رئيس التحرير
عصام كامل

أخبار ماسبيرو.. مذكرات أحمد سعيد في مكتب رئيس صوت العرب

الإذاعي الراحل أحمد
الإذاعي الراحل أحمد سعيد
تضمنت اخبار ماسبيرو احتفاظ د. لمياء محمود رئيس إذاعة صوت العرب حاليا بمذكرات الراحل الإذاعي أحمد سعيد مؤسس شبكة صوت العرب واحد أهم المذيعين في تاريخها فقبل وفاته أعطى تلك المذكرات التي ترصد فترة مهمة من تاريخ مصر كان شاهدا على أحداثها إلى تلميذته المقربة منه لمياء محمود. 


ورصدت اخبار ماسبيرو تنسيق لمياء محمود مع أسرة الراحل بهدف الاستفادة من تلك المذكرات ودراسة إمكانية طباعتها والتعاقد مع إحدى دور النشر عليها بهدف اطلاع الرأي العام عليها خاصة وأن سعيد كان يحتفظ بالعديد من الأسرار خاصة في فترة حرب يونيو. 

وكان سعيد يرتبط بعلاقة قوية مع د. لمياء محمود رئيس إذاعة صوت العرب ما جعله يترك مذكراته الشخصية في حوزة لمياء حيث أنها ستكون أمينة عليها خاصة وأنها احد افضل تلاميذه وأكثرهم قربا إليه. 

وأحمد سعيد لعب دورا مؤثرا فى نجاح كفاح مصر فى تحرير المنطقة العربية من خلال ريادته لإذاعة صوت العرب إلا أن البيانات التى أذاعها بصوته عن نصر وهمى لم يكن مسئولا عنها فقد كانت صادرة عن القيادة العسكرية وانتهت بهزيمة 5 يونيو 1967 وهو اليوم الذى ظل يطارد المذيع أحمد سعيد حتى رحيله، حتى إن الجماهير ربطت بين اسم أحمد سعيد وبين الهزيمة. 

ورحل أحمد سعيد في يوم 5 يونيو 2018 فى ذكرى الهزيمة لكن بعد 51 عاما.

وعن ساعات ولحظات النكسة كتب أحمد سعيد يقول:

بدأت عملى الإعلامى فى سبتمبر 1951 فى إذاعة مصر وكنت أقدم برنامج "تسقط معاهدة 36 وبسببه قدمت بريطانيا أول احتجاج على الإذاعة المصرية بعد تمصيرها وتحريرها من الإدارة الاستعمارية ، وقد أهلنى هذا ليصدر مدير الإذاعة حسنى نجيب لأكون مراسلا للإذاعة فى منطقى قناة السويس ، وعشت منذ ذلك الوقت أحداث مصر والعرب نحو 15 عاما.

عشت الإعداد لثورة الجزائر عام 1953 وعشت يوم إعادة إرسال إذاعة مصر بعد تدمير الطائرات الحربية البريطانية عام 1956 لهوائيات الإرسال فى أبى زعبل ، وعشت أيضا الحلم الكبير بالاستفتاء على الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958 حتى كان يوم زلزال الانفصال ، وعشت 26 يوليو 1956 عندما أمم عبد الناصر قناة السويس ، وعشت تداعيات يونيو 67 وحرب العراق وإيران وذهاب السادات إلى القدس وعدوان العراق على الكويت.

أيام كثيرة مضت من عمرى تعاملت فى بعضها مع أحداث شرف وفخر وتمزقت فى البعض الآخر مع أحداث عار وخزى.. لكن ما من يوم عشته مثل الخامس من يونيو حتى يوم التاسع منه ، وفيه صدر الأمر بتكليفى إدارة إذاعات القاهرة بعد توحيدها وفق التوجهات الرئاسية المتعارف عليها.

توالت علينا بلاغات القيادة العسكرية بإسقاط أعداد من طائرات العدو تجاوز عددها فى الساعات الأولى 67 طائرة إسرائيلية وفجأة أخبرنى زميلى فتحى البسيونى بما يتردد عن الهزيمة فى الإذاعات الأخرى ، واتصلت بالمسئول السياسى الذى برر البيانات الكاذبة للمحافظة على الروح المعنوية للشعب المصرى وللجيش المتناثر فى سيناء. ونحن مع القيادة بالطبع وتدخلت القيادة الأمريكية لإفساد كل محاولت القيادة المصرية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وقد ضاعف من قسوة الساعات ما كنت قد سمعته قبل الخامس من يونيو بأيام  من قائد الأمة الرئيس عبد الناصر وقائد الجيش عبد الحكيم عامر عن الثقة الكاملة فى النصر العسكرى والسياسى فى أى حرب مقبلة مع إسرائيل.

لا أجد تشبيها لما عشته يوم إعلان الهزيمة غير تشبيه حال الجراح الذى جاءوه بالسائق الذى قتل ابنه فى حادث تصادم أصاب رأس هذا السائق القاتل فلم يجد أمام نفسه كإنسان أولا وجراح ثانيا غير أن ينقذ هذا السائق الذى قتل ابنه.. إنه يوم من عمرى جمع أهوالا من المسئوليات المتناقضة التى سأبقى أنوء بها حتى وأنا أقف أمام الديان ، أرجو المغفرة عما أسأت وأسأله التواب عما أصبت.
الجريدة الرسمية