رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة رابعة لكل إنسان: أن نحب من أحبنا أولاً وهو الله

صورة مرسومة لرابعة
صورة مرسومة لرابعة العدوية

إلهى وملتجئى، يا خالق الحب فى الأفئدة، يا معشوق المحتاجين، جعلت الحب عنوانا لكل ضال، ولسان صدق لكل عاشق، وأعذب ما سمعته أذن، فما أروع أن يكون الحب سقفا وجدارا وأرضا، ماء يروى ظمأنا وهواء نتنفسه، فتنار الوجوه وتفتح أبواب الرزق وتحل الطمأنينة.


وها هى رابعة العدوية، منذ أن ولدت فى 717 ميلادية، ظلت على مر التاريخ نموذجا حقيقيا لمفهوم الحب، مؤكدة على أنه لا يتوقف على أحد، وأنه كالتوبة يمحو كل كراهية أو بغض، فقد بدأت حياتها فتاة فقيرة، لم تر من الدنيا إلا ذلك الجانب المظلم بل حالك الظلمة، يأس وفقر وطمع فى كونها أنثى وموتُ حبيب، كلها عوامل ساعدت على أن تكون نظرتها للحياة نظرة متشائم ظالم لنفسه.

وحينما اشتدت بها الأزمات وأغلقت الأبواب لم تجد فى ملذات الدنيا شفاء لسقم قلبها، بحثت عن هذا الضوء الإلهى الذى أنار ظلمة أحلامها، فلم تشعر بسقم جسد ولا ظمأ ولا جوع، نعم ما بالك بشخص كان الله معشوقه.

كنيت "رابعة" بأم الخير، وتعتبر مؤسسة أحد مذاهب التصوف الإسلامى وهو مذهب العشق الإلهي، آمنت بمفهوم الحب الحقيقى الصادق الذى يفعنا لمكارم الأخلاق والرضى والتسامح، والزهد، ونبذ الطمع والحسد، ووضع الأهداف وتحديد الخطى الثابته والإعتماد على الله.

فكلما زاد عشق الإنسان لمحبوبه كلما زاد فى إرضائه، حيث قالت: محب الله لا يسكن أنينه وحنينه حتى يسكن مع محبوبه، واكتموا حسناتكم كما تكتمون سيئاتكم، إنى لأرى الدنيا بترابيعها فى قلوبكم، إنكم نظرتم إلى قرب الأشياء فى قلوبكم فتكلمتم فيه.

ومن فينا ينسى العاشقة الروحانية وكلماتها النورانية حين قالت:
عرفت الهوى مذ عرفت هواك **** واغلقت قلبى عمن سواك
وكنت أناجيك يا من ترى **** خفايا القلوب ولسنا نراك
أحبك حبين حب الهوى **** وحبا لأنك أهل لذاك
فاما الذى هو حب الهوى **** فشغلى بذكرك عمن سواك
وأما الذى أنت أهلا له **** فكشفك للحب حتى اراك
فلا الحمد فى ذا ولا ذاك لى **** ولكن لك الحمد فى ذا وذاك
الجريدة الرسمية