في بلاط صاحب الهدد.."بلقيس" قادها الإيمان لعشق سليمان.. وخرت أمام حكمته وهواه..فشلت في إفساد رسالته.. وبالحب شاركت هداية الناس
العدد ديجيتال ebook صيغة تحميل العدد PDF pdf صيغة
العدد 111 - الثلاثاء 25 مارس 2014فهرس
11
الصفحة السابقةالصفحة التالية
11
"بلقيس" قادها الإيمان لعشق سليمان.. وخرت أمام حكمته وهواه
في بلاط صاحب الهدد
0 0 Google +0
العدد 111 - الثلاثاء 25 مارس 2014
تعديلتقرير التتبع
هيثم عبد الشافى
في بلاط صاحب الهدد
>> فشلت في إفساد رسالته.. وبالحب شاركت هداية الناس
"بلقيس" لم تكن ملكة أو سياسية محنكة فقط بل بجانب قوتها كانت تحمل معنى الأنوثة وترجمة العاطفة، الروايات أيضا أكدت أنها كانت تمتاز بجمال خارق جعلها تهتم بمظهرها، كذا اتسمت ملابسها بالاحتشام والزينة.
القرآن والتوراة.. هما المصدران الأساسيان لقصة ملكة سبأ، فالأولى وصفتها بـ "ملكة الجنوب"، وتذكر أنها زارت النبى سليمان عليه السلام، وقدمت له هدايا ثمينة، كما ورد ذكر ملكة سبأ في القرآن الكريم على لسان الهدهد في سورة النمل.
الأسطورة تقول إن جنيه جميلة كانت تعيش في مأرب فتزوجت من أحد المستشارين المقربين من مكرب سبأ، وأنجبوا ابنة اسمها بلقيس، فأرسلوها إلى الصحراء لتعيش مع أخوالها من الجن، حيث كبرت بلقيس وسط الجن، إضافة إلى أساطير أخرى مشابهة تملأ جنبات كتب التراث والإخباريين العرب.
القصة بدأت وقتما جاء هدد نبى الله سليمان ليخبره بما وجد عليه أهل مأرب لما رأى بلقيس ملكة اليمن آنذاك تقدس الشمس وتأمر بعبادتها بعد أن كان السبئيون أو الحميريون موحدين لإله واحد هو "إله السماء" حتى جاءت بلقيس، وقالت إنها لا تعبد إلها لا تراه، الأمر الذي أغضب سليمان لذا بعث ﻟﻬﺎ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ عبارة واحدة: {ﺃﻻ ﺗﻌﻠﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﻭأﺗﻮﻧﻲ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ}، فدعت بلقيس ﻗﻮﺍﺩﻫﺎ ﻭﻛﺒﺎﺭ ﻣﻤﻠﻜﺘﻬﺎ ﻟﺘﺸﺎﻭﺭﻫﻢ ﺑﺸﺄﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻓﺄﺷﺎﺭﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ: {ﻧﺤﻦ أﻭﻟﻮ ﻗﻮﺓ ﻭﺃﻭﻟﻮ ﺑﺄﺱ ﺷﺪﻳﺪ ﻭﺍﻷﻣﺮ إﻟﻴﻚ ﻓﺎﻧﻈﺮﻱ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺄﻣﺮﻳﻦ} إلا أنها رفضت الحرب طامعة في الصلح مع نبى الله سليمان ملك الشام وقتها.
في الوقت ذاته رغبت بلقيس في اﻤﺘﺤاﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻟتتحقق ﻫﻞ ﻫﻮ ﻣﻠﻚ ﺃﻡ ﻧﺒﻲ، لأن اﻟﻤﻠﻮﻙ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻠﻬﺪﺍﻳﺎ، ﺃﻣﺎ ﺃﻭﻟﻴﺎء ﷲ ﻓﻠﻴﺴﻮﺍ ﻛﺬﻟﻚ، وبالفعل أرسلت ﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻬﺪية قائلة لقوادها: إﻥ ﻟﻢ ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ ﻓﻬﻮ ﻧﺒﻲ ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻪ.
فبعثت بلقيس بهداياها ﻣﻊ ﻗﺎﻓﻠﺔ ﻣﻦ ﺍلأﺷﺮﺍﻑ والحكماء ﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ إﻻ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺒﺄ بهم ولم يكترث للهدايا، ﺛﻢ ﺧﺎﻃﺒﻬﻢ ﻗﺎﺋﻼ: { فلما جاء سليمان قال أتمدونني بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون}.
وﺮﺟﻌﻮﺍ إﻟﻴﻬﺎ ﻭأﻃﻠﻌﻮﻫﺎ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻓﺘﻮﺻﻠﺖ ﻣﻠﻜﺔ ﺳﺒﺄ إﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻷﻣﺮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﷲ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﻣﺎﻣﻬﺎ ﺳﻮﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺑﻐﻴﺔ ﺣﻔﻆ ﻣﻤﻠﻜﺘﻬﺎ ﻭﺟﻨﻮﺩﻫﺎ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺗﻮﺟﻬﺖ إﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺑﺮﻓﻘﺔ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ أﺷﺮﺍﻑ ﻗﻮﻣﻬﺎ ﻭﻛﺒﺎﺭﻫﻢ ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻘﺪﻭﻣﻬﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻤﻦ ﺣﻮﻟﻪ: { أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك}.
ﻗﺎﻝ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ: أﺭﻳﺪﻩ أﺳﺮﻉ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻝ "ﺁﺻﻒ ﺑﻦ ﺑﺮﺧﻴﺎ" كاتب سليمان النبى، الذي كان يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى واذا دعى به أجاب: {ﺃﻧﺎ ﺁﺗﻴﻚ ﺑﻪ ﻗﺒﻞ أﻥ ﻳﺮﺗﺪ إﻟﻴﻚ ﻃﺮﻓﻚ}، ﻓﻮﺍﻓﻖ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺡ، ﻭﻟﻢ ﺗﻤﺾ ﻣﺪﺓ ﺣﺘﻰ أﺣﻀﺮ ﻋﺮﺷﻬﺎ ﻋﻨﺪﻩ، ﺛﻢ أﻣﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻋﺮﺵ ﺑﻠﻘﻴﺲ ﺑﻬﺪﻑ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﻗﺪﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﺨﺼﺒﺔ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻟﻺﻳﻤﺎﻥ ﻓﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﺴؤﺍﻟﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ: أﻫﻜﺬﺍ ﻋﺮﺷﻚ، ﻓﻨﻈﺮﺕ إﻟﻴﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺪﻗﺔ أﻧﻪ ﻋﺮﺷﻬﺎ، ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺗﺮﻛﺘﻪ ﻓﻲ ﺩﻳﺎﺭ ﺳﺒﺄ، إﻻ أﻧﻬﺎ ﺭﺃﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻋﺮﺷﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻣﺘﻌﺠﺒﺔ: ﻛﺄﻧﻪ ﻫﻮ، ﺛﻢ ﺍﻟﺘﻔﺘﺖ ﻻﺣﻘﺎ إﻟﻰ أﻧﻪ ﺣﻘﺎ ﻋﺮﺷﻬﺎ ﺍلأﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍلإﺫﻋﺎﻥ ﻟﻠﺤﻖ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩﺕ ﺑﻌﺾ ﺍلأﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﻴﺪ ﺯﻭﺍﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭﻭﻗﻮﻓﻬﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ وشاركته ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﻫﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ.
