رئيس التحرير
عصام كامل

جماعة الإخوان "المتسلقون"

18 حجم الخط

قد يثير عنوان المقال أذهان أغلب القراء إلى أن المقصود هنا جماعة بعينها يثار حولها الجدل والحديث عنها مع كل طلعة شمس، لاسيما بعد ثورة 25 يناير المجيدة التى حولتهم من جماعات محظورة إلى جماعات محظوظة، ولكن حديثى هنا ينصب على جماعات أخرى تسمى المتسلقون يعيشون معا كالإخوان ولكن أُخُوَّتهم قائمة على المصلحة فقط، تراهم فى كل مجال من مجالات الحياة، وفى كل مكان وزمان، جماعات ظهرت منذ فترة داخل مصرنا المحروسة، تبدو فى ظاهرها مجموعة أو شلة أو جروب كما ينطقونه من المنتفعين تجمعهم سمات واحدة، ومصالح مشتركة، وعلاقات متشابكة، وقد استفحل ظهور هذه الجماعات بصورة فجة فى عهد النظام البائد السابق من خلال الصداقات المبنية على مصالح مع نجلى الرئيس السابق جمال وعلاء، حتى انتشرت هذه الجماعات بكثرة داخل المؤسسات والهيئات والشركات والجامعات والأندية والمصانع والبنوك وغيرها، والغريب أن بعض هذه الجماعات الوافدة تتعامل مع الباقيين بمنطق الاستعلاء والكبرياء، فما زال يرسخ فى أذهانهم حتى اليوم أنهم أولاد الباكوات والباشوات والباقون مجرد عبيد.


إن الدولة مليئة بجماعات أخطر من جماعات الإخوان المسلمون، هى جماعات الإخوان المتسلقون، الذين يريدون أن يأخذوا كل شىء لهم دون أن يهتموا حتى برعيتهم حتى ولو من منطلق الحديث لشريف "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" فأغلب هذه الجماعات من المتسلقين اعتادت على ذلك لأنهم لم يبلغوا مناصبهم ولا أماكنهم التى هم فيها إلا بالاستثناءات والوسائط والمحسوبية وأشياء من هذا القبيل، فهم لا يستطيعون العيش فى الحياة إلا متسلقين على أكتاف الآخرين يحصدون ما يزرعه غيرهم، ويجنون ثمار ما تعب فيه الناس وبذلوا فى سبيله العرق، ويسرقون جهود الناس ونجاحاتهم.

إنهم كالنباتات المتسلقة لا تستطيع أن تشق طريقها إلى عنان السماء إلا اعتمادا على غيرها، فهى ترتفع مع الأشجار العالية والنخيل الباسقة، وتقصر مع الأشجار القصيرة وتعيش على الأرض إذا لم تجد ما ترتفع عليه.. ولذلك يُسمى هؤلاء بالمتسلقين.. وما أدراك ما المتسلقون؟ إنهم أناس محترفون يظهرون فى أماكن النجاح وأوقات الفوز.

ولأن ثقتى فى الله كبيرة، كنت أردد دوما "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" ونجحت بتفوق فى هذه المادة فقد كانت كل جريمتى وقتها أننى كنت "شاعر الكلية" فماذا كان يضيرهم شعرى مادام لا يؤثر على جهدى وتفوقى ورسالتى فى الحياة التى أتصور انه بدون أن يكون للإنسان رسالة، فلن يكون له قيمة فلتتعلم أخى كيف تكون عضوا نافعا حتى لو لم يرض عنك رؤسائك، فرضاء الله هو الأهم، فهؤلاء شغلتهم الدنيا وغرهم بالله الغرور" نسأل الله لهم الهداية وأن يكونوا منصفين فقط وأن يغلبوا المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية وأن يتذكروا أنهم ذات يوم قرب أو بعد فهو قادم سيقفون بين يدى الواحد القهار فماذا سيقولون فى هذا اليوم، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم".

وآخر كلماتى ما قاله أحد السلف: (ولدتك أمك يابن آدم باكيا والناس حولك يضحكون سرورا: فاعمل لنفسك أن تكون غدا يوم موتك ضاحكا مسرورا).

Raafat.1963@gmail.com
الجريدة الرسمية