رئيس التحرير
عصام كامل

اغتيال صوت المقاومة، كيف حطم "أبو عبيدة" معنويات الاحتلال وآلته الإعلامية؟

أبو عبيدة، فيتو
أبو عبيدة، فيتو
18 حجم الخط

تقول كتب التاريخ: إن الحروب لا تستهدف البنادق وحدها، بل الأصوات التي تمنح تلك البنادق معناها، هكذا بدا الأمر مع محاولة اغتيال أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الذي تحول على مدار سنوات من مجرد متحدث رسمي إلى أيقونة، وصوت يلخص صمود المقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي. 

كيف أصبح أبو عبيدة أيقونة للعرب؟ 

منذ ظهوره الأول في شريط مصور بوجه ملثم، بدا وكأنه ليس شخصًا عاديًا، بل شخصية أسطورية تتجاوز حدود الجغرافيا، فكلماته القليلة وإيقاع صوته المحسوب، جعلته لسان المقاومة أمام جمهور عربي يتعطش إلى سير المقاومين، فالرجل لم يكن مقاتلًا ميدانيًا في ساحات الاشتباك فقط، بل كان الصوت الذي يترجم المعركة إلى كلمات نارية تقلق مضاجع قادة الاحتلال.

وجماهيرية أبو عبيدة الطاغية التي تجاوزت حدود المنطقة العربية، أزعجت  إسرائيل بشدة، لذا وضعته على قائمة أهدافها للاغتيال، والهدف حسب خبراء إخراس هذا الصوت تحديدًا، بعد أن أصبحت صدى عباراته أخطر من صواريخ غزة، وهو ما انتهت إليه تقديرات مراكز بحث إسرائيلية، مثل معهد دراسات الأمن القومي، الذي يرى أن الخطاب التعبوي الذي تبناه أبو عبيدة كان يشكل «سلاحًا نفسيًا» شديد الفعالية، ربما أكثر من أي ترسانة عسكرية. 

دور أبو عبيدة في جماهيرية المقاومة 

نفس الأمر تناولته صحف غربية، مؤكدة أن  تسجيلاته المصورة لعبت دورًا حاسمًا في إبقاء صورة المقاومة حيّة رغم الخسائر الضخمة على الأرض، وبالتالي قتل الآلاف من رجال المقاومة على الجبهة قد يضعفها عسكريًا، لكن إسكات الصوت الذي يلهب الحشود ويزرع الثقة في المقاومة قد يحدث فراغًا أكبر، لاسيما أن اسم أبو عبيدة تجاوز حدود غزة، بعد أن أصبح هاشتاجًا متكررًا في عواصم عربية كثيرة، كلما خرج للحديث عن أوضاع المقاومة على الأرض. 

ووفق خبراء، تعرف إسرائيل جيدًا أن المعركة ليست مجرد دبابات وصواريخ؛ بل معركة رواية بامتياز، واغتيال الصوت الرسمي للمقاومة والذي حاز على شعبية ضخمة يعني فرض رواية واحدة وهي الرواية الإسرائيلية.

لكن المثير أن التاريخ يرفع هذه الشخصيات إلى مراتب غير مسبوقة، وهذا ما حدث مع كل المقاومين لاسيما في التاريخ الحديث، من تشي جيفارا أشهر قادة الثورة الكوبية، إلى غسان كنفاني المفكر والأديب الفلسطيني، ومن مارتن لوثر كينج قائد حركة الحقوق المدنية في أمريكا، ومالكوم إكس الزعيم الأمريكي المسلم المدافع عن حقوق السود، إلى عبد القادر الحسيني أشهر المقاومين الفلسطينين قبل عام 1948 وخليل الوزير ـ أبو جهاد ـ الرجل الثاني في حركة فتح، وخلود هذه الأسماء حتى الآن رغم اغتيالها، يؤكد أن قتل الصوت لا يعني أبدًا موت الرسالة، بل ربما يرفعها إلى مرتبة الأسطورة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية