رئيس التحرير
عصام كامل

مؤامرة الرئيس السوداني على مصر.. «البشير» يهرب من أزماته الداخلية بـ«حلايب وشلاتين».. تركيا كلمة السر في صراع الحدود بزيادة التبادل التجاري مع الخرطوم.. الدوحة تنتقم للإخوان.. وخبي

الرئيس السودانى عمر
الرئيس السودانى عمر البشير

اختزال المشهد السياسي في مجرد تكهنات أو تصريحات عنترية من هنا أو هناك هي معالجة سطحية تستوجب الوقوف طويلًا أمام تحركات كل طرف، اليوم يطالب السودان بحقه في حلايب وشلاتين، ثم يعاود الكرّة ليؤكد أن سد النهضة الإثيوبي مشروع له إيجابيات وسلبيات، وإن كانت إيجابياته تغطي على سلبياته.


تأتي تلك التصريحات في الوقت الذي يشتعل فيه غضب الشارع المصري من قرار مجلس الوزراء بضم تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية، ليكون الصيد في الماء العكر هو التوصيف لما يحدث من قبل السودان، فيما اعتبره البعض أن مؤامرة البشير متواصلة ضد مصر منذ أن تمت الإطاحة بجماعة الإخوان التي ينتمي لها رئيس السودان أيديولوجيًا.

تصريحات البشير عن حلايب وشلاتين هي إحدى أذرع تلك المؤامرة التي يحاول بها وفق آراء الخبراء تبييض وجهه أمام شعبه كقائد يحارب من أجل استرجاع الأرض، لكي يغطي على أزمات السودان الممثلة في استفتاء دارفور والمتمردين الذين لم يستطع أن يسيطر عليهم، مما جعل عدد ضحايا الصراع المسلح يتزايد يومًا بعد آخر.

أمر آخر يريده البشير من تلك الخطوة، وهو زيادة الضغط على القاهرة من أجل التقارب مع أنقرة، وهو الأمر الذي أكده أكثر من خبير شئون دولية في ظل زيادة التبادل التجاري بين السودان وتركيا التي أعلنها أردوغان الفترة الماضية.

سد النهضة
وإذا كانت تركيا هي من تقود السودان للضغط في قضية حلايب وشلاتين، فإن قطر هي من تقود الخرطوم في قضية سد النهضة، وذلك من خلال المال، وكانت البداية كما ذكره موقع المنيتور الأمريكي من إعلان قطر لدعم مشروع أهرامات السودان لضرب السياحة في مصر، ليكون الضغط عليها من كافة النواحي، لافتًا إلى أن هناك فريقا متعدد الجنسيات يعمل حاليًا في أهرام البجراوية الذي تعتبره منظمة اليونسكو تراثا عالميا وذلك لإنعاش المكان بكل الإمكانيات المتاحة لمنافسة القاهرة، وتقوم على هذا المشروع مؤسسة متاحف قطر لرعاية منظمة تنمية الآثار النوبية.

تجدر الإشارة هنا إلى أنه خلال العامين الماضيين زاد التقارب السوداني القطري، وظهر ذلك في أبريل 2014، بعد أن منحت قطر مليار دولار إلى حكومة البشير لما أطلق عليه مشروع التنمية حتى عام 2016، وخرج وقتها البشير ليؤكد شكره وتقديره وقوة العلاقة بين البلدين، أما وزير المياه السوادني فأكد أن قطر الحليف الأهم للخرطوم في الوطن العربي.

زيارات البشير المتكررة تناولت كل الملفات كان أكثرها ريبة الزيارة التي تمت بعد المؤتمر الاقتصادي، الذي عقد في القاهرة ولم تحضره قطر، ليخرج البشير بعد تلك الزيارة ببعض الأموال ومديح لأمير قطر تميم بن حمد.

ويرى الدكتور نادر نور الدين أن الخرطوم تلعب على كافة الأصعدة لتستفيد، سواء من إثيوبيا أو من قطر، اللذين ترعاهما أمريكا في كل الأحوال.

"نور الدين" أوضح أيضا أن قطر طلبت أكثر من مرة أن ترفض السودان أي دراسات متعلقة بسد النهضة، وهو ما أكده أحد أعضاء اللجنة الثلاثية الذي أكد أن موقف السودان خلال الشهرين الماضيين كان موجها، لافتًا إلى أن البشير خاضع للكثير من الدول على رأسهم قطر التي تساومه من خلال المشاريع لضرب القاهرة في أكثر من ملف على رأسها سد النهضة.

الجريدة الرسمية