لا تلومن إلا نفسك

عندما تجعل نفسك عرضة للتهم فلا تلومن إلا نفسك، فاعلم أن ذلك ليس من الدين في شيء، فهذا نبى الله يوسف عليه السلام يتهم من امرأة العزيز حينما «قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيم» فلم يسكت «قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي».

انظر كيف دافع يوسف عن نفسه ولم يسكت عن حقه وقال هي راودتنى عن نفسى فلزم التحكيم الذي أدان امرأة العزيز ولولا دفاع يوسف عن نفسه لظل متهما في نظر الناس.

وهاهو المعصوم -‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏يقوم ‏مع زوجته صفية حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة ‏مر رجلان من ‏ ‏الأنصار ‏ ‏فسلما على رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏فقال لهما النبي‏ ‏صلى الله عليه وسلم:- ‏على رسلكما ‏‏إنما هي صفية بنت حيي، فقالا سبحان الله يا رسول الله وكبر عليهما فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا، فأراد دفع التهمة عن نفسه وهو المنزه عن التهم، ولكنه يعلمنا كيف ندافع عن أنفسنا في الحق، علينا أن نحترم الآخر ولكن علينا أيضا حماية أنفسنا دون إيذاء الآخرين.