رئيس التحرير
عصام كامل

فضائح واتهامات متبادلة بين «كلينتون» و«ترامب» في مناظرتهما الأولى.. المرشحة الديمقراطية: أنا تجربة مختلفة ومنافسي ينبح ولا يؤتمن على أمريكا.. و«الجمهوري»: أنا أكثر حكمة م

فيتو

أجرى المرشحان الأمريكيان لرئاسة الولايات المتحدة، دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، صباح اليوم الثلاثاء، مناظرتهما الأولى في جامعة هوفسترا بنيويورك.


وتطرقت المناظرة إلى ثلاث قضايا رئيسية، ألا وهي «تحقيق الأمن» و«اتجاهات أمريكا» و«رفاهية المجتمع»، ولم تخل المناظرة من مشادات وانفعال الطرفين، خاصة وأن المرشح الجمهوري دونالد ترامب، قد بدأ في استفزاز المرشحة الديمقراطية بذكر أخطاء زوجها بيل كلينتون عندما كان رئيسا للولايات المتحدة.

كلينتون واثقة من نفسها
قالت «كلينتون» في بداية المناظرة، "إنها تسعى إلى زيادة استثمار الأمريكيين من خلال الطاقة الجديدة والتكنولوجيا في المستقبل القريب"، مؤكدة أنها تستطيع أن تتحمل المسئوليات الكبيرة لرئاسة أمريكا، وأنها تملك ثقة كبيرة ورصيدًا كبيرًا لدى الأمريكيين.

وتابعت: «أنا تجربة مختلفة في مستقبل أمريكا، ولدي خبرة طويلة، خصوصًا أنني جئت من طبقة متوسطة، وسأوفر 25 مليون فرصة عمل، وسأقوم بالاستثمار في الطبقة الوسطي، خصوصا أن والدي كان مستثمرًا صغيرًا، وتعلمت منه الكثير، نعم ليس لدى خطة اقتصادية، لكن لي كتاب به مئات الحلول».

توتر «ترامب»
أما المرشح الجمهوري «ترامب» فبدأ كلمته متوترا، ووجه ملاحظة إلى «كلينتون» قائلا: «أراكِ تبتسمين، لا أعرف لماذا، لكن هذا جيد».

واستدرك «ترامب» الأمر وقال، "إنه فور وصوله للحكم، سيخفض الضرائب على الاستثمارات الصغيرة والكبيرة، وسيسعى لحل المشكلات الاقتصادية الكبيرة التي تعاني منها الولايات المتحدة".

وأضاف: «هناك 30 تريليون دولار خسرها الاقتصاد الأمريكي خلال الفترة الماضية، وما يجب علينا فعله هو أن نحل هذه المشكلات».

مشادات وهجوم
كما هاجم «ترامب» منافسته قائلا: « كلينتون، أنتِ لا تستطعين أن تفعلي شيئا، ولا حتى تستطعين توفير وظائف خلال 30 عاما، ورغم أنكِ كنتِ في القيادة السياسية الحاكمة في أمريكا السنوات الماضية إلا أنك لم تفعلي شيئا، والآن تقدمي نفسكِ كسيدة لديكِ حلول من أجل أمريكا»، متسائلا: «دعيني أسألك سؤالا واحدا، أين كانت هذه الحلول التي تقولينها الآن؟»

واستكمل هجومه: «أنتِ وزوجك لم تقدما شيئا، وزوجك الذي كان رئيسا للولايات المتحدة يوما، وقّع الكثير من الاتفاقيات التي تعتبر الأسوأ في تاريخ أمريكا»، وردت هيلاري كلينتون قائلة: «زوجي قام بأعمال جيدة كثيرة في فترة رئاسته»، فرد قائلا: «هيلاري، أنتِ تعلمين أنك سترفعين الضرائب، أما أنا سأخفضها».

