عيد ميلاد درية شفيق.. الاسم الذي غاب وبقي الأثر
في مثل هذه الأيام، تحل ذكرى ميلاد درية شفيق، واحدة من أكثر النساء تأثيرًا وإثارة للجدل في التاريخ المصري الحديث.
امرأة لم تكتفِ بالمطالبة بحقوق النساء من خلف المكاتب أو عبر المقالات، بل خرجت إلى الشارع، واقتحمت البرلمان، وغيّرت مسار الحقوق السياسية للمرأة المصرية، قبل أن تُحاصر بالعزلة ويغيب اسمها طويلًا عن الذاكرة العامة، ليعود اليوم من بوابة متحف مؤقت يحمل سيرتها.
من طنطا إلى السوربون… تشكُّل الوعي
وُلدت درية شفيق عام 1908 في مدينة طنطا، في زمن كان تعليم المرأة فيه استثناءً لا قاعدة.
أظهرت نبوغًا مبكرًا، قادها إلى استكمال تعليمها في فرنسا، حيث حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة السوربون. هناك، تشكّل وعيها على أفكار الحرية والمواطنة والمساواة، قبل أن تعود إلى مصر مدفوعة بسؤال واحد: لماذا لا تنعكس هذه القيم على واقع المرأة المصرية؟
اقتحام البرلمان… لحظة صنعت التاريخ
عام 1951، قادت درية شفيق أكثر من 1500 امرأة واقتحمت بهن مجلس النواب المصري، في مشهد غير مسبوق. لم يكن الاقتحام استعراضيًا، بل فعلًا سياسيًا مباشرًا، طالبت خلاله النساء بحقوق واضحة:
- حق الانتخاب
- حق الترشح
- المساواة السياسية الكاملة
كانت تلك اللحظة إعلانًا صريحًا بأن المرأة المصرية قررت دخول المجال العام دون انتظار إذن.
من الشارع إلى الدستور
لم تمر هذه المواجهة دون أثر. فبعد سنوات قليلة، وتحديدًا مع صدور دستور 1956، حصلت المرأة المصرية لأول مرة على حقوقها السياسية الكاملة. ورغم تغييب اسم درية شفيق في السرديات الرسمية لاحقًا، فإن نضالها ظل حاضرًا في جوهر هذا التحول الدستوري.
اتحاد بنت النيل… النسوية خارج النخبة
إلى جانب نضالها السياسي، أسست درية شفيق اتحاد بنت النيل، الذي لم يقتصر دوره على الخطاب، بل عمل ميدانيًا على:
- محو أمية النساء
- التوعية بالحقوق القانونية
- دعم النساء الفقيرات
- ربط التعليم بالاستقلال الاقتصادي
كان مشروعًا يخرج بالنسوية من الصالونات إلى الشارع، ومن النخبة إلى المجتمع.
الصحافة كسلاح
عبر مجلة «بنت النيل»، استخدمت درية شفيق الصحافة كأداة مقاومة. ناقشت قضايا التعليم والعمل والزواج والجسد، وكتبت بلغة مباشرة تخاطب المرأة كمواطنة كاملة، لا ككائن تابع.
كانت المجلة مساحة نادرة لصوت نسوي مستقل في زمن لم يكن يتسع للاختلاف.
الصدام مع السلطة… العزلة القاسية
بعد ثورة يوليو 1952، دخلت درية شفيق في صدام مع السلطة. تم تهميشها، ومنعها من الكتابة والعمل العام، وفرضت عليها عزلة طويلة. عاشت سنواتها الأخيرة بعيدة عن الأضواء، إلى أن أنهت حياتها عام 1975، في نهاية مأساوية لامرأة دفعت ثمن جرأتها كاملة.
متحف الذاكرة… حين تعود درية شفيق بعيون بناتها
بالتزامن مع ذكرى ميلادها، تُستعاد سيرة درية شفيق اليوم عبر معرض توثيقي يُقام داخل المعهد الفرنسي بالقاهرة بمنطقة المنيرة، في محاولة لإعادة الاعتبار لاسم غُيّب طويلًا.
المعرض، الذي تنظمه بناتها، لا يقدّم سردًا رسميًا جافًا، بل رؤية إنسانية لسيرتها، من خلال:
- صور أرشيفية نادرة
- وثائق شخصية
- مقالات ومخطوطات
- محطات مفصلية في حياتها العامة والخاصة
ويُتاح المعرض للجمهور وفق مواعيد عمل المعهد الفرنسي بالقاهرة، ليعمل كمتحف مؤقت للذاكرة، تعود فيه درية شفيق من العزلة إلى الضوء، ومن التهميش إلى الاعتراف المتأخر.
درية شفيق لم تكن مجرد رائدة نسوية، بل امرأة:
- انتزعت حقوقًا لم تكن ممنوحة
- دفعت ثمن المواجهة وحدها
- وغيّرت الواقع قبل أن يُغيّبها التاريخ
في عيد ميلاد درية شفيق، لا نحتفل بذكرى امرأة فقط، بل نستعيد أثرًا لا يزال حاضرًا في كل حق سياسي تتمتع به المرأة المصرية اليوم.
قد يغيب الاسم، لكن ييقى الأثر.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
