نفوذ أيديولوجي خلف القضبان.. وصراع يتجاوز أسوار سجن إمرالي التركي.. عبد الله أوجلان، أسد عجوز أم حاضر غائب يحرك خيوط "قسد"؟
في زنزانة صغيرة بجزيرة إمرالي التركية جنوب بحر مرمرة، ظل الزعيم الروحي لحزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان نزيلا وحيدا لسجن شديد الحراسة منذ عام 1999 وحتى 2009، قبل أن يجاوره نزلاء جدد.
يمتلك أوجلان شخصية قيادية ونفوذا أيدلوجيا وسياسيا جعلت منه أبا روحيا للحزب الذي تشكلت منه قوات "سوريا الديمقراطية" (قسد)، والتي تعد أحد أقوى الفصائل المسلحة في سوريا منذ تأسيسها في 10 أكتوبر 2015.
تضم "قسد" تحالفا متعدد الأعراق والأديان يغلب عليها الطابع الكردي؛ وتتألف من عدة فصائل أبرزها "وحدات حماية الشعب"، و"وحدات حماية المرأة"، وخاضت معارك شرسة ضد تنظيم "داعش"، أشهرها معركة تحرير كوباني عام 2015.
وعرف عن "قسد" علاقتها الوثيقة بالولايات المتحدة؛ حيث زودتها واشنطن بأسلحة ثقيلة، وبلغ عدد مقاتليها نحو 45 ألفا، وفق تقديرات البنتاجون لعام 2017، ما مكنها من السيطرة على مناطق واسعة شمالي وشرق سوريا، والحسكة، والرقة، ودير الزور، وريف حلب.
هل لدى أوجلان قدرة التحكم في "قسد"؟
لكن هل لدى أوجلان البالغ من العمر 76 القدرة على التحكم في "قسد"؟ من الناحية السياسية والأيدلوجية، تكون الإجابة نعم؛ لكن وجوده داخل سجن معزول يحد من تلك القدرة، بحسب تصاعد التوترات المسلحة بين "قسد" والقوات السورية بين حين وآخر، وآخرها أحداث الـ48 ساعة الماضية، والتي اندلعت في محيط حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب بين عناصر "قسد" وقوى الأمن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية السورية المنتشرة على الحواجز المحيطة؛ وهي اشتباكات بدأت باستخدام الأسلحة الخفيفة، وتطورت إلى استخدام الأسلحة الرشاشة المتوسطة والثقيلة بما فيها قذائف الهاون وراجمات الصواريخ، ما أجبر عددا كبيرا من الأهالي على النزوح من بيوتهم في المناطق القريبة.
وجاءت تلك الاشتباكات – وما تبعها من اتفاق تهدئة- على الرغم من الدعوة التي وجهها أوجلان في مايو 2025، ليعلن حزب العمال الكردستاني – بعدها- حل كيانه عقب أكثر من أربعة عقود من القتال ضد القوات التركية، خلّفت نحو 50 ألف قتيل، بحسب وكالة "فرانس برس".
هل فقد "الأسد العجوز" أسنانه؟
لكن يبدو أن "الأسد العجوز" فقد بعضا من أسنانه، حيث يرى محللون أن "قسد" ضرت بدعوته عرض الحائط في أكثر من مناسبة، وأنها اتخذت خطوات تسير في الطريق المعاكس لاتفاق 10 مارس بين "قسد" والقيادة السورية الجديدة ممثلة في الرئيس السوري أحمد الشرع، والذي أعلن أوجلان دعمه صراحة من داخل سجنه شديد الحراسة؛ فيما يرى آخرون أن هذا التصعيد والذي يأتي قبل أيام من انتهاء 2025، يحركه رغبة "قسد" في إطلاق سراح زعيمها الروحي، واستخدام ذلك كورقة ضغط أخيرة قبل أن يتحول الاتفاق إلى واقع.
تنفيذ بنود اتفاق 10 مارس يصطدم بنهاية العام
يقوم اتفاق 10 مارس بنودا عدة أبرزها ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة السياسية وكافة مؤسسات الدولة بناء على الكفاءة وبغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية، والتأكيد على أن المجتمع الكردي مجتمع أصيل في الدولة السورية، وأن تضمن الدولة حق المجتمع الكردي في المواطنة وكافة حقوقه الدستورية، ووقف إطلاق النار على كافة الأراضي السورية، ودمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال وشرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز، ورفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفتنة بين كافة مكونات المجتمع السوري، وأن يجري تطبيق الاتفاق بما لا يتجاوز نهاية العام الحالي الذي لم تبق فيه سوى أيام معدودة.
الكرة في الملعب التركي
وتؤكد تقارير إعلامية أن الأسد العجوز يمكنه استعادة حيويته وأن يتحول إلى أداة فاعلة في المشهد السوري حال أطلقت السلطات التركية سراحه؛ ففي نهاية نوفمبر الماضي، ظهر القيادي في حزب العمال الكردستاني آمد ملازجرت وهو يجلس أمام صورة أوجلان خلال مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الفرنسية في مخبأ بجبال قنديل بشمال العراق، مؤكدا أن "الحزب لن يقدم أي تنازلات أخرى طالما لم تفرج تركيا عن أوجلان".
وقال ملازجرت: "ما دام القائد في السجن، فلن يكون الشعب الكردي حرا. ولا يمكننا نحن كمقاتلين، أن نشعر بالحرية"، مؤكدا ضرورة الإفراج عن قائدهم الروحي.
ألاعيب أردوغان تصطدم بتاريخ أوجلان
تضع قضية الإفراج عن أوجلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مأزق سياسي؛ إذ ارتبط أول ظهور مسلح لسجين جزيرة إمرالي بعلميات مسلحة أعلن عنها في أغسطس 1984، استهدفت مراكز أمنية تركية في مدينتي سيرت وهكاري، أسفرت عن مقتل عدة جنود أتراك، لتبدأ بعدها رحلة حرب طويلة بين الطرفين، وهي رحلة انتهت باتفاق سوري تركي وقع في عام 1998، وكان من أهم بنوده أن تطرد دمشق أوجلان خارج أراضيها ضمن ما عرف بـ"اتفاق أضنة".
ومع تنفيذ دمشق للاتفاق، اتجه إلى أثينا التي منع من دخولها، ليغادرها إلى موسكو، ثم إلى روما؛ حيث اعتقل في مطار "ليوناردو دا فينشي"، واعتبرته إيطاليا شخصا "غير مرغوب فيه"، ليعود بعدها إلى روسيا، ثم إلى طاجيكستان، قبل أن يعود إلى موسكو مجددا لينتقل في رحلة "كعب دائر" إلى بلدان عدة لينتهي به المطاف بسقوطه سجينا على يد المخابرات التركية في فبراير 1999، ليصدر بحقه حكما بالإعدام جرى تخفيضه لاحقا بالسجن مدى الحياة.
لكن يبقى أن ردود أفعال الرئيس التركي، الذي طالما عرف بقدرته على استخدام كافة "أوراق اللعب" المتاحة على الطاولة، تبقى رهينة ما يرى أنه يصب في مصلحة أنقرة، وهي مواقف تتغير وكأنها عقارب ساعة لا تعرف لحظة التوقف.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
