رئيس التحرير
عصام كامل

الأسطوانة المشروخة


يوما بعد الآخر يتأكد لي أن العمل التطوعي في مصر فاشل ولا يوجد شىء اسمه عمل تطوعي، بدليل القتال الشرس في كل انتخابات سواء كانت أندية رياضية أو اتحادات.. السادة المتطوعون آسف أقصد المستفيدين يرفضون التنازل عن مناصبهم أو كراسيهم مهما كانت الأسباب ومعظمهم خطيب مفوه ولا يمل في إلقاء الخطب عن الوطنية وحب مصر وعلم مصر ويذوب عشقا في تراب المحروسة.. والذي لا أشك فيه أن غالبيتهم أصحاب مصالح خاصة وينفقون الملايين في الانتخابات ولا تقول لي إنهم ينفقون كل هذه الأموال حبا في مصر..


ذات مرة سألت شخصية صديقة في الوسط الرياضي وقلت له لماذا كل هذا نظير كرسي في اتحاد الكرة أو داخل النادي الأهلي أو باقي الأندية؟ فابتسم واتهمني بأنني راجل طيب.. وقال لي إن أي رجل أعمال لا ينفق فلوسه هباءً وإنما يعرف أين تذهب.. فهو عندما ينجح تصبح أخباره تتصدر وسائل الإعلام ويحقق دعاية مجانية لعمله الخاص ولو أراد أن يقيمه ماليا فستجدها أضعافا مضاعفة لما أنفقه في انتخابات النادي أو الاتحاد.. ثم نأتي للنقطة الأهم وهي أن جميع الأبواب تكون مفتوحة على مصراعيها أمامه للقاء أي مسئول مهما كان موقعه سواء كان وزيرا أو رئيس حكومة وكل طلباته أوامر وبالتالي تصبح أغنية العمل التطوعي أشبه بالأسطوانة المشروخة.

لا أعرف سر تفاؤلي بتأهل المنتخب الوطني لمونديال البرازيل، رغم صعوبة المواجهة أمام النجوم السوداء ومنذ إعلان القرعة وأنا أقول لكل أصدقائي إن لقاء غانا مهما كانت قوتها أسهل بكثير من لقاء منتخبي الشمال الأفريقي سواء تونس أو الجزائر، لأن لقاء منتخبات شمال أفريقيا تكون عصبية جدا وليس من المهم أن يفوز الأفضل في حين أن المنتخبات السمراء دائما تكون بعيدا عن العصبية ويتحلون بالروح الرياضية لأقصي درجة، وما زلت أتذكر أثناء مرافقتي لبعثة المنتخب الوطني في آخر لقاء بتصفيات المونديال 2006 وكان اللقاء أمام الكاميرون والأسود تحتاج الفوز للتأهل في حين أن التعادل يمنح أفيال كوت ديفوار بطاقة التأهل ونحن لا ناقة لنا ولا جمل في هذه المباراة، وتشاء الأقدار أن يتعادل منتخبنا وتصورت للحظات أننا لن نخرج من استاد ياوندي وإذ بي أفاجأ بكل الجماهير الكاميرونية التي كانت موجودة بالاستاد مصطفة على جانبي الطريق لتصفق للفراعنة ولاعبينا.. نعم إنهم يتحلون بالروح الرياضية ولذلك أنا متفائل... ولنا عودة.
الجريدة الرسمية