رئيس التحرير
عصام كامل

المصالحة الفلسطينية في مهب الريح


الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ينتظر إتمام عملية المصالحة بين فتح وحماس بفارغ الصبر، واستبشر هذا الشعب خيرا بعد الانتصار الذي حققته قوى المقاومة الفلسطينية في غزه، واستبشروا أكثر عند قدوم قيادة حماس لقطاع غزة وخطاب السيد مشعل، مسئول المكتب السياسي لحركة حماس، رغم أن هذ الخطاب ليس بالجديد، لكنه جديد وكان أمام قيادات حماس في غزه بأكملها.


وهذا الخطاب في مضمونه هو ما تم الاتفاق عليه بين مشعل والرئيس محمود عباس برعاية قطرية في الدوحة، والذي فشل في حينه بسبب الخلاف بين قيادة حماس في الداخل وقيادتها في الخارج، والملاحظ أن الأجواء الأخيرة، خاصة بعد حرب غزة والاعتراف بفلسطين كدولة في الأمم المتحدة هي أجواء مشجعة للاتفاق وتعد انهاءً للانقسام، لكن مازال الاختلاف قائما حتي هذه اللحظة حول أهم عنصر في الاتفاق، وهو إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وتحديد موعدها وفتح أبواب اللجنة المركزية للانتخابات في غزة لتحديث السجل الانتخابي للمواطنين، وإعطاء الشعب الفلسطيني الفرصة في اختيار قيادته بطريقة ديمقراطية حرة.

ولكن للأسف الشديد يبدو أن البعض لا يريد لهذا الاتفاق أن يتم من خلال بعض التصريحات التي تخرج علينا بين الحين والأخر من قيادات لحماس، والتي تعطي مؤشرات غير إيجابية في إتمام عملية المصالحة، وكان آخر هذه التصريحات لعضو المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العروري، والذي وصف دخول مشعل لغزة أنه كان بعد نصر لحماس على إسرائيل أما دخول أبو عمار ياسر عرفات لغزة جاء بعد اتفاقية السلام مع إسرائيل، وشتان بين هذا وذاك، ولكن يجب أن يعرف السيد صالح العاروري كيف انتهت الحرب على غزة.

ألم تنتهِ بعد مفاوضات وباتفاق على هدنة مع الجانب الإسرائيلي وأشرفت عليه مصر ولولا هذا الاتفاق ما أن دخل الأخ مشعل ورفاقه لغزة، لذا علينا أن نشجع الأصوات الإيجابية في فتح وحماس لنصل إلى مصالحة حقيقية بعيدة عن التوتر والاتهامات لبعضنا البعض ومنذ يومين احتفلت حماس بذكرى انطلاقتها الـ25 وشارك فيها قيادات من فتح وسمح لحماس بإجراء احتفال لأول مرة منذ سنوات بالضفة الغربية.

وبالمقابل شاهدنا مشعل ومعه إسماعيل هنية وموسى أبو مرزوق، وهم في زيارة لبيت الحاجة خديجة عرفات، أخت الشهيد الراحل ياسر عرفات، فكيف يا أخ صالح العاروري تصف أبوعمار بهذا الوصف وقيادتك تزور أخت الرئيس عرفات تقديرا له في قبره، وبالمقابل قام عدد من قيادات فتح بزيارة شقيقة هنية في مستشفي نابلس بالضفة الغربية، نعم علينا أن نكثف بوادر حسن النوايا تجاه بعضنا البعض ونتجاوز الخلافات إذا أردنا المصالحة الحقيقية.

عضو المجلس التشريعي الفلسطيني
الجريدة الرسمية