«أنصار بيت المقدس» الجناح العسكري للإخوان.. تتخذ من «غزة وسيناء» مقرًا لها.. بدأت نشاطها في إسرائيل وانتقلت إلى مصر بعد عزل «مرسي».. ونفذت عمليات إرهابية ضد قوات الجيش وا
بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، وانتهاء حكم جماعة الإخوان في 3 يوليو الماضي، عقب الثورة الشعبية الفريدة في "30 يونيو"، ظهرت العديد من الجامعات الإرهابية الموالية للتنظيم الإخواني لزعزعة الاستقرار في مصر، وعلى رأس تلك الجماعات ما يسمى بـ"أنصار بيت المقدس" ما جعل البعض يرجح أن تكون هذه الجماعة الإرهابية جناحًا عسكريًا لجماعة "حسن البنا".
"أنصار بيت المقدس" تعددت حوادثها في الآونة الأخيرة ما بين قتل وتفجير ليتوقف قطارها عند محطة بيان ألقته الجماعة هددت فيه قيادات الجيش والداخلية باقتحام منازلهم وذبحهم حال موافقة الشعب المصري على التعديلات الدستورية في الاستفتاء المقرر إجراؤه في 14 و15 من يناير المقبل، قائلة في البيان "إن ما ورد إلى الشعب المصري من دستور علماني نصراني صهيوني وقبل أن نتحدث عن بعض المواد المفزعة نقول "نقسم بالله العلى العظيم إن هذا الدستور لو انتهى بالموافقة عليه لنجعلن من قيادات الجيش والشرطة عبرة لمن يعتبر ولندخلن عليهم بيوتهم ولنذبحنهم ذبحًا"، أسلوب تهديد صريح للجيش ولقياداته ويثير الدهشة والتطفل من أجل معرفة من هذه الجماعة ومن هم ممولوها ومن أجل من تعمل؟
أنصار بيت المقدس كما يطلقون على أنفسهم مجموعة من الجهادية مكونة من شقين: أحدهما برمال سيناء والآخر في غزة، تضم عناصر فلسطينية ومصرية مسلحة تمكنت في الفترة الأخيرة من تطوير تكتيكاتها حتى وصلت إلى إتقان العمليات التفجيرية بالسيارات المفخخة والأساليب الانتحارية.
الجماعة الإرهابية تبنت ولأول مرة منذ ظهورها إحدى العمليات الإرهابية خارج حدود سيناء في قلب القاهرة عند محاولة اغتيال فاشلة لوزير الداخلية محمد إبراهيم بعد عزل الرئيس محمد مرسي في يوليو الماضي.
أعلنت الجماعة عن ظهورها بشكل رسمي عقب ثورة 30 من يونيو عن طريق انضمام عناصر فلسطينية تسللت من قطاع غزة تطلق على نفسها اسم "أنصار بيت المقدس" للعناصر التكفيرية بجماعة "التوحيد والجهاد" بشبه جزيرة سيناء المصرية والاندماج في كيان واحد، اتفق على تسميته جماعة "أنصار بيت المقدس" وكان أول ظهور للجماعة بتبنيها تفجير خط غاز العريش الذي يغذى إسرائيل خلال عام 2011.
ثم عادت في 20 نوفمبر 2012 لتتبنى إطلاق صاروخ جديد على مدينة "إيلات الإسرائيلية" ونشرت وقتها "مقطع فيديو" لشرح كيفية تنفيذ العملية، وخلال عام 2013 عادت "أنصار بيت المقدس" لتقصف مدينة إيلات الإسرائيلية بصاروخين استهدفا مخزنًا للوقود ومدينة سكنية.
فبات من الواضح أن الجماعة تتبني تفجيرات بإسرائيل فقط دون غيرها إلى أن سقط المعزول لتغير مسار عملياتها تجاه الأراضي المصرية من خلال استهداف الأكمنة الأمنية والمؤسسات الشرطية بسيناء وطورت من أساليبها فتدربت بالتنسيق مع حركة حماس على استخدام الأساليب الانتحارية والتفجيرات عن بعد للعبوات الناسفة والسيارات المفخخة.
تتواصل عناصر بيت المقدس مع أنصار حركة حماس لتقريب وجهات النظر بينها وبين جماعة الإخوان وتأكيد أن سقوط محمد مرسي من شأنه أن يقضى على أي محاولات مستقبلية لتطبيق الشريعة الإسلامية، كما قامت بإمدادهم بالدعم المادي والأسلحة والقذائف والصواريخ.
بيت المقدس تضم عددا كبيرا من جنسيات مختلفة، معظمهم تلقوا تدريبات في أفغانستان، وبعضهم على صلة وطيدة بتنظيم "القاعدة"، ونسبة كبيرة من الأعضاء من مصر وفلسطين، بجانب أعداد أقل من العراق ولبنان، وقد تدربوا بعد الفوضى الأمنية الكبيرة التي سادت في أعقاب ثورة "25 يناير" على تفخيخ السيارات بعد سرقتها، كما يملكون "أسطولًا" من السيارات المسروقة، وعناصرها يجيدون استخدام أجهزة الاتصال الحديثة، وهم يعتبرون سيناء أرض طهارة، الأرض المباركة التي تجلى الله فيها لموسى، وفي نظرهم أن المصريين كفار ما لم "يتوبوا" وينقلبوا على مسميات المدنية والديمقراطية.
من الجدير بالذكر أن الجماعة تعتنق عقيدة أهل السنة والجماعة، وتقوم أفكارها على شقين؛ شق خاص بعبادة الله وحده لا شريك له والدعوة إليه وتكفير أي شخص لا يؤمن بذلك وثانيهما النهى عن الشرك في عبادة الله، والمعاداة فيه فهي مجموعة تميل بصورة كبيرة لأفكار التكفيريين.
ومن جانبه رأي اللواء علاء عز الدين مدير مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة سابقًا، أن الهدف الأول والأخير من بيان أنصار بيت المقدس الأخير هو ترويع وتخويف الشعب المصري من النزول للتصويت على الاستفتاء القادم، كما أن هذا البيان عفوي وتهديدي متوقعا أن يكون التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين وراء هذا البيان كمحاولة أخيرة منهم لتعطيل خطوات خارطة الطريق.
وطالب "عز الدين" الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة بالثبات على موقفها، ومواجهة الإرهاب الأسود وبكل قوة والاستمرار في خارطة الطريق والدستور والانتخابات الرئاسية دون توقف من أجل إفشال مخططهم في تعطيل الحياة السياسية.
