رئيس التحرير
عصام كامل

التغيير "بالبدلة الأرماني‏"


قال نيلسون مانديلا: الذين ييأسون ويتململون من قضايا الوطن أتمنى لهم رحلة ممتعة كما تمناها أجدادنا للمستعمرين عندما استعمروا بلادنا قديما وخرج فيهم وقتها من يقول مستحيل لن نستطيع طرد ومحاربة المستعمرين وجيوشهم، لو كان أجدادنا صدقوهم ومضوا مع يأسهم ما كنا نحن موجودين الآن وها نحن فى وطن حر بدون استعمار بدون تميز عنصري ومن رحل هم المستعمرون ومن انتصر هو نحن المتفائلون. 


تلك الكلمات نهديها لمن فضل الحياة خارج وطنه ولعن من فيه من شعب، تلك الكلمات مفصلة علي طالبي الإصلاح والعجز مكتوب علي جبينهم، تلك الأسطر لرافعي شعار التغيير ويرتدون بدلة أرماني يخشون عليها من الاتساخ أكثر من حرصهم علي تحقيق الشعار !

من لم يغادر بلاده، وفضل الكفاح لتغييرها.. كيف نساويه بمن فضل الرحيل عنها وهو علي قيد الحياة؟ وينتظر موعد وفاته ليعود إليها في صندوق خشبي !

أشخاص ادعوا أن مجيأهم لأجل الفقراء وعندما أوصلهم مناصروهم لمراكز صنع القرار والسلطة وكان بيدهم تنفيذ ادعائاتهم، كشفوا عن نيتهم الحقيقية تجاه المواطن المصري، أن يبقي كما هو فقيرا ممرضا لكي يرضي بما يقسم له داخليا وخارجيا وليظل كما هو عجينة صلصال يشكل حسب احتياجاته أمام القوى الموجودة والمراد لها دوليا أن تحكم، فبدلا من انتشال المواطن من حفرة الفقر والمرض والتصارع وتنفيذ الشعارات الرنانة خرج المدعون من السلطة ومراكز صنع القرار بدعوي أن الدولة فاشلة ودموية؟ رغم أنهم هم ممثلو الدولة وبيدهم وضع خطة وتصور شكل الدولة إن كانوا حقا يريدون إصلاحا وهم أقوى من الجميع فقد كان لديهم ظهير شعبي يستطيع فرض آرائهم ومساندة تنفيذها!

بكي أحدهم وهو في لقاء لأنه في إحدى المرات أثناء إلقاء محاضرة في كندا "جاءه طبيب مصري وزوجته وابنه يسألونه سؤالا متي نستطيع أن نعود لبلادنا؟ وكان هذا الطبيب مسيحيا، فبكي ذلك من السؤال- على حسب قوله في لقائه منذ عام".. نفس هذا الشخص وصل لمنصب نائب رئيس البلاد وكان بيده أن يعيد كل أبناء الوطن من الخارج إن كان حقا يريد أن يساهم في صنع دولة عصرية قوية ويحقق أحلام الذي أدعى أنه يبكي لأجلهم؟ ولكن لأن خطته ورغبته بعيدة عن كل ذلك، لا فقراء ولا مواطنين ولا مصريين أساسا، فعل ما فعل وخرج من المشهد وفضل محاولات العودة من الشباك واستفزاز كل من أيده يوما ما بتصريحات مخبولة وكلمات مجنونة لا يطلقها إلا مغيب.

وكلُ يري مصلحة الوطن بمنظور مختلف، هناك من يري مصلحة الوطن بعين أمريكا وكما تري أمريكا لمصر وبالتالي تنفيذ الخطة الموضوعة خارجيا لمصر هو شيء وطني! 
وهناك من يري الوطن بعين مجردة من كل شيء إلا مصلحة الوطن والمواطن! 
الحياة في الغرب أفسدت مفهوم الوطنية لدي فاقدي الجذور مدعين التطور .
ibra_reda @Twitter
الجريدة الرسمية