رئيس التحرير
عصام كامل

يا محلب: تشرب معدنية أو من البحر.. مش هاتفرق!


عودتنا الحكومات المصرية منذ عهد الفراعنة أنها عندما تريد أن تفعل شيئا أو تصدر قرارا بفرض أعباء جديدة على الشعب، تكون البداية بالشائعات ويخرج مسئول الحكومة ليقسم بأغلظ الأيمان إنها شائعة ولا تمت للحقيقة بشيء، ويوم بعد الآخر تتحق الشائعة وتصبح حقيقة وكأننا شعب بلا ذاكرة..النماذج كثيرة ومتعددة وفي كل المجالات تقريبا..



مؤخرا، خرجت تسريبات تؤكد وجود توجه لدى حكومة المهندس إبراهيم محلب بفرض ضرائب جديدة على العاملين بالخارج، ثم خرج مصدر من داخل الحكومة لينفي هذا الكلام، وبالطبع هذه التسريبات خلقت نوعا من الامتعاض والغضب لدى ملايين المصريين ولسان حالهم يقول: هي ناقصة يامحلب؟ مش كفاية دولتنا الرشيدة أجبرتنا على الهجرة والغربة عند اللي يسوي واللي مايساويش.. نتحمل العذاب والمرار من أجل حياة حرة كريمة لأسرنا..

ويقولون أيضا ألم يكفكم ما نعانيه من ذل وهوان، وفي النهاية المصريون في الخارج هم من يسددون الفاتورة.. بالذمة ده كلام؟

 من وجهة نظري أن حكومة المهندس إبراهيم محلب- هذا الرجل- الذي أكن له كل تقدير واحترام منذ أن كان رئيسا لنادي المقاولون العرب، والتقيته عدة مرات - لو كان هذا هو توجهها فقل على الحكومة السلام.. وأنا أقول له ياباشمهندس: إن حل أزمة الاقتصاد المصري لن تكون على حساب المصريين الغلابة في الخارج الذين يذوقون المر ومهما جمعنا منهم فلن ينصلح الحال..

يارئيس الحكومة: البداية لابد أن تكون ثورة على الفساد والفاسدين الذين مصوا دماء الشعب المصري على مدى سنوات طويلة بدون أن يدفعوا حق هذا الشعب وإذا كانت الدولة قد قررت محاكمة أحمد عز ومن على شاكلته فأبشر.. الرجالة في طريقهم للبراءة، وهناك مئات بل آلاف من عينة رجال الأعمال الفاسدين يدفعون الفتات للدولة ويحصلون على المليارات..لا يوجد نظام بهذا الشكل إلا في الدول المتخلفة. ففي كل دول العالم كل أصحاب الدخول الكبيرة يدفعون الضرائب ومن يتقاعس مصيرة السجن إلا عندنا في مصر..  يجرؤ لاعب كرة على التهرب مهما كانت نجوميته، لا وألف لا...

إنما عندنا النجم بجلالة قدره يتهرب من الضرائب يحصل على كل فلوسه (مشفية)، والفنان (نص لبة) يتفنن في التهرب، أما رجال الأعمال الفالصو فلهم طرقهم الخلفية من تحت الترابيزة ومن فوقها إذا لزم الأمر، وبالتالي ظهرت الفجوة بفجاجة بين المهندس والطبيب والعيال بتوع الكورة وأصبح الفارق فجا بين مواطن ومواطن.

ومن هنا لابد أن تبدأ الخطوة الأولي بالتطهير ووضع نظام صارم بدلا من اللجوء لسياسات عفا عليها الزمن ياحكومتنا الرشيدة.. والمواطن لن يفرق معاه إذا كان رئيس الحكوم بيشرب مياه معدنية أو بيشرب من البحر.. إذا كان بيسير في موكب أو غيره..

ياسادة.. المواطن يبحث عن ثلاث "عيش.. حرية...عدالة اجتماعية"، وربنا يلهمنا طريق الثواب والحق.

 

الجريدة الرسمية