رئيس التحرير
عصام كامل

فوضناك وخلاص يا سيسي


هل الحل الأمني وحده يكفي لمواجهة الأزمات في مصر؟ هل فوضنا فعلا السيسي للمواجهة وتركناه لنذهب وننام في العسل؟؟ لماذا لا يقوم كل شخص بواجبه تجاه المجتمع؟ ولكن الحقيقة أنها عادة مصرية قديمة في فن التواكل على الغير وعدم تقديم حلول..


اكتفينا بمصمصة الشفايف على الشهداء الذين أريقت دماؤهم والجنود الذين راحوا ضحية الغدر والخسة.. وذنبهم أنهم تولوا مهمة الدفاع عن الوطن بمقتضى التوكيل الذي منحناه لهم.. تركنا أصحاب الحناجر للكلام والهتاف وتعطيل الحياة وكله تحت مسمى حرية التعبير.. لابد أن تكون هناك وقفة مع النفس.. هل فعلا ما يحدث في الشارع يتماشى مع رغباتنا أم هو بحث عن السلطة من القائمين على أمر البلاد؟.. فإذا كانت الأولى فلابد أن نقول كلمة مسموعة للعالم أجمع ان السيسي لا يتحرك من تلقاء نفسه..

وينتابني العجب من هؤلاء الذين يقولون لك إنه أكبر معارض لحكم الإخوان ولكنه في نفس الوقت ضد حكم العسكر.. هل هذا كلام مقنع؟!! طب كان مين اللي يقدر على الإخوان وحلفائهم من شتى أنحاء الأرض؟ والتجربة أثبتت أنهم كانوا يعدون العدة للحكم بالحديد والنار ولكن الله أراد أن يفشل مخططهم ويعودوا إلى حيث كانوا...

الذي يدهشني أكثر أنه إذا كان الشعب متواكلًا فما عذر الحكومة؟ الحكومة التي تسير بسرعة السلحفاة وترفض أن تواكب مستجدات ثورة يونيو.. قراراتها متأخرة وأريد أن أسأل.. هل مشكلة أنابيب الغاز ظهرت فجأة أم كانت متوقعة؟ هل المشاكل الموجودة في الشارع خاصة أزمة المرور ظهرت اليوم أم أنها تحتاج إلى تنظيم؟ أشياء كثيرة من هذا القبيل لابد أن تعالجها الحكومة بسرعة قبل فوات الأوان.. لماذا لا يعود الدوري؟؟ هل سيظل بعض أفراد الألتراس يهددون استئناف النشاط الذي يستفيد منه أكثر من 4 ملايين مواطن؟.. لابد أن تكون هناك حكومة شجاعة تراعي الله في عملها بعيدا عن التوازنات.

سعدت أيما سعادة بقرار مصر تخفيض العلاقات الدبلوماسية مع تركيا، تلك الدولة التي تبحث عن استعادة دورها المزعوم في التاريخ.. الخلافة والباب العالي والأونطة.. خطوة رغم تأخرها إلا أنها أثلجت قلب الشارع المصري وننتظر على شوق الخطوة التالية مع الضلع الثاني الذي يدعى قطر، وأتمنى ألا نعطيها أكثر من حقها فهي لا تستحق أكثر من سحب السفير المصري وإعطاء استمارة 6 لمندوبها في القاهرة... أما القرضاوي الذي قررت من تلقاء نفسي أن أسحب منه لقب الشيخ بعد أن تمكن منه الزهايمر فلا أقل من تجاهله تماما وتركه يخطب في البعض بالدوحة.
الجريدة الرسمية