واستقبلت المنافسة الديمقراطية كلامه بابتسامة قائلة: «إنك تسعى لإثراء المناظرة بالكلام وبأشياء مجنونة، وأنت سوف تبحث عن مصالحك واستثمارات أسرتك فقط، فأنت رجل أعمال، ومصلحتك أهم من مصلحة البلاد»، واستكملت: «أنا لست سيدة أعمال، أما أنت فرجل أعمال، ووصولك إلى البيت الأبيض قد يتعارض مع مصالحك كرجل أعمال وصاحب شركات ومؤسسات، فأين ستقف؟ مع أعمالك الشخصية أم مع البيت الأبيض؟ قل لي سيد ترامب».

ورد دونالد ترامب عليها قائلا: «أنا لست غنيا لهذه الدرجة، وكل تعاملاتي البنكية والمالية معروفة، ولا أريد أن تستخدمي هذه النقطة ضدي؛ لأن عملي ليس ضد القانون، نحن لدينا خسائر 20 تريليون دولار الآن، كأننا دولة عالم ثالث، انظري إلى مدارسنا ومطارتنا، نحن فعلا دولة عالم ثالث مقارنة بالآخرين»، وتابع: «الإمارات تتقدم والصين، ونحن أصبحنا دولة عالم ثالث، وأنتِ كنتِ وزير خارجية، وسبب كل ما نحن فيه، أما أمريكا فهي تحتاج رجلا قويا مثلي، فأنا وضعت خطة اقتصادية في كتاب يحتوي على 680 صفحة يمكنك الاطلاع عليها».

التمييز المجتمعي

ونال التمييز العرقي وقضية الأمريكيين الأفارقة جزءا لا بأس به من المناظرة، وتحدثت المرشحة الديمقراطية عن سعيها للمِّ الشمل العرقي، قائلة: «مشكلة التمييز العرقي كبيرة، وما يحدث في الفترة الأخيرة شيء محزن، ويجب إصلاح الأمر بين المجتمع والشرطة»

وشددت على أن الشرطة لا يجب أن تستخدم القوة سوى في الحالات القصوى فقط، مطالبة قوات الشرطة باستعادة ثقة المواطن الأمريكي مرة أخرى.

أما المرشح الجمهوري دونالد ترامب، فأكد أن الدولة في حاجة لنظام وليس لقانون، مشيرًا إلى أن الجهاز الشرطي في أمريكا جيد ويحمي المواطنين بكفاءة عالية، إلا أن الأمريكيين من أصل أفريقي أو لاتيني يعيشون ظروف موزرية، بحسب وصفه.

وأشار إلى وجود 4 آلاف شخص قتلوا منذ تولي باراك أوباما الحكم، ويجب أن يكون هناك وجود مكثف للشرطة في الشارع الأمريكي.

من جانبه ردت «كيلنتون»: «علينا التيقن من الحفاظ على أمن مجتمعنا وشعبنا، ولا يمكن أن يجزم أحد أن الشرطة متحيزة ضد السود في الولايات المتحدة، يجب علينا أن نطرح على أنفسنا سؤالا، هل الشرطة كلها ضد السود؟ أم أن هناك مرضى وفئة قليلة تعبر عن نفسها؟»، وتابعت: «الأمريكي من أصل لاتيني أو من أصل أفريقي معرض للاشتباه أكثر من غيره، وهذا أمر سوف أصلحه».

وعلّق «ترامب» عليها قائلا: «عليك الاعتذار عن لفظ الأمريكيين السود؛ لأن هذا تمييز، كفاكِ واعتذري، كفى خذلا للأفارقة بعد كل انتخابات».

اتهامات متبادلة
قالت هيلاري كلينتون، "إن دونالد ترامب يخفي معاملاته الضريبية، ويدين بـ650 مليار دولار للبنوك الأجنبية والوول ستريت، ولم يدفع الضرائب الفيدرالية"، مشيرة إلى أنه تقدم للحصول على رخصة الكازينو دون أن يدفع شيئا.

وأكدت أن «ترامب» يسعى بتضليل مكان مولده عن الشعب الأمريكي، ويسعى لتجميل حملته الانتخابية مستخدما في ذلك قضية العرق، رغم أنه صاحب سجل كبير من التمييز العرقي.

