رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب ارتفاع أعداد الوفيات بكورونا في مصر.. سرعة انتشار الموجة الثانية للفيروس.. تأخر تشخيص المرض وتلقي العلاج.. وثقافة "المقاوحة" لدى المصريين الكارثة

أرشيفية
أرشيفية

ارتفعت وتيرة معدلات الوفاة بكورونا في مصر خلال الأيام القليلة الماضية، رغم حدوث انخفاض وثبات في أعداد الإصابات بالفيروس على مستوى الجمهورية وفق ما كشف عنه بيان وزارة الصحة المصرية.


بناء على بيان أمس الأربعاء، أوضح الدكتور خالد مجاهد مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، أنه تم تسجيل 996 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليا للفيروس، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي والفحوصات اللازمة التي تجريها الوزارة وفقا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، لافتا إلى وفاة 58 حالة جديدة.

وأعلن عن خروج 677 متعافى من فيروس كورونا من المستشفيات، وذلك بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية؛ ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 120312 حالة حتى اليوم.

سرعة انتشار الفيروس
وتعقيبا على ذلك، سرد أمجد حداد أستاذ الحساسية والمناعة أسباب زيادة أعداد الوفيات بكورونا، وهي سرعة انتشار الفيروس في الموجة الثانية أدي إلي زيادة نسبة إصابة كبار السن، والسبب الثاني عدم تطبيق الإجراءات الاحترازية جيدا من قبل الأسرة وتهاونهم عند ظهور أعراض لأحد أفراد الأسرة، واعتباره دور برد وعدم عزل المشتبه به جيدا داخل المنزل، مما أدى إلى إصابات عائلية داخل الاسرة الواحدة، وتتفاوت حدة الإصابة داخل الأسرة قد تكون أقل حدة على الأطفال والشباب ولكن أشد على كبار السن.

أما السبب الثالث فهو عدم الالتزام بتطبيق الإجراءات لمواجهة الفيروس منذ بداية الموجة الثانية، منوها إلى أنه من المتوقع أن تنخفض أعداد الإصابات والوفيات بعد فرض ارتداء الكمامات، مطالبا بعدم الاستهانة بأي دور برد واعتبار أي عرض اشتباه كورونا إلى أن يثبت العكس وذلك كإجراء احترازي.

ثقافة "المقاوحة"
كما ذكر فايد عطية، الباحث في علم الأوبئة واقتصاديات الدواء، أن أعداد الوفيات بالفيروس تتناسب طرديا مع أعداد الإصابة، حيث إن ارتفاع أعداد الوفيات ناتج عن ارتفاع أعداد الإصابة التي وصلت في الأيام القليلة الماضية لـ1200، وخاصة أنه من الوارد أن يكون بين المصابين كبار سن.

وحسب تصريحات "عطية" من أبرز أسباب ارتفاع أعداد الوفاة بكورونا، عدم تشخيص المبكر للفيروس، والتأخر في تلقي العلاج، موضحا أن بعض المصابين وخاصة كبار السن يتخاذلون في اكتشاف الإصابة، منوها إلى أن معظم المصريين لديهم ثقافة "المقاوحة" ويستمرون في إقناع أنفسهم أنه دور برد بسيط فيتسبب في مضاعفات تؤدي للوفاة، ناصحا كل من يشكو من أي عرض أن يستشير الطبيب المعالج.

وتابع قائلا: من بين أسباب زيادة الوفيات أيضا، تراخي المواطنين في  إجراءات الوقاية، بما يتسبب في إصابة الجسم بجرعات أعلى من الفيروس، ضاربا مثلا يصيب الجسم بسبب إهمال الوقاية أمس بجرعة فيروس واليوم بجرعة أخرى وغدا بجرعة ثالثة، فيصعب على الجهاز المناعي مقاومتها، فتتسبب في وفاته.

الجريدة الرسمية