رئيس التحرير
عصام كامل

مروجي المحتوى الطبي بالفضاء الإلكتروني منتحلو صفة.. الحق في الدواء: تيك توك المنفذ الأخطر للوصفات الخاطئة

الفضاء الإلكتروني
الفضاء الإلكتروني
18 حجم الخط

خلال الأيام الأخيرة تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى ساحة مفتوحة للحديث في الطب والعلاج، دون ضوابط مهنية أو إشراف علمي كافٍ، وبينما كان الهدف من ظهور الأطباء على المنصات الرقمية توعية الجمهور، أصبحت الظاهرة اليوم تثير قلق المتخصصين لما تحمله من معلومات مغلوطة وإعلانات مضللة تمس صحة المواطنين مباشرة، فضلًا عن توسع ظهور المدونين وغير الأطباء على وسائل التواصل الاجتماعي والحديث في معلومات طبية ووصفات وهمية دون التأكد من مدى صحتها، بل يتبعهم المرضى ويقتنعون بما يروجون له.

وكشف عدد من الأطباء وخبراء القطاع الطبي أخطر مظاهر الفوضى التي يشهدها المجال، من استغلال المرضى في التصوير، إلى الترويج لعلاجات غير معتمدة، والاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التشخيص دون إشراف طبي.

الوهم يسيطر على المرضى

من جانبه، حذر الدكتور خالد أمين، الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء، من تنامي ظاهرة مروجي المحتوى الطبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن المهنة تحولت إلى سلعة، والوهم أصبح يسيطر على المرضى، مضيفًا في حديثه لـ"فيتو" أن من غير المسموح للطبيب تصوير المريض، حتى وإن وافق المريض على ذلك، موضحًا أن التصوير لا يسمح به إلا في حالات التجميل ومع أشخاص ليسوا مرضى بالمعنى الطبي، كما أن 90% من مروجي المعلومات الطبية على السوشيال ميديا ليسوا أطباء، ومعظم ما يقدم من نصائح أو تجارب علاجية مضلل وغير علمي.

وأشار إلى أنه لا يوجد ما يسمى ببرامج التخسيس في أسبوعين، أو حقن تخفض الوزن في 10 أيام، هذه ادعاءات تجارية تضلل الجمهور وتستغل حاجته الصحية أو النفسية، لافتًا إلى أن الطبيب الذي يحترم مهنته لا يمكن أن يظهر على وسائل التواصل بهذا الشكل الدعائي.

وأكد أمين وجود قوانين تنظيم الإعلانات الطبية والدعاية، منها القانون رقم 206 لسنة 2017 لتنظيم الإعلان عن المنتجات الطبية، يجب أن يُفعَّل بشكل أكبر، مشيرًا إلى أن نقابة الأطباء ليست لديها الأدوات القانونية الكافية للرقابة المباشرة، لكنها تستطيع فقط إصدار توصيات، مضيفًا: من الصعب حصر جميع الأطباء الذين يظهرون على المنصات الرقمية، فضلًا عن انتشار منتحلي صفة الطبيب الذين يروجون لمعلومات خاطئة أكثر من الأطباء أنفسهم.

وأوضح أن الرقابة على هذه الظاهرة مسئولية جماعية تشمل كل أجهزة الحكومة المعنية، مؤكدًا أن "الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة مثل ChatGPT أو التطبيقات الطبية دون استشارة الطبيب يعرض المرضى لمضاعفات خطيرة"، مؤكدًا أن أدبيات ممارسة مهنة الطب تقوم على الكشف السريري والمناظرة الطبية المباشرة، ولا يمكن للطبيب أن يكتفي بصورة أشعة أو نتيجة تحليل، فقد تظهر الأشعة تدهور حالة، بينما يكشف الفحص السريري أن الوضع مختلف تمامًا، لأن التشخيص العلمي الدقيق يبدأ من المريض وليس من الشاشة.

من جانبه، حذر محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، من تفاقم حالة الفوضى في المحتوى الطبي المنشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سواء من قبل أطباء أو صيادلة أو خريجي العلاج الطبيعي، مؤكدًا أن هذه الممارسات تمثل خطرًا مباشرًا على صحة المواطنين، موضحًا أن القانون المصري ينص بوضوح على منع نشر أي إعلان طبي أو وصفة علاجية دون موافقة اللجنة العليا للموافقة على الإعلانات الطبية، والتي تختص بمراجعة المحتوى والموافقة عليه خلال 15 يومًا من تقديم الطلب، كما أن ما يحدث فعليًا على أرض الواقع هو تجاوز صريح للقانون.

