رئيس التحرير
عصام كامل

إلى متى ندافع عن أبوتريكة؟


أبدا لن نتعلم الدرس، طالما أننا شعب متخصص في صناعة الفراعنة وتأليه الحكام وليس لدينا نظرة واقعية للأمور وأي شخص نعرفه إما أن نكون راضين عنه وبالتالي نرفعه لعنان السماء أو نكون غير راضين عنه فننزل به إلى سابع أرض.. هذا في حياتنا العادية فما بالك بنظرتنا للحكام والآخرين من المشاهير..


الحاكم يأتي وفي نيته أن يكون أفضل الحكام ويراعي الله ثم تلتف حوله الحاشية لتبدأ في صناعة الفرعون الجديد ويصورون له كل شيء كما يحب أن يراه حتى يصدق أنه خليفة الله على الأرض ونفس الأمر مع كل مسئول في أي مكان.. وعندما تحاول أن تقنعه أنه إنسان قد يصيب ويخطئ يخرج عليك من يهاجمك..

أقول هذا بمناسبة حالة الطبطبة المستمرة على أبو تريكة وكأنه ليس بشرا ومنزها عن ارتكاب الأخطاء ويخرج من يتطوع للدفاع عنه مهما فعل.. رغم أن الواقع يقول إن مصلحة الإنسان تكون في مواجهته بأخطائه.. أبو تريكة يعتدي بالقول على أحد ضباط القوات المسلحة بعد العودة من الكونغو ورغم اقتناعي بصحة الواقعة لأسباب كثيرة أحتفظ بها لنفسي إلا أنك تفاجأ بمن يتطوع للدفاع عنه..لا يضير أبو تريكة أن يكون منتميا لتيار الإخوان المسلمين أو أي تيار آخر ولكن لابد أن يعترف أن النجومية ليست ملكه وذلك عندما يتورط للدعاية لمرشح في أي انتخابات فهو هنا يستغل نجوميته وتوظيفها في أشياء أخرى...

عندما يتدخل أبو تريكة لدى الرئيس المعزول للعفو عن قريب له مسجون في قضية نصب فهو هنا قد أخطأ.. وعندما يقوم النجم بأخذ قرار من تلقاء نفسه بعدم المشاركة في السوبر المحلي لمغازلة أسر الشهداء ليظهروا بصورة وقحة أمام الرأي العام فهو هنا أخطأ.. وخسر عددا كبيرا من أصدقائه...

والسؤال الآن لماذا لا نضع كل شخص في نصابه الطبيعي؟؟ بدلا من المبالغة والتهويل وإظهاره على أنه شخص كامل الأوصاف؟؟ لماذا لا يتعظ الإنسان بعد كل ما يراه؟؟ ونحن نرى كل رءوس الفتنة في غياهب السجن لا حول لهم ولا قوة.. أليس هذا هو الشيخ صفوت حجازي الذي كان يملأ الدنيا ضجيجا ويبشرنا بأشياء لا تحدث إلا في خياله؟ أليسوا هؤلاء من كانوا يحرضون ويطبقون مبدأ مصلحتي ومن بعدي الطوفان؟؟ إنه درس لكل ذي عقل واللهم لا شماتة.. ولنا عودة.
الجريدة الرسمية