«الأنبا بولا»: الدستور الجديد «ثوب ناصع البياض» وأدعو للتصويت بـ«نعم».. المسيحيون أكثر من ضحوا بعد ثورة 30 يونيو.. «السلفي» لا يخون وطنه عكس «الإخواني»
قال الأنبا بولا، أسقف طنطا ممثل الكنيسة الأرثوذكسية المصرية في لجنة «الخمسين» لتعديل الدستور: إن «التغييرات التي حدثت في ديباجة الدستور المصري في اللحظات الأخيرة كانت لإحداث التوافق حول الدستور الجديد»، داعيا المصريين للتصويت بـ«نعم».
وأضاف بولا، في حوار مع صحيفة «الراي» الكويتية، أنه «يحترم السلفيين بصفه عامة رغم أنهم متشددون جدا دينيا، ورغم نظرتهم للمسيحية نظرة الدونية، ورغم أنه في عقيدته الداخلية لا يعتبرني على قدم المساواة مع المواطن المصري»، وتابع: «رغم ذلك أحترم فيه وطنيته، السلفي لا يخون وطنه كغيره، أحترم صدقه، لا يظهر غير ما يبطن ولا يعد بما يخلف، ولهذا الفرق كبير بين السلفي والإخواني، وما قلته عن السلفي سنجد عكسه تماما عن الإخواني».
وفي ما يلي نص الحوار:
• ما حقيقة مشكلة ديباجة الدستور، وهل هناك تزوير تم بالفعل أم أنه خطأ غير مقصود؟
- في البداية لا بد أن أستغل حديثي لأقدم جزيل الشكر كمواطن مصري للكويت قيادة وشعبا لدورها مع مصر بعد ثورة 30 يونيو، ثم أقدم شكري للكويت كمواطن قبطي لدعمها الجالية القبطية هناك.
ثانيا، لا ينبغي أن أحول الفرح إلى مأتم وإلى حزن لكلمة هنا أو هناك، نحن الآن نزف عروسًا جميلة للمصريين هي الدستور، ولن نقف أمام كلمة نشوه بها هذا الثوب الناصع البياض، أعتقد أنه من المفروض أن نسمو على ذلك.
أنا شخصيا بعد هذا الإنجاز، بادرت بأن نتنازل عن «كلمة مدنية» من أجل التوافق، الذي معناه أن كل شخص يتنازل عن شيء لأجل التوافق، خصوصا بعدما رأينا دستورا له الطابع المدني في كل مواده، وبالتالي فإن عبارة «مدنية» لن تضيف شيئا، وإنما إخوتنا السلفيون يرون فيها حصانة تحصن الأحزاب الدينية، لأن المادة التي كانت تمنع ظهور الأحزاب الدينية كانت موجودة في دستور العام 1971، ومع ذلك أقاموا حزبهم وإنما هم يرون أن وجود كلمة مدنية بمثابة حاجز قوي لعدم وجودهم، وأنا أدرك مشاعرهم في ذلك.
• هل لديك أي تحفظ على أي بند من بنود الدستور؟
- الأقباط يعلمون شخصيتي تماما، شخصيتي قوية، محدد الهدف، مقاتل من أجل الوصول إلى الهدف، مصري إلى النخاع، وأتنازل من أجل مصر ولكن بما لا يتعارض مع المواطنة الحقيقية الفعلية للمسيحي داخل مصر، ومن الممكن أن أتنازل عن عبارة أو فقرة من أجل وحدة الصف، ولكن مستحيل أن أتجاوز نقطة أو فصلة تؤثر على مبدأ المواطنة.
• كان هناك توجه أن يقوم ممثل الكنيسة الكاثوليكية بتقديم مذكرة اعتراضا على ما حدث في الديباجة، ما رأيك؟
- من حق أي شخص أن يتقدم باعتراض، ولكن الأنبا أنطونيوس اقترح ولم يقرر، فالاقتراح شيء والفعل شيء، وأن يفعل هذا القرار، وأعتقد أنه لم يحدث.