واستطرد: "هناك أطباء يصفون أدوية ويعلنون عن تركيبات دوائية دون الحصول على تصريح رسمي، وهو ما يمثل مخالفة جسيمة، فضلًا عن انتشار دعايات مضللة لأدوية غير مسجلة أو مهربة عبر الإنترنت"، منوهًا إلى أن تطبيقات مثل "تيك توك" أصبحت المنفذ الأبرز للإعلانات الطبية الخادعة، حيث تنشر مقاطع لا تتجاوز دقيقتين تتضمن معلومات طبية مغلوطة، ويتابعها ملايين المستخدمين يوميًا، خاصة في موضوعات مثل "نحت الجسم" و"إبراز ملامح الجسد"، مما يشكل خطرًا على الوعي الصحي العام.

وأشار إلى أن نقابة الأطباء لم تتخذ حتى الآن إجراءات رادعة بحق الأطباء الذين يصورون مرضاهم أو يروجون لعلاجات دون ترخيص، مطالبًا بتطبيق تشريعات وعقوبات مغلظة على من يخالف القوانين المنظمة لممارسة المهنة أو يتحدث في الشأن الطبي عبر مواقع التواصل دون تصريح رسمي من اللجنة العليا للإعلانات الطبية، وهيئة الدواء المصرية، وجهاز حماية المستهلك.

وشدد فؤاد على ضرورة تدخل وزارة الصحة ومباحث التموين للحد من هذه التجاوزات، خاصة أن أغلب الإعلانات المنتشرة تخص مكملات غذائية غير معتمدة تسوّق باعتبارها أدوية علاجية.

ظهور الأطباء على السوشيال مخالف لميثاق شرف المهنة

فيما قال الدكتور رشوان شعبان، استشاري أمراض القلب وعضو مجلس نقابة الأطباء السابق، إن ميثاق شرف المهنة يحدد بدقة كيفية ظهور الأطباء في وسائل الإعلام، مؤكدًا أن أي طبيب لا يحق له الإعلان عن نفسه دون إذن مسبق من النقابة.

وأوضح شعبان في حديثه لـ"فيتو" أن النقابة، على مدار السنوات الماضية، نسقت مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لوضع ضوابط واضحة لتنظيم المحتوى الطبي في وسائل الإعلام، غير أن منصات التواصل الاجتماعي يصعب السيطرة عليها، ما أدى إلى فوضى في المعلومات الطبية وتضليل بعض المرضى.

وأشار إلى أن وعي المواطنين أصبح ضرورة قصوى في مواجهة هذا الكم الهائل من المحتوى غير الموثوق، لافتًا إلى أن ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي" خلق تحديًا جديدًا للأطباء، إذ أصبح كثير من المرضى يصلون إلى عيادات الأطباء بعد تشخيص أنفسهم بناء على معلومات ناقصة أو مغلوطة حصلوا عليها عبر الإنترنت.

وشدد على أن الطبيب لا يمكنه التشخيص عبر الوسائل الحديثة أو عن بعد، لأن المهنة تعتمد على الفحص المباشر للمريض، والنظر إلى الأعراض مثل لون الجلد أو وجود ورم أو احمرار، معتبرًا أن الاعتماد على الإنترنت في التشخيص يشوش تفكير المرضى ويهدد سلامتهم.

وأضاف أن ظهور الأطباء على السوشيال ميديا مخالف لميثاق الشرف المهني، مشيرًا إلى أن بعض الأطباء استغلوا هذه المنصات للدعاية لأنفسهم أو الترويج لأدوية غير معتمدة، وهو ما يستوجب المساءلة والتحقيق.

وأكد أن الإعلان عن النفس أو الخدمات الطبية بأي وسيلة تواصل ممنوع إلا وفق ضوابط محددة ومعتمدة من النقابة، مبينًا أن كل الأطباء الذين يظهرون على السوشيال ميديا بشكل دعائي يخالفون المهنة.

وطالب الدكتور رشوان شعبان بضرورة متابعة المحتوى الطبي المنشور على الإنترنت ومحاسبة من يقدمه دون تخصص واضح، مع تشديد العقوبات والغرامات على من يضلل الجمهور، مشيرًا إلى إمكانية تقديم شكاوى ضدهم إلى النيابة.

وأوصى المرضى بضرورة التأكد من أن من يعالجهم طبيب معتمد مرخص، وأن يطلعوا على شهادته وتخصصه، فلا يجوز أن يمس الجسد إلا طبيب أقسم قسم المهنة حفاظًا على حياة الناس وكرامة المهنة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية