رئيس التحرير
عصام كامل

نصر أكتوبر وحروبنا الآن

تلقيت دعوة كريمة من الصديقة العزيزة الفاضلة الإعلامية المتميزة أميرة سليمان المذيعة بإذاعة القاهرة الكبرى لأكون ضيفا عليها في فترتها الإذاعية المفتوحة على إذاعة القاهرة الكبرى.. ولبيت الدعوة الكريمة وكان موضوع السهرة عن مكانة مصر في القرآن والسنة وحرب أكتوبر المجيدة التي أفخر وأعتز بأني أحد رجالها وأبطالها.


والحمد لله كانت فترة موفقة تحدثنا فيها عن بعض ذكرياتي في حرب أكتوبر، وعن إنجازات حرب أكتوبر والتي كان منها تحطيم الحلم الصهيوني وتوهمه بأنه صاحب الجيش الذي لا يقهر، ورد الاعتبار للجندي والمقاتل المصري الذي ظلم في حرب ٦٧، حيث إنه لم يحارب ولم يواجه الجيش الصهيوني.. واستعادة العزة والكرامة ليس لمصر صاحبة النصر وحدها بل للأمة العربية بأسرها..

وتحرير الأرض وتأكيد حقيقة عقيدة الجندي المصري ألا وهي الإصرار والتصميم على الأخذ بالثأر وشعاره الدائم القائل.. إما النصر أو الشهادة.. هذا بالإضافة إلى أن مصر تضعف أحيانا ولكنها لا تموت ولا تتنحى ولا تستسلم ولا تركع لغير الله تعالى.
رسالة إلى أصحاب العقول
هذا وبالإضافة إلى أن العالم العربي وقت الشدائد والمحن يجتمع ويتحد ويتوحد ويقف صفا واحدا.. وتحدثنا أيضا عن الإعانة والمدد الإلهي لجيشنا وقواتنا الباسلة والتي ظهرت جلية في تخطي ثلاثة موانع من المستحيل تخطيها وهي خطوط أنابيب النابالم الممتدة على طول خط مدن القناة والتي تشعل خط القناة بضغطة زر واحدة. والمانع الثاني وهو الساتر الترابي الذي وصل ارتفاعه إلى أكثر من ١٣٠ مترا والذي من المستحيل تخطيه واجتيازه بالمعدات الحربية وخاصة الثقيلة منها.

والمانع الثالث المتمثل في خط بارليف والدشم الحصينة المنيعة الذى قال عنه الخبراء العسكريون إنه لا يمكن تحطيمه إلا بالقنبلة الذرية.. ومن أهم الإنجازات أيضا.. تلقين إسرائيل درسا في القتال الحقيقي والمواجهة الحقيقية درسا لم ولن تنساه إلى أن يأذن الله تعالى بنهايتها..

نصر أكتوبر قضى أيضا تماما على الغطرسة الصهيونية وصلفهم واستعراض عضلاتهم وتوهمهم بأنهم أصحاب الجيش الذي لا يقهر.. هذا وكان مما تحدثنا فيه أيضا الفرق بين حربنا في أكتوبر والحرب التي نخوضها الآن، فقلت: إن حرب أكتوبر كانت حربا صريحة معلنة بين جيشين والعدو بالنسبة لنا معلوم وأرض المعركة معلومة ومحددة.. أما الحرب التي تخوضها مصرنا الحبيبة الآن بقيادة البطل الحر المصري الأصيل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي حفظه الله تعالى فهى حرب أشد ضراوة وقسوة وأخطر بكثير من حرب أكتوبر المجيدة.. 

وهي ليست حربا واحدة أمام عدو واحد بل هي مجموعة حروب تكتلت فيها قوى الشر علينا في آن واحد. حرب داخلية مع تنظيم مجرم إخواني شيطاني لا انتماء ولا يعنيهم وطن ولا عروبة كل ما يعنيهم الدنيا والمال والكراسي والنفوذ وكم عانينا من إجرامهم السافل وعملياتهم الإرهابية الجبانة الخسيسة والتي راح فيها كثير من الضحايا الأبرياء.

وفي نفس الوقت نخوض معركة التنمية والتحديث والبناء والتعمير والنهوض بمصرنا الحبيبة.. وفي نفس الوقت حرب ومواجهة للفساد الذي طال البلاد على مدار عشرات السنين وتفشى في كل قطاعات ومؤسسات الدولة.. هذا بالإضافة إلى حرب ومواجهة الإرهابيين المأجورين والمضللين من الدواعش صناعة أمريكا ومعهم الخونة من المنظمات المأجورة الذين باعوا دينهم وانتماءهم بعرض من الدنيا زائل على أرض سيناء الحبيبة لحساب إسرائيل.
من أرادها بسوء أهلكه الله
وهي حرب خطيرة وخسيسة لأنها حرب عصابات..هذا بالإضافة إلى حربنا شرقا وغربا وبرا وبحرا وجوا في الخارج لحماية الحدود وللحفاظ على أمن وسلامة مصرنا الحبيبة وتأمينها.. هذا بالإضافة إلى حرب الإعلام المرتزق المأجور العميل الخائن الكاذب المغرض. ذلك الإعلام الذى تموله للإسف قطر للنيل من قائدنا وبطلنا العظيم وأبناء جيشنا وشرطتنا الأبطال البواسل ومصرنا الحبيبة. 

وضف إلى كل هذه الحروب حرب المياه وتعطيش مصر وسد إثيوبيا.. كل هذه الحروب تخوضها مصر الآن بقيادة البطل الحر المصري الأصيل الذي أنقذ مصر ورد لها هيبتها ومكانتها بين دول العالم.. من هنا أرى أن الحروب التي نخوضها الآن في الداخل والخارج أخطر وأشد وأشرس من حرب أكتوبر ..

هذا وقد تحدثنا عن دور الإعلام في هذه المرحلة الخطيرة والناقص والمقصر وما يجب أن يقوم به تجاه الإعلام المغرض المأجور من مواجهة الحملات الإعلامية اللعينة بكل حزم وقوة والرد على الشائعات والأكاذيب والإفتراءات وتنوير الشعب بخطورة المؤامرة والمرحلة التي تمر بها البلاد والتركيز على نقل كل ما يحدث في مصر من تطوير سريع وتنمية وبناء وتشييد ومشاريع التنمية الضخمة والإنجازات التي تمت في زمن قياسي فيه مدد من الله عز وجل..
هذا وفي نهاية مقالي أدعو الله تعالى أن يحفظ مصر وقائدها العظيم.
الجريدة الرسمية