• ألا ترى أن الإعلام يهتم أكثر برأي السلفيين؟
- لا أريد من الإعلام أن يضع نارا على البنزين، أرجو في هذه المرحلة أن يكون العاملون في الإعلام دعاة سلام، الإعلام يحرق مصر، أرجوكم ركزوا على الإيجابيات، لماذا لا تركزون الآن على أن السلفيين يوافقون على الدستور وتركزون على كلمة هنا أو هناك، لا بد أن تعوا أن الدعوة السلفية تخاطب بما يتناسب مع قاعدتها لا مع المسيحي أو مع ما ينادي بمدنية الدولة، لا بد أن يقنعه بأن الدستور إيجابي باللغة التي يفهمها، وأنا لي النتيجة النهائية ويجب أن أتوجه بالشكر لهم من أجل ذلك.
• أفهم من حديثكم بأنكم راضون عن الدور الذي قام به ممثل حزب النور وشعرت بحسن النية؟
- اسمحي لي أن أتكلم معك بصراحة وبوضوح، أنا أحترم ممثلي السلفيين بصفه عامة رغم أنهم متشددون جدا دينيا، ورغم نظرتهم للمسيحية نظرة الدونية، ورغم أنه في عقيدته الداخلية لا يعتبرني على قدم المساواة مع المواطن المصري، ولكن أحترم فيه وطنيته. السلفي لا يخون وطنه كغيره، أحترم صدقه، لا يظهر غير ما يبطن ولا يعد بما يخلف، ولهذا الفرق كبير بين السلفي عن الإخواني، وما قلته عن السلفي سنجد عكسه تماما عن الإخواني.
• كيف ترى تهديد عاصم عبدالماجد للمسيحيين في حالة التصويت على الدستور؟
- لم أعتد أن المسيحي يجبن أمام التهديد، والمسيحي عرف عنه أنه يقدم ذاته في سبيل دينه وكنيسته، ومعروف أن المسيحيين أكثر من ضحوا منذ ثوره 30 يونيو حتى الآن.
• أيعني هذا أن الكنيسة ستحشد لنعم للدستور؟
- المصريون كلهم لا بد أن يصوتوا بنعم، لأن رفضه معناه رجوعنا لدستور العام 2012 الذي ألغي ما قبله، كما أنه تم تعطيله لحين تعديله فإن لم يصوت بالتعديل فالمعطل يقوم من الموت.
• ما تفسيرك للتمييز الإيجابي للأقباط؟
- من أول يوم لم تخرج من فمي عبارة كوتة أو أي نسبة، وأرفضها تماما، لأني أمام قضية مثل اللبنانية يمكثون شهورا لا يستطيعون أن يشكلوا الحكومة، بسبب أن لكل طائفة عددا محددا.
• كيف سيتم تطبيق التمييز الإيجابي؟
- سبق أن قلت إني رفضت النسب، وعندما تمت مناقشتها خرجت خارج اللجنة حتى لا أسبب حرجا، فأنا لا أؤمن بموضوع الكوتة، وإنما أصر على وجود آلية لتطبيق الامتياز الإيجابي. فمثلا في النظام الفردي للانتخابات، وهم يميلون لتطبيقه الآن والقيام بتصغير الدوائر جدا ستخدم فيها أشياء كثيرة، فسيأتي لك المسيحي والنوبي وكل الفئات المهمشة.
• كيف ترى أحداث الفتنة الطائفية، وما يحدث في المنيا؟
- هم يحاولون إيقاف المسيرة، ويعرفون أن إيقاف المسيرة سيأتي عن طريق إحداث الفتنة الطائفية، وأنا كنت متأكدا أنهم سيحرقون الكنائس في نفس يوم فض اعتصام رابعة وسيرجئون ملف السياحة إلى أن يفقد الأمل في السياحة، فهو سيحتاج لتحسين الصورة في الخارج ولكن عندما يفقد الأمل سيتجه للسياحة.
• هناك تخوفات من البرلمان المقبل، وكثيرون يرون أنه ستكون هناك غالبية إسلامية فيه؟
- البرلمان المقبل ستكون فيه أكثرية وليس فيه غالبية، لن يوجد فيه أي حزب أكثر من 50%.
• هل ترى أن من الممكن أن تتم مصالحة مع جماعة «الإخوان»؟
- أنا مع المصالحة عندما يطلبها «الإخوان» كيف نتحدث عن المصالحة وهم لم يطلبوها؟.
