رئيس التحرير
عصام كامل

موقف أوربا من فض اعتصامي "النهضة ورابعة".. بريطانيا توقف تصدير السلاح.. اليونان تؤيد 30 يونيو.. ألمانيا تصف ما حدث بـ"الانقلاب"

فض اعتصام رابعة
فض اعتصام رابعة

تباينت المواقف الأوربية من أحداث 14 أغسطس، بعد أن فضت قوات الأمن اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة"، فهناك دول رأت ما حدث "ثورة شعبية حقيقية" مثل بريطانيا وفرنسا واليونان، في حين رأت دول أخرى أن ما حدث "انقلاب"، وطالبت بالإفراج الفوري عن الرئيس المعزول محمد مرسي مثل إيطاليا وألمانيا والسويد.

الموقف البريطاني من ثورة "30 يونيو":
رأت لندن أن ما حدث في مصر "ثورة شعبية"، يتضح ذلك حين قال وليام هيج، وزير الخارجية البريطاني، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن لندن حذرت من تدخل الدين في السياسة، كما أعرب هيج لوزير الخارجية الإماراتي عن دعم لندن العملية السياسية الجديدة في مصر.

ولكن على الجانب الآخر استدعى وزير الخارجية البريطاني وليام هيج، السفير المصري في لندن عقب أحداث فض اعتصام رابعة في 14 أغسطس، وأعرب عن قلقه الشديد لتصاعد أعمال العنف والاضطرابات في مصر، داعيًا السلطات إلى التحرك بأكبر قدر من ضبط النفس لا أكثر.. فإن بريطانيا هي أول دولة أوربية سارعت في رفع حظر تصدير الأسلحة إلى مصر بعد أن تم فرضه من قبل الاتحاد الأوربي.

وفي السياق نفسه أعرب الكثيرون من الساسة البريطانيين مثل توني بلير عن دعمهم ثورة 30 يونيو، وقال بلير إن تحرك الجيش المصري حال دون وقوع حرب أهلية في البلاد. 

الموقف الفرنسي "مؤيد":
فقد استدعى الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، سفير مصر في باريس إلى قصر الإليزيه، في 15 أغسطس وطالب مصر بوقف العنف فورًا.. وقال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، في بيان له إن باريس تدين أعمال العنف التي وقعت في مصر، وقال أيضًا إنه أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأطراف الدولية بضرورة اتخاذ موقف دولي حاسم لوقف أعمال العنف.

الرئيس الفرنسي لم يلوح بالقول إن الجيش عزل رئيسًا منتخبًا ولم يطالب بإطلاق سراح الرئيس محمد مرسي، وغير موقف فرنسا بعد لقائه مع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، وقال فرنسا تدعم العملية الديمقراطية وطالب باحترام حق التظاهر وكذلك احترام قوات الأمن وطالب الإخوان بتجنب العنف.

أما الموقف اليوناني فقد جاء داعمًا "تطلعات الشعب المصري"، وعبر عن ذلك نائب رئيس وزراء ووزير خارجية اليونان إيفانجيلوس فينيزيلوس خلال زيارته لمصر حين قال بوضوح إن 30 يونيو "ثورة شعبية" وإننا سنساند مصر في تحقيق الديمقراطية.

من جهة أخرى قال بابا الفاتيكان في بيان صادر عن المكتب الإعلامي للفاتيكان: إن البابا فرنسيس يشعر بقلق شديد للأنباء الخطيرة الواردة من مصر وإنه يصلى من أجل السلام فيها ويأمل أن يتوقف العنف، وتشرع جميع الأطراف في الحوار والمصالحة.. وقال مصدر باباوي إن الفاتيكان على اتصال دائم بالأزهر الشريف وإن الأزهر قد أطلع الفاتيكان على حقيقة الأمور في مصر.

الموقف الألماني "متشدد": 
الصحف الألمانية وصفت ما حدث منذ اللحظة الأولى في مصر بأنه "انقلاب"، من تلك الصحف صحيفة "بيلد" الأوسع انتشارًا في ألمانيا، وعلى المستوى الرسمي ترى ألمانيا أن الرئيس المعزول مرسي رئيس منتخب تمت الإطاحة به، كما ترى أنه لم يتم احترام الديمقراطية.

دعا وزير الخارجية الألماني، جيدو فسترفيله، في 14 أغسطس في مؤتمر صحفي، جميع القوى السياسية إلى تجنب تصاعد أعمال العنف، والعودة فورًا إلى العملية السياسية.

وزارة الخارجية الألمانية استدعت السفير المصري في برلين، في 15 أغسطس، لإبلاغه أن موقف الحكومة الألمانية رافض فض الاعتصام بالقوة.

قالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في 16 أغسطس، إن ألمانيا ستعيد النظر في علاقاتها مع مصر؛ وذلك بسبب أعمال العنف وإخلاء ميدان رابعة.. وقالت الصحف الألمانية إن ميركل اتفقت مع الرئيس الفرنسي على أن يراجع "الاتحاد الأوربي" علاقاته مع مصر. 

وقالت "ميركل" في 18 أغسطس: "إن وقف تسليم الأسلحة إلى مصر وسيلة ضغط مناسبة على الحكومة المصرية لوقف أعمال العنف".

في حين قال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله في 31 يوليو خلال زيارته لمصر، إن برلين تطالب بالإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسي، دفاعًا عن مبادئ أوربية عامة "يقصد أن الرئيس منتخب"، مؤكدًا أن مرسي معتقل سياسي.

في حين قال السفير الألماني يشال بوك في 29 سبتمبر، إن برلين تسعى لدعم الديمقراطية في مصر ولم تدعم الإخوان وإن انتخاب ميركل في ألمانيا لن يؤثر فى العلاقات بين البلدين.

من جهة أخرى طالبت إيطاليا في بيان لوزيرة الخارجية الإيطالية الحكومة المصرية، بوقف أعمال العنف ووقف حالة الطوارئ، واستدعت وزيرة الخارجية الإيطالية، إيما بونينو، سفير مصر وأعربت عن إدانتها أعمال العنف التي وقعت أثناء فض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، وعن أسفها واستيائها لسقوط أرواح بشرية.. وأكدت بونينو للسفير المصري أن مستقبل مصر يقرره شعبها، وطالبت الحكومة بالعمل على ضمان تهيئة الظروف لاسترداد العملية الديمقراطية.

في إيطاليا توجد حكومة يسارية ترى أن ما حدث في مصر هو قيام الجيش بعزل رئيس منتخب، وترى وزيرة الخارجية الإيطالية أن مصر ساحة للصراع بين السعودية والإمارات وقطر وتركيا.

وكانت الوزيرة الإيطالية أول من طالب في بيان رسمي الاتحاد الأوربي بوقف تسليم مصر أي أسلحة.. في حين قال السفير الإيطالي بالقاهرة ماوريتسيو مساري في لقاء بمركز ابن خلدون الأسبوع الماضي أن 30 يونيو ثورة شعبية.

الموقف السويدي يرى أن ما حدث في مصر "انقلاب"، حيث طالب وزير خارجية السويد كارل بيلت "الاتحاد الأوربي" بمراجعة برامج المساعدات للقاهرة، وطالب "صندوق النقد الدولي" بعدم دعم الحكومة المصرية، وقال إن الحكومة المصرية الحالية تفتقد "الثقة والمشروعية".
الجريدة الرسمية