وأضافت أن «ترامب» كان له مشكلات عرقية مع أحد الأمريكيين أثناء عمله في وزارة العدل، وتم التحقيق معه مرتين بسبب ذلك، مؤكدا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما شخص يحترم القانون، واستكملت: «ترامب استحسن ما فعله الروس باختراق المعلومات الإلكترونية الأمريكية، وأعتقد أنه ليس جديرا بحكم بلادنا»، متابعة: «أنت حتى لا تدفع الضرائب سيد ترامب، ولا تدفع رواتب موظفيك الذين يعملون معك، حتى في تصريحاتك الجنونية، أنت ضد فرض الضرائب على الأثرياء حماية لعائلتك».

صناعة داعش
من جانبه، قال «ترامب»: «كلينتون وأوباما هما السبب في خلق الفراغ في سوريا والعراق، وهما اللذان صنعا التنظيم الإرهابي، والقضاء على داعش سيستغرق وقتا طويلا»، مؤكدا أنه يجب الاستيلاء على النفط الذي يسيطر عليه داعش، مشيرا ما يحدث في ليبيا تعتبر هيلاري كلينتون السبب الرئيسي فيه.

وعلّقت «كلينتون»: «هناك الكثير من الخطط الموضوعة لهزيمة تنظيم الدولة «داعش» لمنع إقامتها في الشام والعراق حتى لا يجند التنظيم الشباب في أمريكا أوروبا»، واستطردت: « يمكن الاستعانة بشركائنا في المنطقة العربية لإخراج داعش، مشيرة إلى وجود خطة لاستهداف قياداته كما تم مع أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة».

وأشارت إلى أن دونالد ترامب يهين المسلمين والإسلاميين، رغم أننا في حاجة إلى التعاون معهم باعتبارهم مصدر معلومات لنا في المنطقة".

وأضافت: «الحصول على المعلومات في الشرق الأوسط يكون عن طريق الإسلاميين، وأصدقاؤنا في المنطقة أغلبهم مسلمين، أما هو فيهينهم، فكيف لنا أن نتعاون معهم؟»، قائلة «علينا إيجاد قاعدة متماسكة من المعلومات الاستخباراتية حول الحوادث لتفادي تكرارها».

ورد عليها «ترامب» قائلا: «أنتِ والسيد أوباما تسببتما في فراغ كبير، ثم قولي لي يا سيدتي، أين كنتِ عندما كانت داعش تحبو في بداياتها؟ أنت لم تفعلي شيئا رغم أنكِ كنت وزير خارجية، لا أتصور أنكِ ستفعلين شيئا في هذا الأمر إذا أصبحتِ رئيسا للبلاد».

واستكمل: «أنا أكثر حكمة من هيلاري كلينتون، وثروتي الحقيقية هي ثباتي الانفعالي، وإرادتي في الفوز، لكن هي خلف الشاشة تكون منفلتة الأعصاب».

وتابع: «هيلاري كلينتون ليس بداخلها جوهر يمكِّنها أن تكون رئيسًا، وليس لديها مهارات التفاوض والقوة والقدرة على تحمل المفاوضات مع السعودية وإيران»

وردت «كلينتون» عليه قائلة: «هل أنت الذي تتكلم يا ترامب؟ هل أنت الذي تتكلم عن خبراتي وقدرتي عن التحمل بعد آلاف الساعات التي قضيتها في المفاوضات والسفر في بلاد العالم باعتباري وزير الخارجية للولايات المتحدة؟ أنت لا تصلح للحكم، والكل يعلم».

وعلّق ترامب: «نعم، لديكِ خبرة، لكن خبرة سيئة، هل ستعيدين خسارة أمريكا لـ50 مليار دولار؟»، فردت المرشحة الديمقراطية: «أنت تنبح يا ترامب، وتعلم جيدًا أنك تهرب وتشوِّش، لكنك في الأساس لا تؤمن بالمساواة بين الرجال والنساء، ولا يمكن ائتمانك على مستقبل أمريكا».
الجريدة الرسمية