رئيس التحرير
عصام كامل

أبناء أردوغان تركيا ومرسى مصر


يقول الخبر: عاد المهندس خيرت الشاطر (نائب مرشد عام جماعة الإخوان المسلمين) إلى القاهرة قادمًا من إسطنبول، بعد زيارة استغرقت عدة ساعات، التقى خلالها عددًا من رجال الأعمال الأتراك، لجذب مزيد من الاستثمارات التركية إلى مصر خلال المرحلة المقبلة.. وكان فى استقبال الشاطر بالمطار أحد أبناء رجب طيب أردوغان (رئيس الوزراء التركي) وثلاثة من حراساته الخاصة (جريدة الصباح 19 يناير 2013). وأتذكر أنه قبل شهور قليلة، ربما لا تتجاوز ثلاثة أشهر نشر خبر حول لقاء أحد أبناء الرئيس محمد مرسى لراشد الغنوشى (زعيم حركة النهضة الإسلامية بتونس) بمطار القاهرة.

ربما يخرج علينا من ينفى مثل تلك الأخبار بعد ذلك، أو يتجاهلها.. ولكن الأكيد فى كل الأحوال أنه لا يوجد أحد يؤكدها ويفسر أسبابها أو يبررها، ولكن الملاحظ فى حيثيات مثل تلك الأخبار ما تفرضه من أسئلة معلقة لا إجابات عليها، وذلك على غرار:
ما دخل أبناء رئيس الجمهورية أو أبناء رئيس مجلس الوزراء فى مثل هذه اللقاءات التى يغلب عليها الطابع الرسمى والدولى للعلاقات بين البلدين؟ وما علاقتهم بحمل رسائل أو حتى توصيل التحية والتقدير؟
أليس ما سبق هو دور أصيل لوزارة الخارجية ورجالها؟
وقبل ذلك كله: ما هى علاقة خيرت الشاطر بجذب الاستثمارات التركية فى مصر، فى تجاهل واضح ومباشر لا لبس فيه لكل من: وزير الاستثمار ووزير الخارجية..؟.
هل يمكن أن تتجاوز تلك اللقاءات ما سبق سواء كانت للتحية والتقدير أو لجذب الاستثمار لاتفاقات أو تفاهمات غير معلنة بين الطرفين؟
إنها مجرد أسئلة معلقة لا إجابات واضحة عليها.. والأهم فى تقديرى من تحديد الإجابات هو تحديد الإطار الذى يتم من خلاله ترتيب مثل تلك اللقاءات أو الترويج لمثل هذه اللقاءات (كبالونة اختبار) تؤكد على المرجعية الفكرية للأطراف المشاركة فيه، والإطار هنا يرتكز على المشترك بينهم من خلال المفهوم العام لتأسيس دولة الخلافة الإسلامية ما بين تراث الدولة العثمانية من جهة، ومن خلال الأفكار الأساسية للإمام حسن البنا (مؤسس جماعة الإخوان المسلمين) من جهة أخرى. وهى جميعها أفكار تدور فى فلك تأسيس دولة الخلافة الإسلامية التى هى فى الأساس دولة عقيدة وبشر.. العقيدة الإسلامية والبشر المسلمين بغض النظر عن جنسيتهم أو انتماءاتهم الوطنية.. باعتبار أن فكرة مواطنى دولة الخلافة الإسلامية تتجاوز الشكل التقليدى للانتماء لدولة محدودة جغرافيًا إلى الانفتاح على جميع المسلمين فى العالم أيًا كانت دولهم.
أعتقد فى أى الأحوال أن ما سبق يعبر عن التعامل السياسى بمنطق الثقة العائلية سواء فى تكليف الأبناء أو فى تكليف قيادات الجماعة فى المهام السياسية الرسمية حتى لو تم نفى ذلك فيما بعد لتبرئة ساحتهم من تنفيذ أهداف محددة.


الجريدة الرسمية