رئيس التحرير
عصام كامل

ثروت الخرباوى يرسم سيناريو محاكمة المعزول..مرسى للقاضى: لن أتركك أنت والسيسى.. رئيس المحكمة يرد: لم أسمح لك بالحديث.. الدماطى يسبب اشتباكات بين المحامين.. العوا يتعرض للضرب.. رفع الجلسة وإخراج الحضور

الرئيس المعزول محمد
الرئيس المعزول محمد مرسي

كانت الكلمة الأثيرة لدى بعض المحامين من الإخوان عندما يدخلون في "وصلة هزار" مع بعضهم هي: "ربنا يوديك المحكمة"، فيظن الأخ المحامي أن أخيه الذي قال له هذه العبارة يدعو عليه، في حين أنه يدعو له بالرزق، لأن رزق المحامين في المحاكم.


ولكن هذه المرة لم تكن عبارة "ربنا يوديك المحكمة"، بالنسبة لمحمد مرسي رزقا بل كانت رزءا - أي مصيبة - والحقيقة أن محمد مرسي لم ينل وحده هذه المصيبة، ولكن كل الإخوان نالوها وفقا لقول الشاعر العبقري أحمد شوقي "إن المصائب يجمعن المصابين".

هل يستطيع أحدكم إذن أن يتصور كيف ستكون هذه المصيبة على "مرسي".. أو بعبارة أخرى هل نستطيع معرفة ما الذي سيحدث في محاكمة مرسي؟.. وما الذي سيقوله ويفعله؟.. المسألة لا تحتاج إلى إعمال الخيال، ولكنها فقط تحتاج إلى المعرفة، ومن أجل المعرفة أقول لك أيها القارئ اللبيب "ربنا يوديك المحكمة" لتشاهد ما الذي يكون عليه حال مرسي.

قبل أن تصبح هيئة المحكمة على أهبة الاستعداد للدخول إلى قاعة المحاكمة، يدخل محمد مرسي إلى القفص، وسبحان الذي جعل صاحب مقولة "القرد والقرداتي" يدخل إلى أحد الأقفاص بقدميه، يرتدي مرسي ثيابا بيضاء يبدو عليها أنها ملابس السجن الاحتياطي، وفور أن يدخل إلى القفص ينظر إلى الجمهور الذي بالقاعة يتفرسه، معظم هذا الجمهور من المحامين والإعلاميين والصحفيين، ولذلك يجدها مرسي فرصة سانحة كي يتحدث، إلا أنه يجد أن عددًا من جنود الأمن يقفون أمام القفص ليمنعوه عن الجمهور ويحجبوا رؤيته.

ومع ذلك، يصيح محمد مرسي، قائلا: "أيها الناس، يا شعب مصر العظيم، أيها الشعب الأبي صاحب ثورة يناير العظيمة، يا شعوب العالم الحرة، أنا محمد مرسي الرئيس الشرعي والمنتخب لمصر، تحرك أيها الشعب لتقف بجانب رئيسك ضد الانقلاب العسكري، يا شعوب العالم الحرة قفي مع شعب مصر وأجبري قادة الانقلاب على العودة إلى ثكناتهم العسكرية، يا حكومات العالم الحر هل توافقون على عودة الانقلابات إلى العالم بعد أن انتهت من التاريخ، وبهذه المناسبة أنا أشكر كل الحكومات الحرة التي وقفت معي ومع شعب مصر ضد الانقلابيين، أشكر أخي رجب أردوغان الذي أثبت أنه واحد من أكبر زعماء العالم، وأشكر دولة قطر وحكومتها، وأشكر كل الإعلاميين الذين ساندونا، وأخص بالذكر قناة الجزيرة، فهي صاحبة مواقف وطنية ووو".

وهنا يطرق حاجب المحكمة على منضدة المنصة عدة طرقات وهو يقول: "سكووووت، الجلسة هاتنعقد يا إخوانا، إلا أن مرسي يستمر في الصياح والزعيق، إلى أن قال الحاجب بصوت جهوري: محكمة".

تدخل هيئة المحكمة إلى القاعة، وقبل أن يبدأ رئيس المحكمة في إدارة الجلسة بادره مرسي، قائلا: أيها المستشار.. هل تعرف أنك تحاكم رئيسك الشرعي وأنه لا يحق لك محاكمته وفقا للدستور الذي صوَّت الشعب عليه، أصدر الآن قرارا بالإفراج عني من المحكمة، لأن ذلك يخفف عنك عندما أعود للحكم".

يسارعه رئيس المحكمة: هل سمحت لك بالكلام، الجلسة لم تبدأ بعد وسأعطي لك فرصة الكلام، فانتظر إلى أن ننتهي من الإجراءات.

محمد مرسي: أنا لا أنتظر أحدا، فأنا رئيسك، أنت الذي ستنتظر حتى أنتهي من كلامي.

رئيس المحكمة متجاهلا مرسي: سأنادي على المتهمين واحد واحد، وعلى كل متهم موجود أن يقوم بالرد.. أولا: المتهم محمد محمد مرسي عيسى العياط.

محمد مرسي: أنا لست متهما، عندما تناديني قل: سيادة الرئيس محمد مرسي.

رئيس المحكمة: رد على قد السؤال، أنت هنا لست رئيسا بل متهما وأرجو أن تتعاون معي حتى يستطيع المحامون القيام بواجبهم.

