«حكومة المنفى.. الإخوان ترتدي عباءة الخميني».. 25 وزيرًا يتخذون باريس مقرًا.. المحظورة تواجه المصريين بأسلحة الغرب «الخبيثة».. تصدير النموذج السوري لمصر.. تمثيل قريب لوزير خارجيتها
«بدون سابق إنذار.. تشبثت جماعة الإخوان بعباءة (الخميني) زعيم الثورة الإيرانية، لتسير على الخطى التي اتبعها للإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي من الحكم.. المحظورة تتجه لتشكيل (حكومة المنفى) ومقرها باريس في محاولة لمواجهة ما أسمته (انقلابا عسكريا)».
و«حكومة المنفى»- وفقًا لما قاله المؤرخ السياسي الإخواني محمد الجوادي- تتكون من 25 وزيرًا من أعضاء مجلس الشعب المنحل، منهم 10 الآن في السجون لاستلام مصر بعد خروج «الانقلابيين»- على حد زعمهم- منها.
ففي القرن الماضي وعقب نفيه إلى باريس كان آية الله على خامنئي يمارس السياسة من منفاه، بالإضافة إلى أعوانه من داخل إيران ضد شاه إيران عبر توزيع خطبه على أشرطة الكاسيت كانت تصلهم من فرنسا، أو التحريض على المظاهرات وسلب الجيش سلاحه، وبالفعل نجح الخميني في الانتصار وشكل حكومة من المنفي ومنها إعلان الجمهورية الإيرانية الإسلامية.
وحكومات المنفي تعددت وانتشرت في الفترة الماضية فما بين احتلال ورفض سياسي تخرج مثل هذه الحكومات إلى النور، ففي مصر شكلت الجزائر حكومة منفى بمساعدة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وحينها احتضنت مصر عمليات تدريب المتطوعين من المصريين والجزائريين وكونت طليعة جيش.
وأنشأت الحكومة الجزائرية في المنفى خلال خمسينيات القرن الماضي بقيادة المناضل أحمد بن بلا وهواري بومدين على نفقة الجمهورية العربية المتحدة «مصر وسوريا»، وهو ما قابلته فرنسا - المحتلة للجزائر آنذاك- بالمشاركة في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
أما سوريا فتشكلت الحكومة السورية المدنية في المنفي بفندق لوتيس الباريسي يرأسها نوفل معروف الدواليبي، ومستشاروه السبعة في الخارج لم يعلن عنهم، والـ35 حاكمًا ثوريًا في الداخل والقائمون بسلطتها يبقون في سرية تامة خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
واليوم وبعد حدوث مواجهات بين نظام الأسد والسوريين عادت الفكرة إلى الأفق مرة أخرى من أجل تسليح المقاتلين في سوريا لتخليصها من عصابات الأسد والغزاة الإيرانيين وإسقاط النظام، على حد زعمهم.
تجدر الإشارة إلى أن حكومات المنفى تتشكل عادة في حالات الحروب الأهليّة والنزاعات الداخلية أو عند حدوث انقلاب عسكري أو في حالة احتلال دولة لدولة أخرى، كما حدث أثناء الحرب العالمية الثانيّة، وتحديدًا خلال فترة الاحتلال النازي لعدد من الدول الأوربية، عندما تشكلت عدة حكومات في المنفى. وكانت من أهم هذه الحكومات «حكومة ملكة هولندا» والتي اتخذت من لندن مقرًا لها، وحكومة اليونان التي تشكلت عام 1941 وأخذت من جزيرة كريت مقرًا لها، ثم انتقلت إلى القاهرة.
وتبدأ هذه الحكومات بتمثيل دولها في المحافل الدولية كالأمم المتحدة والجمعية العمومية ومجلس الأمن والجامعة العربية عن طريق رئيسها أو وزير خارجيتها حسب الأعراف الدولية.
