رئيس التحرير
عصام كامل

حلم يأتى والكابوس يأتى.. لا نقاش


خلال فترات النوم، تصيب الإنسان نوبات عصبية وموجات كهرومغناطيسية منذ نعومة أظافره حتي مماته وتحدث أثناء نومه تلك النوبات والموجات التي لا تستغرق سوي ثواني معدودة ينتج عنها خيالات وأفكار ومشاهد بداخل العقل البشري غير مفهومة في اللحظة الحادثة بها، ولكنها تفهم لاحقا إذا حاول نفس الشخص الذي تعرض لتلك الموجات والنوبات أن يبحث فيها ويبحث عن أسبابها.. وهو ما يطلق عليها أحلام إن كانت أشياء جيدة، أو تسمي "كابوس" إن كانت سيئة وينتج عنها فزع.


عندما يتعرض الإنسان خلال نومه لحلم جميل يستمتع به وترتسم ابتسامة علي شفاه أثناء نومه ويستغرق في النوم محاولا إطالة الحلم لآخر لحظة ليستمتع بأكبر قدر ممكن .. دائما ما يأتي شخص ما لإيقاظه ودائما ما تكون طريقة الإيقاظ أسوأ ما يمكن، حيث كلما كان الحلم جميلا كلما كان الاستغراق فيه أكبر وبالتالي دائما ما تفسد اللحظة علي أيدي أحد الأقارب.

وعلي النقيض تماما، عندما يأتي للإنسان كابوس يتعرض فيه للتعذيب أو الإهانة أو يشاهد شخصا عزيزا علي قلبه يموت أو أي شىء يجعله يشعر بضيق لا يجد الإنسان من يوقظه وينقذه ويتحمل الكابوس لآخره ودائما ما يكون سبب الاستيقاظ فجأة هو تعرضه للقتل في نهاية الكابوس، وهو ما يسبب فزعا لكل خلايا الجسد العصبية تجعلها تنتفض وبالتالي يتبعها الجسد.

عاشت مصر آلاف الأعوام في فترات حكم المصريين القدماء في حلم جميل استمتع به المصريون بأكبر قدر ممكن، عايشوا وتعايشوا أول من توصلوا لخلق شكل للدولة المركزية وأن تكون هناك مئات البلاد والمدن خاضعة لحاكم واحد فقط مقره في المدينة الأم والأكبر والمعروفة بالعاصمة، استمرت الدولة المصرية القديمة في حلمها فتوسعت في دراسة العلوم وحصلت علي ما تريد من علوم فلكية وهندسية وطبية، بنوا الهرم في نصف الكرة الأرضية تماما ! جعلوا الشمس تشرق علي وجه رمسيس "مرتين"! في يوم ميلاده ويوم تتويجه.. وتباهوا وتفاخروا بسر "التحنيط" والذي لم يكشف ليومنا هذا عن سره رغم تقدم العلم بعصرنا هذا.. 30 أسرة مصرية فرعونية عاشت لما يقرب من 3 آلاف عام في حلم جميل.. حلم التحضر والعالم يعيش ببربرية، حلم الحضارة والعالم يعيش في كهوف، حلم العظمة والعالم يعيش في ذل.

ولأنه لابد لليل أن ينجلي، كان علي الحلم أن ينتهي.. واستيقظ المصريون من حلمهم الذين استغلوه علي أكمل وجه، وتأتي ليلة أخري ينام فيها المصريون ولأنه لا توجد أحلام سعيدة دائما، حدث الكابوس ودخل المصريون في كابوس طويل يحاولون الخروج منه ولكنهم يفشلون، وحتي الآن لم يعثروا علي قاتلهم الذي سوف يقتلهم في الكابوس لكي ينتفض الجسد ويجعلهم يستيقظون من سباتهم ويبدأون في البحث عن حلم يليق بهم ..

ولكنهم مجبرون علي العيش في الكابوس حيث إن طريقة القتل التي يتعرضون لها أبشع ما يمكن، فهم يتجرعون السم بجرعات صغيرة جدا لا تقتل الجسد ولكنها تقتل الكرامة والعزة والشرف والمجد والتاريخ والإنسانية.. وتحول المصريون لما يشبه الزومبي الأحياء الأموات !!

وليعلم الجميع أننا سنفيق من الكابوس، فالحلم يأتي ويليه الكابوس والكابوس يأتي ويليه الحلم
لا نقاش.
Ibra_reda Twitter@
الجريدة الرسمية