رئيس التحرير
عصام كامل

قطر تمهد للمصالحة الخليجية بـ«إسكات» القرضاوي.. صحيفة «لندنية»: الدوحة تفرض «حظرًا غير معلن» على الداعية «الإخواني».. توقف خطبة الجمعة «بادرة حسن نية»


قالت صحيفة «العرب» اللندنية، إن الوضع الصحي للداعية الإخواني يوسف القرضاوي، الذي يقدّم كتبرير لغيابه الطويل عن المنابر الدينية والإعلامية القطرية «لم يعد مقنعا»، مشيرة إلى أن السبب الحقيقي للغياب «سياسي ويأتي ضمن سعي الدوحة للتهدئة تمهيدا للتصالح مع الدول الخليجية المستاءة من السياسات القطرية».


ولفتت الصحيفة، في عددها الصادر اليوم السبت، إلى تواصل غياب «القرضاوي» للأسبوع السابع على التوالي، عن إلقاء خطبة الجمعة على منبر مسجد عمر بن الخطاب في الدوحة، معتبرة أنه يرجع إلى «حظر غير معلن» من قبل السلطات القطرية، تجنّبا لمزيد من التوتر مع دول خليجية دأب «القرضاوي» على الإساءة إليها والتدخل في شئونها من خلال خطبه.

وبينت أن هذا الغياب تزامن مع أنباء عن قرب التوصل إلى مصالحة بين قطر وكل من الإمارات والسعودية والبحرين التي سبق أن سحبت سفراءها من الدوحة احتجاجا على سياسات قطرية وصفت بالمضادة لأمن واستقرار دول المنطقة، الأمر الذي يرجّح أن يكون تغييب «القرضاوي» جزءا من خطوات قطرية لإثبات حسن النية.

كما تزامن الغياب بحسب الصحيفة، مع رواج أنباء عن توجه قطري نحو التخلّص من «القرضاوي» بتحويل إقامته إلى تونس بالاتفاق مع حركة «النهضة» الإسلامية، وهو الأمر الذي صدر أمس بشأنه نفي رسمي تونسي.

وعلى غرار ما حدث في الأسابيع الماضية تم تبرير غياب «القرضاوي»، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بعارض صحي يتمثل في «نزلة برد».

وربط مراقبون المنع المحتمل للقرضاوي من الظهور في خطب الجمعة من قبل السلطات القطرية، بما راج خلال الأيام الماضية بشأن قرب التوصل إلى مصالحة بين قطر ودول خليجية غاضبة من دعمها لجماعة «الإخوان» وتوفيرها الملاذ لعناصرها الملاحقة قضائيا، وفتح منابرها الإعلامية والدينية لرموز الجماعة.

وكانت كل من دولة الإمارات، والمملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين بادرت الشهر الماضي إلى سحب سفرائها من قطر مشترطة تراجع الدوحة عن سياساتها للتصالح معها.

ومؤخّرا توقّع نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله الإقدام على خطوات وصفها بالإيجابية لحل الخلاف بين قطر والدول الخليجية الثلاث، غير مستبعد أن تكون إعادة السفراء جزءا من اتفاق وشيك.

وبدورها نقلت وكالة رويترز الأربعاء الماضي عن دبلوماسي من دولة خليجية، تحفظت على اسمه، قوله إن الكويت تعتزم تقديم حل للجانبين قريبا.

وما زاد من ترجيح إمكانية حدوث مصالحة بين قطر والدول الخليجية المستاءة من سياساتها، دخول الولايات المتحدة على خط المصالحة، وفق ما أعلنه وزير الخارجية الجزائري الذي احتضنت بلاده مؤخرا لقاءً بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري.

ونقل عن الوزير الجزائري رمضان لعمامرة قوله إن الاجتماع الذي احتضنته الجزائر الأسبوع الماضي بين كيري والشيخ تميم تعلّق بوساطة لحلّ الخلافات بين الدوحة من جهة، وكل من أبوظبي والرياض والمنامة من جهة مقابلة.

ونسبت صحف جزائرية للعمامرة قوله: «كنا على علم بالاجتماع، ومسئولو الدولتين اغتنما فرصة تواجدهما في الجزائر»، مشيرا إلى أن حلّ الخلافات بين قطر والسعودية والوساطة بينهما «كانت في جوهر الموضوع».
الجريدة الرسمية