نقول الحكومة أننا تجاوزنا الأزمة الجديدة فهل تضمن الحكومة ألا تعود الأزمة تلاحق اقتصادنا مجددا في السنوات المقبلة؟! وأرجو ألا تقول لنا الحكومة أنها لا تستطيع ضمان المتغيرات التي يتعرض لها الإقتصاد العالمي
أهم مكاسب تخفيض الجنيه زيادة الصادرات شريطة أن يكون لدينا إنتاجا كافيا لتصديره للخارج بعد تغطية احتياجات استهلاكنا الداخلى، وزيادة السياحة الخارجية شريطة أن يكون لدينا مناخا جاذبا للسياحة الأجنبية..
تثور تكهنات أو فلنقل مخاوف من إنخفاض الجنيه نسبة إلى العملات الاجنبية.. فقد عهد عموم المصريون أن كل إنخفاض أو تخفيض لقيمة الجنيه يترتب عليها دوما إرتفاعا في التضخم وزيادة في الغلاء..
معنى كلام مديرة صندوق النقد الدولى أنها ترى أن الجنيه يحتاج لمزيد من الانخفاض في قيمته تجاه العملات الأجنبية، رغم الزيادة التى تحققت في احتياطيات النقد الأجنبي وتجاوزت عشرة مليارات دولار!
قال الدكتور مدحت نافع الخبير الاقتصادي: صندوق النقد الدولي يدرك جيدًا بأن هناك صعوبة على الدولة المصرية في جذب استثمارات أجنبية لذلك يجب وجود صفقات كبرى أخرى بخلاف صفقة رأس الحكمة لدعم قيمة الجنيه .
رئيس الحكومة لم يذكر أن إرتفاع تكلفة السولار المسئول عنه الحكومة أساسا.. فهى التى خفضت الجنيه في غضون أقل من ثمانية سنوات من مستوى قرابة تسعة جنيهات للدولار إلى مستوى قرابة خمسين جنيها للدولار..
عندما وصل انخفاض الجنيه إلى أقصى درجة في السوق السوداء طالب بعضهم بتخفيض الجنيه من قبل البنك المركزى بأكثر مما هو حادث في السوق السوداء بدعوى أن ذلك ضرورى للقضاء على هذه السوق!
ماطل صندوق النقد لنحو عام كامل في تقديم الشريحة الثانية والثالثة لنا من القرض المتفق عليه معنا بحجة عدم قيامنا بتخفيض الجنيه، أو ما يطلق عليه سياسة مرنة لسعر الصرف..
إن أزمتنا سببها معروف لدينا جميعا ويتمثل في أن انفاقنا من النقد الأجنبي يفوق مواردنا منه، ولا حل للأزمة إلا بزيادة مواردنا من النقد الأجنبي وتخفيض انفاقنا منه..
ذه الزيارة لوفد صندوق النقد الدولي لمصر تأتى بعد أن اختلفت مواقف الصندوق تجاهنا، حيث لم يعد يمنح أولوية عاجلة لمطلبه الخاص بتخفيض الجنيه، وصار يرى أن الأولية يتعين أن تكون مواجهة التضخم..
أي تخفيض للجنيه الآن فى وجود عجز في النقد الأجنبي لن يخلصنا من ازدواجية سعره بين البنوك والسوق السوداء وستبقى هذه السوق تعمل وترفع في سعرالدرلار كما هو الحال الآن..
طمأن الرئيس السيسي كل المصريين، مسيحيين ومسلمين، أن الأزمة الاقتصادية الشديدة التى نمر بها منذ عامين سوف تنتهى وسنتخلص منها.. وكان هذا أمر مهم لآن عموم المصريين كانوا يحتاجون لهذا التطمين..
إن تخفيض الجنيه لدى البنوك بما يفوق سعره في السوق السوداء لن يحل مشكلة شح النقد الأجنبي والفجوة الموجودة فيه.. بل سوف يحفز السوق السوداء لمزيد من التخفيض للجنيه ومزيد من رفع سعر الدولار.
حرب غزة ومخاطرها وتداعياتها ربما تكون قد منحت الناخبين المصريين دافعا جديدا للمشاركة في عملية التصويت، والتى شهدت إقبالا ملحوظا في الساعات الأولى من أول أيام الانتخابات الثلاثة..
إن البنك المركزى لم يقم الشهور الماضية بإجراء التخفيض الجديد الذى يطالبنا به صندوق النقد والذى بسببه أجل تقديم الشريحة الثانية من القرض، ومع ذلك حافظ على احتياطياتنا من النقد الاجنبى..