رئيس التحرير
عصام كامل

«فاينانشال تايمز»: الحرب بين السعودية وإيران انتقلت إلى سوريا والعراق.. طهران ترفض دعوة الرياض لمؤتمر إسلامي.. الجمهورية الإسلامية متمسكة بـ«المالكي».. والصحيفة تزعم: المملكة العرب

فاينانشال تايمز البريطانية
فاينانشال تايمز البريطانية

قالت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية إن "حربا بالوكالة بين المملكة العربية السعودية وإيران انتقلت إلى سوريا والعراق، مما يقضي على آمال التوصل لتقارب بين الدولتين على الرغم من إعلان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل دعوة نظيره الإيراني لزيارة بلاده وأثير الآمال بأن يؤدي ذلك إلى ذوبان الجليد في العلاقات بين الخصمين الإقليميين".

التوتر بين الرياض وطهران مستمر 

وأوضحت الصحيفة أن "رفض وزير الخارجية الإيراني، دعوة السعودية لحضور المؤتمر الإسلامي في مدينة جدة، ورفض إجراء محادثات مع القوى الغربية بشأن البرنامج النووي الإيراني، في حين ساءت العلاقات بين البلدين منذ ذلك الحين، وبدأت الحرب بالوكالة خلال العامين الماضيين، مما حطم أمل التقارب بين القيادة الشيعية والقوى السنية في الشرق الأوسط".

وأشارت الصحيفة إلى إلقاء إيران اللوم على السعودية للتقدم الذي حققه تنظيم" داعش" في العراق، وزعمت الصحيفة أن الرياض تمول الجهاديين، ونقلت في الوقت ذاته قول الحكومات الغربية إنه لا يوجد دليل على أي دعم حكومي للمتشددين.

ونقلت "فاينانشال تايمز" عن حسين شيخ الإسلام، مستشار رئيس البرلمان الإيراني على لارجاني، قوله: "طالما أصرت السعودية على دعمها لأعمال عنف مثلما يحدث في العراق، من خلال داعش، فلا يمكن أن ننتظر أي تحسن في العلاقات".

من يدعم الإرهاب يتضرر منه

وانتقد الرئيس حسن روحاني البلدان الإسلامية التي تستخدم ما سماه "البترو دولار"، لتمويل الإرهاب، وحذر من أن الدور على المتضررين من الإرهاب سيشمل الدول الممولة له.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ألقى باللوم على المملكة العربية السعودية ووصف أفعالها بـ"الباطلة الخبيثة"، وسمى سياسة الرياض بالإقصائية وحملها مسئولية الأزمة الحالية في العراق.

وأضافت الصحيفة: من ثلاثة عقود كان النظام الإسلامي في طهران يعمل على سياسة غير معلنة لمحاربة أعدائه من خلال القوات الموالية لها في المنطقة لاسيما من خلال دعم حزب الله في لبنان ونظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، لكن مع الصراع الذي انتشر عبر الحدود، أصبح الخطر أكبر بكثير على سلامة الأمن القومي والإقليمي الإيراني، أي امتداد الحرب الطائفية وتفكك العراق إلى كيانات كردية وشيعية وسنة سيكون له عواقب وخيمة بالنسبة لإيران.

تدخل إيران في العراق 

واعتبرت الصحيفة البريطانية أن إيران عازمة على إرسال قوات إلى العراق وضد تدخل الولايات المتحدة. ويعتقد المحللون أن الحرس الثوري الإيراني سيعمل على تعبئة المتطوعين الشيعة لمحاربة المتمردين الذين هددوا بتدمير المواقع الشيعية المقدسة في العراق وإيران.

طائرات بدون طيار 

وقال مسئولون أمريكيون، إن إيران سوف ترسل طائرات دون طيار فوق العراق من مطار بغداد لتزويد العراق بمعدات عسكرية وغيرها من المساعدات، فيما ينفي مسئولون إيرانيون وجود عسكري لهم في العراق. ولفتت ""فاينانشال تايمز" إلى أن إيران توجه طائرات الاستطلاع دون طيار فوق العراق من مطار بغداد، وتزود العراق بمعدات عسكرية.

ونقلت الصحيفة عن محللين إيرانيين قولهم إن القائد قاسم سليماني، رئيس قوات فيلق القدس الإيرانية، مسئول عن تنسيق الرد الإيراني على انتصارات تنظيم داعش. ويؤكد المحللون أن لدى طهران مخاوف من تغير الحكومة في العراق، مما قد يشجع داعش ويضفي المصداقية على الموقف السعودي وعلى ضرورة الإطاحة بالمالكي.
الجريدة الرسمية