ثم أخذ رئيس المحكمة في النداء على كل متهم من المتهمين الـ14 على حدة، إلا أن كل متهم كان يقول: لست متهما وليس من حقك محاكمتي وسيادة الرئيس محمد مرسي هو الرئيس الشرعي المنتخب للبلاد.

ينتهى رئيس المحكمة من النداء على كل المتهمين، ثم يأخذ في إثبات حضور المحامين الموكلين عن محمد مرسي، كان المحاميان سليم العوا ومحمد الدماطي هما أول من اقتربا من المنصة، وبعد أن يثبت سليم العوا حضوره عن محمد مرسي وعن بعض المتهمين الآخرين، يثبت المحامي محمد الدماطي حضوره عن مرسي قائلا: محمد الدماطي المحامي يحضر مع سيادة الرئيس محمد مرسي باللأصالة عن نفسي وبالنيابة عن نقابة المحامين.

وهنا يثور عدد من المحامين في القاعة، يبدو أنهم جاءوا للمحاكمة من أجل الادعاء بالحق المدني ضد محمد مرسي، ويقف أحدهم ليقول: النقيب الأستاذ سامح عاشور هو الذي يمثل نقابة المحامين، ومحمد الدماطي لم يأخذ تفويضا من النقيب أو من مجلس النقابة يعطي له الحق في الحضور عن محمد مرسي ممثلا للنقابة.

ينفعل محمد الدماطي وقال بصوت حاد: "أنا رئيس لجنة الدفاع عن الحريات بنقابة المحامين، وأنا أحضر بصفتي هذه، كما أن معي تفويضا من مجلس النقابة وسأقوم بإيداعه بمحضر الجلسة".

يزداد انفعال المحامين وتحدث حالة هرج ومرج يشترك فيها محامو الإخوان ويكاد الأمر يصل لحد الاشتباك بالأيدي، يحاول رئيس المحكمة إعادة الهدوء للقاعة إلا أنه لم يستطع، ويبدو أن الأمر كان مدبرا للحيلولة دون أن تستكمل الجلسة إجراءاتها فيرفع رئيس المحكمة الجلسة ويغادر هو وهيئته القاعة.

تستمر حالة الهرج ويتطور الأمر إلى اشتباك حقيقي، ويقوم محامو الإخوان بالاعتداء على المحامين المدعين بالحق المدني ضد مرسي، وعندما وصل الأمر إلى حد كبير لدرجة أن سليم العوا ينال لكمة خفيفة على رأسه الأمر الذي اضطر الأمن للتدخل من أجل إعادة الانضباط في القاعة.

بعد ذلك، تسود حالة من الهدوء الحذر في القاعة، بعد أن يخرج الأمن مرسي وباقي المتهمين من القفص إلى حيث غرفة كبيرة ملاصقة للقاعة ومحاطة بقوات الأمن، ثم يعود لقاعة المحكمة سكرتير الجلسة الذي غادرها مع هيئة المحكمة، وتحدث مع سليم العوا ومحمد الدماطي طالبا منهم الدخول إلى غرفة المداولة إذ أن رئيس المحكمة يريد الحديث معهما، وهنا يتدخل المحامي محمد طوسون ضابط المباحث السابق ومسئول محامي الإخوان ويقول لسكرتير الجلسة: وأنا سأدخل معهم، قل للمستشار إن محمد طوسون سيدخل مع الأساتذة، فيرد عليه سكرتير الجلسة قائلا: من غير ما أقول له، تفضل معهم.

وفي غرفة المداولة يتحدث رئيس المحكمة قائلا: هل هذا يصح يا أساتذة، كيف سيكون منظرنا أمام العالم.

ويأخذ الحديث مجراه ويبدي سليم العوا استياءه مما حدث ويدلل على ذلك بأنه تعرض للضرب، وينتهي الأمر بأن يقول لهم رئيس المحكمة: سنعقد الجلسة في غرفة المداولة دون حضور الجمهور والسماح فقط ببعض المحامين للمتهمين فتخيروا من بينكم عددا قليلا تستوعبه غرفة المداولة، ويستمر النقاش بسبب اعتراض محمد طوسون، وينتهي الأمر بأن يتم إخراج الجميع من قاعة المحكمة ما عدا بعض المحامين وبعض الصحفيين والإعلاميين.

وحين تعود الجلسة للانعقاد تسير الأمور بشكل طبيعي، إلا أن محمد مرسي يصمم على المرافعة عن نفسه، فيقول له رئيس المحكمة: نحن الآن لسنا أمام مرافعات، الجلسة الأولى تكون جلسة إجرائية وسأعطي لك الفرصة كاملة للدفاع عن نفسك وقت سماع المرافعات.

ويصر محمد مرسي على المرافعة ولكن رئيس المحكمة يقول له: سأضطر لإخراجك من القاعة، هذا حقي وفقا لقانون الإجراءات الجنائية وإذا تماديت سأوقع عليك عقوبة الإخلال بنظام الجلسة، فيرد عليه مرسي قائلا : أنا الذي من حقي أن أوقع عليك عقوبة على جريمة مساعدة الانقلابيين، أنت والسيسي ومن معكم خائنون ولن أترككم، لن أترككم، لن أترككم" .

يأمر رئيس المحكمة بإخراج مرسي من القاعة يأخذه الأمن ومرسي يكرر: لن أترككم، لن أترككم .
الجريدة الرسمية