رئيس التحرير
عصام كامل

ورحل أشجع من اعترف بخطأه

كرم زهدي كان بمثابة قبطان سفينة تندفع بقوة وسط بحر تتقاذفها الأمواج وتتلاطم بها رياح عاتية، بدايته كان يسودها حماس الشباب ولكن نهايته كان قائد مبادرة حقن الدماء، إتسم الشيخ كرم زهدي مؤسس الجماعة الإسلامية في منتصف سبعينيات القرن الماضي بصعيد مصر ، بعد أن  تلاطمته امواج السجن وقذفته إلى شاطئ الاعتدال والتضحية من أجل إنقاذ سفينة جماعته، هذه الجماعة التي خاضت بحر القتال مع دولته، فإذا كان في شبابه أنشأ جماعة اتخذت من العنف طريقا للحصول على تواجدها على الساحة الدعوية من خلال ميادين الجامعات المصرية وبعض المساجد الأهلية، إلا أنه بعد خاض التجربة وتأكد أن عناصر جماعته أصبحت وقود حرب لا طاقة لهم بها وانه تسبب في الزج بالآلاف من الشباب في السجون..


أعلن في جرأة يحسد عليها عن مبادرة وقف العنف وهو يعلم أنه من الممكن أن يخسر مكانته في الجماعة التي أنشأها بسبب هذا القرار الذي لا يروغ للكثيرين داخل الجماعة، وقال قولته المشهورة كما كنت السبب في الزج بعناصر الجماعة في السجون فلا بد أن اكون السبب في خروجهم منها، وخير للوطن أن يكون شباب الجماعة أداة بناء ودعوة وسلام للدولة من أن يكونوا أداة هدم وخراب للدولة..

الإخوان.. والاستقواء ببايدن!

واتخذ قراره بالتصالح مع دولته دون أي شروط، ونادى في قادة وعناصر جماعته خارج السجون أن يضعوا السلاح ويسلموه للحكومة ويسلموا أنفسهم أيضا بدون شروط، وبعد ذلك تتخذ فيهم الدولة قرارها كما تراه، وتعهد للدولة أن تترك الجماعة السلاح والسياسة حتى الدعوة بعد خروج أفرادها من السجون، وان يكون ضابط الأمن الوطني بمثابة أخصائي اجتماعي لهم بعد أن كان عدو لهم وان تكن الدولة بلد يدافعون عنها لا يحاربونها..

وقال للواء أحمد رأفت المعروف حركيا باللواء مصطفى رفعت وقتها سأكون آخر من يخرج من السجن، ولكن خرج بعد أن طالبت جماعته بخروجه لشدة مرضه وكان ذلك في عام 2003 بعد أن قضى 22 عاما داخل السجون، حتى أنه بعد خروجه من السجن وقيام ثورة يناير رفض أن يتكسب من موقفه وجعله تكفيرا لأخطائه، كما رفض أن يتولى قيادة الجماعة أو الحزب وترك ذلك كله واعتزل كل شئ الدعوة والسياسة والقيادة..

الجماعات الإرهابية.. فكر أراد أن يموت (٣)

بعد خروج عبود الزمر وعلم نيته في تولي قيادة الجماعة، لما يعلم عن عبود الزمر من شدة وخشى بعد الثورة وتولى عبود قيادة الجماعة عودتها إلى العنف كسابق عهدها، وظل بعيدا عن الإعلام معتزلا في بيته حتى وافته المنية يوم الأربعاء الماضي سائلا المولى عز وجل أن يغفر له خطاياه وإن يتقبل توبته وأعماله في عودة عناصر جماعته إلى الرشد والإعتدال وحقن الدماء.. حرصا على أمن الوطن واستقراره.
الجريدة الرسمية