30 يونيو ثورة أم موجة ثورية؟
ما حدث في 30 يونيو ليس ثورة ولكنها الموجة الثالثة من موجات الثورة التى قامت في الخامس والعشرين من يناير ضد نظام مبارك الفاسد وكل منتجاته في جميع محالات الحياة، بمن فيها كل رجاله من فلول الحزب الوطنى والمعارضة الصورية التى كانت تمثل علينا دور المعارضة وعملائه في الإعلام والقضاء وكل وزارات مصر.
كانت الموجة الأولى للثورة ضد نظام حكم المخلوع وحاشيته الفاسدة وقيادات الحزب الوطنى وعلى رأسهم أعضاء لجنة السياسات دلاديل جمال مبارك ثم كانت الموجة الثانية ضد حكم العسكر الذى كان يمثله المجلس العسكرى بقيادة طنطاوى وعنان ثم جاءت الموجة الثالثة للثورة في الثلاثين من يونيو ضد نظام حكم الرئيس المعزول مرسى وجماعته الفاشلة من الإخوان.. الموجة الأولى للثورة حققت بعض الإنجازات مثل خلع المخلوع وحاشيته أو بعضا منها أما المحاكمات التى أجريت لهم فلم تكن محاكمات حقيقية أيا كانت الأسباب ولكن الكثير من فلول الوطنى مازالوا يعششون في أوكارهم يدبرون للانقلاب على الثورة.
الموجة الثانية للثورة تمكنت من تغيير رأس النظام واستطاعت إبعاد اثنين من كبار رجال المجلس العسكرى وجرى تكريمهما بدلا من محاكمتهما عن شهداء التحرير ومحمد محمود ولم تتم محاسبة أحد.
الموجة الثالثة للثورة أنجزت الكثير بعزلها للرئيس الفاشل محمد مرسى وتنحية قيادات الإخوان التى جثمت على أنفاس الشعب المصرى لمدة عام لم تحقق فيه إنجازا واحدا يمكن الحديث عنه.. قبل الموجة الرابعة للثورة هناك ثلاث فئات عليها أن تتراجع إلى الخلف وتبتعد عن واجهة الصورة تماما الأولى فلول الحزب الوطنى الفاسد وتابعيهم وتابعى تابعيهم، والثانية العسكر الذين لا يملكون أى رؤية متوافقة مع الثورة فهم رجال العهد القديم وما زالوا كذلك أما الثالثة فهم جماعة الإخوان ومن تابعهم ممن يسمون أنفسهم بالإسلاميين الذين أضروا بالإسلام أكثر مما نفعوه ولم يحققوا إنجازا واحدا لا لصالح الشعب ولا لصالح الإسلام الذى يرتدون عباءته خلال عام واحد حكموا فيه البلاد والعباد.
ولما كنت أعرف أن هذا أمر يصعب تحقيقه حيث إن كلا من هذه الفئات تتمسك بمقاعدها وتتشبث بمكاسبها وترفض أن تتخلى عن أماكنها وتدعى أنها الأعلم بمصالح الشعب والأقدر على تحقيق مطالبه وهى أبعد ما تكون عن ذلك فإننى أتوقع قرب حدوث الموجة الرابعة للثورة والتى أعتقد أنها لن تتأخر كثيرا وإن كنت أخاف منها ولا أعلم من قائدها ولا من سيكون ضحيتها ممن قامت عليهم الثورة بموجاتها الثلاث السابقة، وعليه لا أملك إلا أن أقول اللهم قنا واصرف عنا شر ما قضيت.. اللهم تقبل .
