رئيس التحرير
عصام كامل

أباكِ الذي في القفص


شيماء تستطيع أن تذهب إلى آخر العالم لتتعرف على وجه أبيها، شيماء محمد مرسي ليست ابنة عادية لرئيس عزله المصريون، هي الحاذقة بنت مرسي، تمتلك موهبة أكبر من كل أجهزة المخابرات كى تعرف وتدقق وتلمح بالصور وتقارن وتفرز لتحكم أن الرجل الذي في القفص ليس أباها، أنه رجل آخر، هذا قولها، ولكن وجب على شربات أو نجلاء زوجة مرسي أن تحكم هي أيضا إن كان هذا زوجها الذي في القفص أم أنه رجل آخر يقبلونه في زياراتهم له، وهذا أيضا حقها كزوجة لها كامل الحقوق والواجبات.


أدهشنى أن تقول هذا الكلام الابنة الوحيدة لمرسي، لماذا لم يلاحظ مثلا عبدالله أو أسامة ابنا مرسي أن الرجل الموجود في القفص ليس أباهم، لماذا لاحظت "زرقاء اليمامة" وحدها، حين دعت الجميع على صفحتها على الفيس بوك وهى تضع صورتين لأبيها قائلة " اللي في الصورة اللي على اليمين أبي، الشمال مش هو أنا متأكدة.. دققوا جيدا مش هو أنا اخترت صورة فيها نفس التعبير تقريبا علشان تقدروا تقارنوها، أقوياء الملاحظة هيقدروا يميزوه اللي في القفص مش الرئيس".

اعرف مثل هذا النوع من المسابقات التي كانت تجريها المجلات المصورة ونحن أطفال، كمقياس للذكاء وسرعة البديهة في التفرقة بين صورتين متشابهتين إلى حد ما، ولكن هناك فروق طفيفة بينهما، تطلب منا شيماء أن نعود بالذاكرة لنطبق هذه اللعبة على والدها لا أمد الله في عمره، هذا سلوك ابنة رئيس جمهورية، إيه الفطنة دى ؟!!.. خيالها الخصب، جعلها لا تعتقد أن أباها الذي في القفص هو محمد مرسي الذي يحاكم على جرائم ارتكبها خلال عام من حكمه.

اطمئن جدا على سير حالة الغباء العامة المنتشرة بشراهة لدى قطاعات عريضة عند قيادات الجماعة وأبنائهم، وفق مثل هذا النوع من التصريحات، التي في أغلب الأحوال إن صحت، وهو ما لا أظنه، دليل على نجاح وحيوية أجهزة الأمن ما ظهر منها وما بطن في أن تخلق لنا مرسي آخر، ولكن هذا الاحتمال الذي يندرج في إطار الهذيان، لا يختلف كثيرا عما قالته جماعة الإخوان وأنصارها فيما سبق في أن الفريق السيسي، قبل ترقيته أنه تم اغتياله وأن الذي يخطب ويتحكم في وزارة الدفاع وفى حرمة الجيش المصرى هو دوبلير السيسي، إذن فأين ذهب السيسي يا شيماء؟!!.

الجريدة الرسمية