيرا ومرهقا خلال الثلاث سنوات السابقة، وهى تعد كبيرة خلال العام المالي الحالي.

 
إنني لست قلقا بالنسبة للديون المحلية التى يتعين أن تتجاوز سنويا قيمة الناتج المحلي الاجمالي، ولكن الإفراط في الاقتراض الخارجي يدعو للقلق لآن الديون الخارجية تعد مؤشرا غير إيجابي للمستثمرين الأجانب يجعلهم يبحثون عن وجهة أخرى يستثمرون فيها أموالهم، لذلك يعد ترشيد الاقتراض من الخارج ضرورة لا غنى عنها لأي بلد يسعى إلى جذب الاستثمارت الخارجية مثلما هو حالنا.

وحسنا أن نسعى لتحويل ودائع الدول العربية لدينا إلى استثمارات لأن ذلك يخفض ديوننا الخارجية، لكن ذلك لا يغني عن ترشيد الاقتراض من الخارج.