رئيس التحرير
عصام كامل

خالد أبو النجا يرثى والدته بقصيدة والعزاء "الثلاثاء"

 الفنان خالد أبو
الفنان خالد أبو النجا

رثى الفنان خالد أبو النجا والدته بقصيدة شعرية قام بكتابتها عقب وفاتها أمس "السبت"، حيث أطلق عليها اسم "البقاء لله.. البقاء للحب."

وجاء نص القصيدة كالآتى:


كنت عايز أحكي لأحمد عبدالله لما شفته فجأة جنبي في الجامع ومامي جنبي..
كنت عايز احكيله مين ماما عايدة
بس ما كانش فيه وقت ساعتها..
ماما عايدة…
إحنا 3 أجيال ماما عايدة ربتنا… بنحبها أوي أوي.. كنا كلنا زعلانين لما تعبت فجأة من 10 أيام.. بس فجأة الزعل ده راح.. بس هتوحشنا.. أوي أوي برضه

آخر مرة كانت بتحكيلي.. كنت أنا زعلان لسبب ما مش فاكر إيه أوي.. كانت بعد ما ماما رام ما أتوفيت من كم سنة..
كنت عالسفرة باكل وأول مرة اسأل وتجاوب.. واسأل وتحكي..

مامي حكت لي حاجات وكأني سمعتها كتير لكن برضه كأنها أول مرة:
حكت لي إزاي باباها (جدي) اللي كانت متعلقة بيه أوي مات…
بالتفصيل…
مات وهو صغير أوي فجأة
( طول عمرها كانت محتفظة بصورة جدي جوه دولابها)
وإزاي فضلت وهي طفلة تندهله مش فاهمة ليه مش بيرد وإزاي مامتها جدتي ماما بطة عرفت تخرجها من ده..
حكت لي في كام جملة تاريخ طويل لجدتي ماما بطة وأولادها الكتير وسفرهم وعزالهم وإصرار جدتي إنها تربيهم وكأن جدي موجود …
بس الغريب
مامي فضلت تفتكر لحظات كأنها لسه حاصلة… وتحكيها بالتفصيل..

اهو انا هافتكر لحظات كده طول عمري من النهارده
..
حسيت أن جدتي ماما بطة كانت موجودة وجدي كمان وماما رام.. كلهم
وكل ما اقول مش عارف اعمل ايه.. امسك التابوت من فين وكده.. الاقيهم حركوني..
لقيت نفسي في وسط كل حاجه وانا عمري ما عملت كده
ولا أعرف الدفن ده إزاي
لقيتني انا اللي بافك الكفن بنفسي تحت في القبر
وأنا اللي ظبطلها رقدتها مع الراجل اللي بيدفن..
وكلمتها. وبوستها
ووصلتلها بوسة من سلوي اللي ما قدرتش تيجي الدفن
ومسكت كشافات نور نورت نور للبنا عشان يبنوا الحجر
وطلعت فوق للعيلة
ونزلت تاني لمامي
ولما طلعت آخر مرة..
كنت هاضرب شيخ كده مانعرفهوش ريحته وحشه! وهابي شكله! عمال يقول عذاب قبر واتعظوا وجهنم وبئس المصير! لولا
واحد فصيل.. قال لي اسمه حسن بس شكله كداب.. وسكته.. وجه اتنين جمال شيخ تامر وصاحبه.. رتله مع بعض أدعية رحمة وقرآن
كانوا زي البلسم.. لسه سامع تناغم صوتهم مع بعض.
..
كأنني كنت مش أنا.. حسيتهم بيساعدوني.. كلهم..
جدتي وماما رام وكلهم.. كانوا هناك أنا متأكد
بس
أهم حاجة..مامي
حسيتها مبسوطة..
في سلام
بس حسيتها زعلت شوية من الوهابي أبو ريحة.. وحسيتها ضحكت لما نهرته.. (اصلي قلت له بالراحة كذا مرة الأول.. قول حاجة لطيفة.. قول شيء لطيف! بعد كده كنت هاضربه.. شكله خاف وغير كلامه بعدها.. سمعت مامي بتضحك وبتقول.. يادي الايه.. كنت هاتضرب الراجل.. كويس أن هشام حاشك..
وحاستها زعلت شوية لما سامية وداليا صوتهم على وعياطهم على.. وداليا راحت قايلة لي.. لا ما تقفلوش عليها على الآخر! (كان ساعتها البنا بيحاولوا يلاقوا حجر مقاس آخر جزء..)
ساعتها حسيت حد (مامي طبعا أنا عارفها:) ) لخبطت لهم المقاسات.. وفعلا فضلوا حايسين حبة حلوين!
حسيت إن مامي كمان صعبت عليها داليا.. وكانت مستنية لازم داليا توافق وتسلم عشان يحصل السلام الأخير.. رحت قلت لداليا.. شفتي ياداليا.. عشان لسه مش عايزاهم يقفلوا عليها…

و أخيرا لما قفلوا بأجزاء.. لكن تاني ماتفهمش إيه اللي حصل (مامي خليتهم حايسين شوية) رجعوا وجابوا جزء حجر أكبر وهاتك يا تكسير. عشان الجزء من الحجر يقضي. وأنا أمسك النور أحوش بيه الطاير من التكسير.. وشوية طارق بالجاكت بتاعه..

لحد ما سلمنا…
وسلمت داليا
وسلمت مامي
….
واتقفل القبر
بس غير كده. كانت في سلام..
كلنا حاسيناه

هتوحشني
كانت بتنبسط أوي لما أزورها في بيتها.. عشان كنت باوحشها..
أديها هي اللي هتوحشني بقي بقيت الوقت كله
..
الشيخ تامر وصاحبه
معرفش دول إيه.. الإضاءة وكله زي الحلم.. كان زي مشاهد التنقيب عن المقابر الفرعونية… كله … العمال والحجر اللي بيتقطع عشان يقفلوا القبر والغروب والضلمة.. والرمل والتابوت والكفن.. والناس الكتير..
ماما عايدة…
سامعها بتقول..
ماتزعلوش.. ما تعيطوش.. أنا معاكوا وشايفاكوا وباحبكوا.. ومش زعلانة من حاجة.. هو أنا بازعل من حد..
خلوا بالكوا على بعض
مالكوش غير بعض
مابيتبقاش مننا.. غير حبنا
ماما عايدة
البقاء لله.. البقاء للحب.

يذكر أن المخرج أحمد عبدالله أكد أن أبو النجا حدد يوم الثلاثاء القادم موعدا لإقامة العزاء بمسجد النادي المجاور لنادي هليوبوليس بشارع الميرغنى.
الجريدة الرسمية