رئيس التحرير
عصام كامل

عندما يكون الطبيب قاتلًا ؟


الطبيب الإخواني بمستشفى شرم الشيخ الدولي يرفض علاج الضابط المصاب في حادث تفجير مديرية أمن جنوب سيناء الأسبوع الماضي، وحينما تقرأ أن طبيبا يقتل مريضا فاعلم أنه طبيب إخواني وحينما تقرأ أن طبيبا يُعذب مواطنا فاعلم أنه إخواني.


ففي أحداث الاتحادية الشهيرة، السفير يحيى نجم "بعد تعذيبه من ميليشيات الإخوان على سور القصر وتقييده بالحبال حتى الصباح طلب من طبيبة إخوانية علاجه ووقف نزيف دمائه فرفضت واستكملت بنفسها تعذيبه وهى تتهمه بالكفر حسب تعليمات مكتب الإرشاد، حتى لو كان هذا المريض كافرا فإن ريتشارد قلب الأسد قائد الحملة الصليبية لم يكن فقط كافرا بل كان عدوا ومعتديا ويريد اغتصاب أرضنا، وهذا لم يمنع صلاح الدين الأيوبي من علاجه بنفسه.

الضابط محمد فاروق، أثناء وجوده في محل خدمته اقتادته مسيرة إخوانية إلى المستشفى الميداني في مقر اعتصامهم برابعة العدوية وقام الطبيب مدير المستشفى ونائبه بتعذيب الضابط، وكاد أن يموت في أيديهم، أما أبشع جريمة لطبيب إخواني تجرد من كل معاني الإنسانية والرحمة فكانت لطبيب استقبال مستشفى مطاي بمحافظة المنيا الذي قتل نائب مأمور قسم مطاي بعد نقله إلى المستشفى غارقا في دمه مصابا في اقتحام الإخوان لقسم الشرطة وبدلا من قيام الطبيب بوقف نزيف المأمور رفض إسعافه وضربه بأسطوانة الأوكسجين حتى فاضت روحه.

هذا الطبيب القاتل نسى أنه أقسم أن يعالج المريض حتى لو كان عدوه، هو تذكر فقط أنه إخواني نُزعت من قلبه الرحمة نحو كل ما هو ليس إخوانيا مثله، والإخوان دائما يتصرفون على أنهم إخوان، ثم تأتي بعد ذلك مهنته أو جنسيته، بمعنى أن الإخواني الطبيب يتصرف كإخواني أولا ثم كطبيب ثانيا أو ثالثا أو حتى عاشرا بل إنه يتصرف كإخواني قبل أن يكون مصريا.

وهذا السلوك العدواني من الأطباء الإخوان ليس بمستغرب، لأن قياداتهم كذلك فالسادة حلمي الجزار وعصام العريان ومحمد البلتاجي وأسامة يس وحازم فاروق وعميد طب الأزهر بدمياط ومدير مستشفى بنها الجامعي وأيضا هناك طبيب جراح عضو مجلس الشورى المنحل متهم بسحل قيادات الشرطة بأسوان، كل هؤلاء أطباء إخوان ومتهمون بالتعذيب والتحريض على القتل وكلهم محبوسين ما عدا العريان الهارب، شيء لم تعرفه البشرية من قبل في مهنة الطب، ما هو موقف وزارة الصحة ونقابة الأطباء من الأطباء الإخوان الذين قاموا بتعذيب المواطنين وقتلهم؟!

صحيح هناك أطباء يرتكبون أخطاءً جسيمة وهم يمارسون مهنتهم، هذه الأخطاء قد تؤدي إلى وفاة المريض ولكن هى في النهاية أخطاء غير مقصودة، ومع ذلك النقابة والوزارة تتخذان معهم إجراءات رادعة مثل الشطب من النقابة وإلغاء رخصة ممارسة المهنة.

ولكن الأمر مختلف تماما في الحالات التي ذكرناها، لأنها قتل عمد يستحق عقوبة جنائية سوف تُطبق على من تثبت إدانته، ولكن المطلوب من نقابة الأطباء ووزارة الصحة التصدي بحزم لمثل هذا السلوك الذي لا يسيء فقط لمهنة الطب بل لمصر كلها، ولو تطلب الأمر عمل دورات تدريبية في الإنسانية وعلاج نفسي للأطباء الإخوان وتذكيرهم بأنهم ملائكة للرحمة وليسوا شياطين جهنم.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية