رئيس التحرير
عصام كامل

جلال الدين الحمامصى.. دخانه لا يطير فى الهواء

جلال الدين الحمامصى
جلال الدين الحمامصى

تمر هذه الأيام الذكرى السنوية الخامسة والعشرون لوفاة مهندس الصحافة المصرية، وأستاذ الأجيال وصاحب المدرسة الصحفية الجادة الكاتب الصحفى جلال الدين الحمامصى الذى توفى فى العشرين من يناير 1988.


شارك جلال الدين الحمامصى فى تأسيس وكالة أنباء الشرق الأوسط، وكان له الفضل فى ذلك كما ساهم فى تأسيس عدد كبير من الصحف المصرية الكبرى، حيث ساهم مع الأخوين مصطفى وعلى أمين فى إصدار أخبار اليوم، وظل حتى وفاته يكتب عموده اليومى بجريدة الأخبار تحت عنوان «دخان فى الهواء» فجر فيه على مدى سنوات طويلة، العديد من القضايا الهامة، وحين عارض تأميم الصحافة، فصله الرئيس عبدالناصر من الصحافة فصلًا نهائيًا، فصل أستاذًا للصحافة بالجامعة الأمريكية مؤسسًا لقسم النشر بها؛ لتمسكه المطلق بحرية الصحافة ليعود مرة أخرى إلى أخبار اليوم عام 1967، وفى عهد أنور السادات تدخل موسى صبرى فى مقالاته إلى حد الحذف منها، فلم يقبل ولما تولى محمود أمين رئاسة أخبار اليوم، وعاد محمد حسنين هيكل إلى الأهرام خيره بين العودة إلى الجامعة الأمريكية أو الأهرام، فوافق على العودة إلى جريدة الأهرام، ولكن ليس فى عمل تحريرى، ولكن أنشأ قسم الدراسات الصحفية بها؛ ليعود مرة أخرى إلى مكتبه بأخبار اليوم؛ ليكتب عموده دخان فى الهواء ليستمر دخانه فى مواجهة الدكتاتورية والظلم والعسف والجبروت لينير طريق الحرية.
عند تأسيس كلية الإعلام جامعة القاهرة، قام بالتدريس فيها، وتخرج على يديه العديد من الأجيال الصحفية التى تترأس وترأست مؤسسات صحفية كبرى ومن أعمدته الصحفية نصيحة إلى ضرورة تحرى الصدق فى الكتابة الصحفية كتب يقول «إذا نشر أحد الصحفيين مقالًا أو موضوعًا يتهم فيه وزيرًا أو مسئولًا بالفساد فلابد من التحقيق فى الموضوع وإذا ثبت أن الصحفى كاذب ولايملك الأدلة والمستندات التى تؤكد كلامه، فيجب أن يحاكم ويلقى العقوبة المناسبة، أما اذا كان صادقًا وكان اتهامه صحيحًا فلابد أن يعزل المسئول ويحاسب ويتحول إلى عبرة لمن يعتبر أما أن يترك الأمر هكذا تعودنا فى مصر على مدى سنوات طويلة فلا الصحفى يسأل ولا الوزير يعزل، وهو ما أدى إلى حالة الإحباط والفوضى وانعدام الثقة والأمل التى أصابت المجتمع.
حين نشأت الأحزاب المصرية وفكر فى تأسيس أول جريدة معارضة فى مصر أعد الخطوات الأولى لإنشائها فاختار د.صلاح قبضايا لهذه المهمة.
رحم الله أستاذنا جلال الحمامصى أستاذًا وكاتبًا ومفكرًا ومعلمًا للأجيال وحارسًا لحرية الصحافة والصحفيين.
الجريدة الرسمية